مَن قَتل العدالة .. هل يستحقّها ؟
قال تعالى :
(مِن أجل ذلك كتَبنا على بني إسرائيل أنّه مَن قَتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناسَ جميعاً ومَن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعاً ..).
قتلُ الإنسان محرّم ، إلاّ في حالات معيّنة ، بيّنها الشرع الحنيف ..وأخطر قتل للنفوس البشرية ، هو في الحالات التالية :
سنّ القوانين ، التي تبيح للحكّام قتل البشر، بلا ذنب ولا جريرة ، في السجون والمعتقلات ، عبر التعذيب والتجويع ، والقتل المباشر، بالأسلحة النارية، أو الآلات الحادّة.. ونحو ذلك !
تصفيق المنافقين ، لعمليات القتل هذه ، وإصدار الفتاوى بها ، وتسويغها في نظر الحكّام والناس ، على أنها حالات مشروعة !
قتل الحكّام ، وموظفيهم الأمنيين ، وميليشياتهم .. الأبرياء في الشوارع ، لمجرّد التخلص منهم !
إنّ قتلَ هؤلاء ، بالطرق المذكورة ، هو قتل للعدالة ، نفسها ؛ لأن العدالة ، هنا، مفقودة أو مغيّبة ، أو مفترى عليها !
فهل يستحقّ العدالة ، مَن يقتلها ؟
الله ، جلّ شأنه ، يقول : (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) .. وهنا ، يبرز سؤال آخر، مستنبط من الآية الكريمة :
(إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفَوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
وهل ثمّة قتلٌ للعدالة ، أشدّ وأشنع من هذا : محاربة الله ورسوله ، من خلال محاربة الدين ، الذي أنزله الله ، على رسوله .. والإفساد في الأرض !
أفلا تُعَدّ محاكمة المجرمين ، ومعاملتهم ، وفق مدلول الآية ، في مطلع هذه السطور.. نوعاً من العدالة ؟
وسوم: العدد 909