اختلاف الرأي .. وقضية الودّ !
قال الشاعر: واختلافُ الرأي لايُفسد للودّ قضيّة !
ثمّة فرق ، بالطبع ، بين المُوادّة ، وبين القول الحسن ، الذي أُمر به المؤمنون !
الرأي أنواع : رأي له علاقة بالعقيدة ، والموادّة بين المؤمنين وغيرهم ، وهو أصناف :
رأي يُخرج من الملّة ، ويجعل المرء عدوّاً لها .. وقد قال تعالى ، عن ذلك :
(لا تجد قوماُ يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون مَن حادّ اللهَ ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كَتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه ويدخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزبُ الله ألا إنّ حزبَ الله هم المفلحون).
ورأي قال الله فيه :
(لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبَرّوهم وتُقسطوا إليهم إنّ الله يحبّ المُقسطين).
ورأي له علاقة له بالعقيدة ، بين المؤمنين المختلفين ، في بعض فروعها ، كاختلاف بعض علماء المسلمين الثقات ، فيما بينهم ، حول بعض المسائل !
ورأي لا علاقة له بالعقيدة ، بل ببعض شؤون الحياة ، وهذا تقدَّر خطورته وأهمّيتُه ، وأهمية الاختلاف فيه ، من قبل العقلاء وأصحاب الخبرة والتجربة ! ومِن ذلك ، على سبيل المثال :
الآراء العلمية في بعض التخصّصات : الطبّية والهندسية والسياسية .. التي تحتاج إلى خبرات حقيقية ، كيلا تؤدّي إلى كوارث تؤذي الناس ! فهذه ، يجب أن يكون موقف العقلاء المختصين منها حازماً ، وأن يقفوا في مواجهة الأراء المدمّرة أو المهلكة ، ولو أدّى ذلك إلى صراع !
أمّا مادونها من آراء غير مؤذية ، فلا بأس في الاختلاف حولها ، مع المحافظة على الودّ بين المختلفين !
وسوم: العدد 917