من يلتقط طرف اللحظة؟؟ وهل يمكن للشعور بالمرارة، ان يجمع أطراف السوريين؛ ممن عدا، وممن جلَس؟؟
هو سؤال ، والقول فيه طويل. وتابعت خبرا أن مدير ومدبر المقتلة الكبرى في سورية، وزع على بعض أولياء الدم من قبله، على سبيل التعويض، صندوق من الفلين، مملوء بتراب "الوطن" فيه بذور بصل وثوم وجرجير. وتساءلت إحداهن بجرأة: أي صك سيوقع هؤلاء ضمانا لإعادة الصندوق الفارغ، بعد موسم الحصاد؟؟!!
وحجم المرارة في حلوق الكثير من السوريين أكثف من أن توصف.
وما المرارات إلا زبدة خلاصة الخيبات المتكاثفة بعضها فوق بعض، بين حصاد الدستورية وجدول أعمال أستانا يعلن عنه بوغدانوف، ومرارة الانتظار لقوم طال ترقبهم لمن "يفعل عنهم" وبين صندوق الفلين المملوء بالتراب، والقصف الصهيوني على ميناء اللاذقية، على بعد أمتار من اس ٢٠٠ واس ٣٠٠، وسؤال الإيراني المحرج للمقداد : لم .. لا تردون؟؟ ودعوا عنا الماء والكهرباء والسكر والطحين.
يخطئ من يظن أن عموم السوريين "لا يتمرمرون"
وأتذوق طعم المرارة في حلوق أولئك السوريين أجمعين، رغم بعد الشقة بيني وبين بعضهم، فأجدها هي هي، أو هي إياها من أجل خاطر الكسائي وسيبويه معا.
أعتقد أن أشياء كثيرة تغيرت في المشهد السوري. وأن مياها كثيرا جرت بعد ذوبان ثلوج القمم المنفردة وانكشاف الحقائق عن جبل" الشيخ" والجبل" الأقرع" معا وبعد أن أنشدنا جميعا .
من جبل الشيخ إلى سعسع!!
وأبناء الأرض الأوفياء وحدهم هم القادرون على الاعتبار بهذه الحقائق. والبناء بها او عليها.
ودائما قالوا : إن المصائب تجمع المصابين، كما تجمع العواطف المحبين.
المرُّ الذي في حلقي هو في حلوق كل من يذوق!! وهو لا يبلع ولا يمج..
وأقتل شيء في فضاء هذا الوطن ، وفي فضاء هذه الثورة، وفضاء من يحاربها ومن يعاديها..
الذين ضل سعيهم... ويحسبون انهم يحسنون صنعا..
أذكّر كل الذين تواطؤوا على ذبح السوريين: وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح.
وسوم: العدد 958