في صناعة الموقف السياسي .. والبحث عن مركز الثقل !!
عندما كنا في الثانوية العامة/ الفرع العلمي، تعلمنا فيما كانوا يسمونه مهجيا "علم الميكانيك" وأظن الآن أن الأليق به أن يسمى علم الحركة، علما جميلا متعدد الآفاق…
ابتدأ كتابنا في ذلك العصر بقوانين نيوتن الثلاثة..
وقانون مقاومة الحركة بفضل قوة اسمها الاحتكاك. والتي تؤدي إلى لجم حركة المتحركات.
ثم القانون الثالث: قانون الارتداد، لكل فعل رد فعل مساو له بالقيمة معاكس له في الاتجاه..
وعلى قواعد هذه القوانين درسنا تطبيقات كثيرة، من أجملها: البحث عن مركز ثقل الجسم، يعني أين يمكن لجسم أن يتوازن فيستقر تحت تأثير العديد من القوى ومنها كتلته، والسطح الذي يستقر عليه وطبيعته، ثم القوى الخارجية المؤثرة فيه..
من أجمل المسائل وأكثرها رومانسية، والتي لو عرضت عليّ اليوم لما استطعت حلها هي: كيف تستقر قطرة الندى، على خد حبة التفاح، المعلقة على شجرة، يداعبها النسيم…
كل هذا فقط لأقرب لنا كيف يمكننا حساب موقفنا السياسي، بين كتلة قطرة الندى، ونعومة خد التفاح، وأثر ترددات النسيم على الشجرة وعلى الغصن وعلى التفاحة نفسها!!
أؤكد لأحبابي أن العوامل في حساب موقفنا السياسي أكثر تعقيدا، وأننا بحاجة إلى كل قوانين الحركة والتوازن والتفاضل والتكامل، لنصل إلى مركز ثقل حقيقي يليق بكتلتنا وحجمنا وسط الأنواء التي نتعرض لها، لنستقر بشكل أمكن على أرضنا..
وأنا أكثر تأكيدا أن قانون نيوتن الثالث المنضبط بقانون الكرة المرتدة عن الجدار، لا يمكن أن يستعار منفردا، لا لعمل المهندسين ولا لعمل السياسيين..
وسوم: العدد 1092