مَن شبّ على شيء ، شاب عليه : مَثل غير صحيح ؛ وإلاّ؛ فما الفرق بين الشابّ والكهل ؟
قال زهير بن أبي سلمى :
رأيتُ سَفاهَ الشيخ ، لاحِلمَ بَعدَه وإنّ الفتى ، بَعدَ السَفاهة ، يَحلم !
لو صدّقنا المثل الوارد أعلاه ، لكذّبنا الحياة نفسها ، بكلّ ما فيها من تجارب البشر، القديمة ، والمشاهدة التي نراها صباح مساء !
هل يشبّه الشابّ ، الذي لم يخبر من أمور الحياة شيئاً ، بالكهل الذي عرك الحياة وعركته ؛ بله الشيخ الذي يفوق الاثنين، بتجاربه التي مرّت به ، ومرّ بها ؟
وهل يحمل الشابّ ، ابن العشرين أو الثلاثين .. طيشه معه ، إذا كان طائشاً ، إلى كهولته ، ثمّ إلى شيخوخته .. ثمّ لا يفيد شيئاً ، من الكهولة والشيخوخة : لايفيد علماً ، ولا خلقاً ، ولا أدباً ، ولا طريقة في ممارسة الحياة الاجتماعية ، والتعامل مع الناس ؟
إن الإنسان يظلّ يتعلم ، من الحياة والأحياء ، مادام على قيد الحياة ؛ إلاّ أن يصاب بمرض ، في مداركه ، يفقده القدرة على التعلم ، أو أن يبلغ أرذل العمر، فلا يعود يتعلم شيئاً !
قال تعالى ، عن الشيخ الذي بلغ أرذل العمر، وفقد قدرته على التعلم :
(ومنكم مَن يُردّ إلى أرذَل العمر لكيلا يَعلم بَعدَ علم شيئاً) .
والخلاصة : إن تاثر المرء بأمور معيّنة ، في طفولته ، لايلغي عقله ، ويمنعه من الافادة ، من تجاربه الأخرى ، في الحياة ، ومع الناس .. في مراحل عمره اللاحقة!
وسوم: العدد 909