الأحداث في حدود سنن الله
لقد ذكرتم كلام المفكر الإسلامي محمد الغزالي، إذ قال عن انتصار الإسلام أحياناً، وانتصار العدو أحياناً، إنها ساعةٌ وساعة، آخذاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما اشتكى إليه أصحابه، أنهم يكونون معه في حال يختلف مع الحال في بيوتهم، مع النساء والأولاد، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: *( ساعة وساعة)*، أما انتصار الإسلام على عدوِّهم أحياناً ، وانتصار العدو أحياناً أُخرى، فهو أمر آخر فيه الببان من الله تعالى والهدى لقوله تعالى *{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ }*
[آل عمران : 137-141]
*( وتلك الأيام نداولها بين الناس )*، والأيام هي المعارك والإصطدام مع العدو، قال سعد بن أبي وقاص : ( علموا أولادكم وقائع الأيام، ليستفيدوا في المعارك اللاحقة، كما استفاد الصحابة من يوم أُحد، إذ لم يستجيبوا لدعاء رسول الله
{۞ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ } [آل عمران : 153]
فقد استفادوا من خطأهم هذافي معركة حنين، لما ولَّوا مدبرين *{ ...ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ}* [التوبة : 25]
فإنهم حينما دعاهم رسول الله للوقوف معه في وجه العدو بصوت العباس فكان أحدهم يلقي نفسه عن ظهر بعيره ليلحقَ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان النصر *( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين )* [ التوبة : 26 ]
أما قوله تعالى *( وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكو شهداء)* فكان الشهداء يومأُحد وكان النصر يومَ حنين، ودخول التاس في دين الله أفوجاً، وكانت العاقبة في قوله تعالى *( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )*، وهذه الخلاصة مقبلين عليها إن شاء الله الله ، فلهذا يجب التلاحم والترابط والتوافق استعداداً ليومٍ نقودُ فيه *( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً)*
الله أكبر ولله الحمد
وسوم: العدد 814