مالك بن نبي ولويس ماسينيون

Massignon et les intellectuels musulmans algériens, allan chritelow, texte rédigé en français par l’auteur et légèrement corrigé, Contient 15 Pages.

كلمة شكر، وتقدير للأستاذ ميلود عويمر الذي منحني المقال:

اتّصلت في المرّة الأولى بالأستاذ مولود عويمر وبتاريخ: 25 نوفمبر 2020 عبر الخاص ليضع تحت تصرّفي المقال المعني. ووضعه تحت تصرّفي بسرعة. فله بالغ الشّكر للمرّة الأولى. وأجبته بالحرف: "بإذن الله تعالى سأقرأ المقال، راجيا أن يفتح الله على عبده الضعيف بما فتحه على عباده الصادقين.. سأذكرك بالاسم، وبأنّك صاحب الفضل إذا لم يكن لديك مانع يمنعك".

وحاولت هذا الأسبوع فتح المقال من جديد. لكنّ دون نتيجة. لأنّ "مدّة صلاحياته انتهت" حسب الرّسالة التي تلقيتها. وبتاريخ: الأربعاء 24 صفر 1446هـ، الموافق لـ 28 أوت 2024، أعدت الاتّصال بالأستاذ للمرّة الثّانية ليعيد وضع المقال تحت تصرّفي. وقد كان في الاستجابة أسرع ممّا كان عليه في المرّة الثّانية.

للمرّة الثّانية نكرّر الشّكر، والثّناء للأستاذ ميلود عويمر على الجهد الذي بذله.

أعدت تنظيم المقال على شكل صفحات مستقلّة بفضل ابني أكرم. وأعاد ابني شمس الدين ترتيبها.. ثمّ أعدت استنساخها، واستخراجها على شكل مذكّرة. فهي -الآن- في حلّة جميلة، وسهلة، وتغري على القراءة. وأضعها تحت تصرّف كلّ من يطلبها.

بعض المصطلحات الاستدمارية التي استعملها الكاتب صاحب المقال:

يستعمل الكاتب الأمريكي نفس المصطلح الاستدماري، وهو "الجزائريين المسلمين" والذي يقابله "الجزائريين غير المسلمين" من الفرنسيين المحتلين، والأوروبيين المحتلين. باعتبار الجزائر مقاطعة فرنسية في نظر الاستدمار الفرنسي.

ويستعمل في صفحة 197 مصطلح: "الجزائريين المسلمين المتدينين". واستعمل: "شباب شمال إفريقيا المسلم".

عليكم بالهوامش التي وردت في مقال الكاتب:

يحتوي المقال على 36 هامش. وأوصي بقراءتها، ومتابعتها لأنّها تضمّ معلومات في غاية الأهمية، وجديدة. ولا تقلّ أهمية عن ماجاء في المقال.

سنة تأليف الكتاب فيما أعتقد:

أزعم -وإلى أن تكذّبني الأيّام، والقراءات القادمة- أنّ المقال كتب بتاريخ 1998 لأنّ الكاتب قال في صفحة 198: "توفي حمودة بن ساعي في بداية هذا العام من سنة 1998".

واستعماله في صفحة 197 تاريخ: "1980-1990".

وقال في الصفحة الأخيرة 209: "تحصّلت الجزائر على استقلالها كدولة منذ 36 سنة". وحين يحذف المرء 36 سنة من سنة 1998 يتحصّل على سنة 1962، وهو تاريخ استرجاع السيادة الوطنية.

الشّخصيات المعنية بالدراسة:

تطرّق الكاتب للشخصيات التّالية وعبر سنوات 1930-1950، وهي: حمودة بن ساعي، ومالك بن نبي، والبشير الإبراهيمي، والطيب العقبي رحمة الله عليهم جميعا.

وعزم صاحب المقال على التّطرق للأستاذ مالك بن نبي دون غيره.

جرائم حرق سكان الظهرة في الكهوف يسميها الكاتب بـ "حادث":

يطلق الكاتب على جرائم "حرائق سكان الظهرة" التي أحرقت الجزائريين، وحيواناتهم أحياء حتّى التصقوا ببعضهم ولم يكن بالإمكان التّمييز بينهم من فرط الحرائق المتعمّدة بـ "حادث-incident" في هامش رقم 15 من صفحة 201.

للزيادة فيما يخصّ جرائم حرائق الكهوف في الظهرة، وعين امران بالشلف، وولايات أخرى. يرجى من فضلكم الاطّلاع على الكتاب الأوّل[1]، والثّاني[2]، والثّالث[3] المذكورة في الهامش.

الاستدمار الفرنسي، وإبادة الجزائريين وليس حرب الجزائر:

يستعمل الكاتب في صفحة 204 مصطلح "حرب الجزائر". وهو مصطلح استدماري عنصري يراد به أنّ الحرب وقعت فيما بين الجزائريين. باعتبار الجزائر مقاطعة فرنسية، وما جرى من قتل، وحرق، وإبادة الجزائريين هو شأن جزائري وفيما بينهم.

لماذا اهتمّ ماسينيون بالمشرق العربي على حساب الجزائر:

قال الكاتب: اهتم ماسينيون بالمغرب، وسورية أكثر ممّا اهتمّ بالجزائر. 196

أقول: السّبب -في تقديري- نابع من كون الجزائر كانت تحت الاستدمار الفرنسي، وكان هناك رفض جزائري للاحتلال. ولم يستطع ماسينيون التّغلغل عبر أفكاره "المسالمة؟ !"، و"التّقارب بين الأديان؟ !". لكنّه وجد راحته في الدول التي خضعت للانتداب الفرنسي حيث يسهل تغلغل فكر ماسينيون.

مالك بن نبي الذي يطالب باسترجاع السّيادة الوطنية للجزائر:

قال الكاتب في صفحة 197: سنوات 1930 هاجر عدد كبير من الجزائريين، ومن المثقفين الجزائريين نحن فرنسا. وقد تخرّجوا من المدارس الفرنسية، ويحسنون اللّغة الفرنسية، ولا يحسنون اللّغة العربية الفصحى. ومهم من يريد الاندماج في الاستدمار الفرنسي، والرّافض لذلك.

أقول: يريد الكاتب أن يقول: أنّ هذه الفئة من الجزائريين هي التي التقى بها ماسينيون، وتعرّف عليها، ويريد من خلالها التّغلغل نحو الجزائر.

التقى ماسينيون بجزائريين يطالبون بالاندماج، وجزائريين يطالبون بالسّيادة الوطنية للجزائر كمالك بن نبي.

مالك بن نبي في نظر الكاتب:

قال الكاتب في صفحتي 198-199: جاء مالك بن نبي من تبسة البعيدة عن السّاحل وبالتّالي بعيدة عن التّأثير الأوروبي. ودرس في مدرسة بقسنطينة التي تكوّن قضاة ومترجمين. لكن في بدايات عمله في الجهاز القضائي للاحتلال الفرنسي. خاب ظنّه وقدّم الاستقالة. وهاجر إلى أوروبا بإمكاناته الشخصية.

أقول: يفهم من هذا أنّ مالك بن نبي لم يكن راضيا عن الاستدمار الفرنسي منذ صغره. خاصّة فيما له علاقة وثيقة بالاحتلال كالعمل في جهاز القضاء. ومكان ولادته البعيد عن الأماكن الأوروبية كان عاملا مساعدا على ذلك.

نقل أخبار عن نشاطات مالك بن نبي من فرنسا إلى الاستدمار الفرنسي بالجزائر:

قال الكاتب في صفحة 199: سعى مالك بن نبي لشرح الإسلام لدى شباب شمال إفريقيا المقيمين بفرنسا. ونجح في أن يكون سنة 1932 نائب رئيس جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا AEMNA. أي عام واحد فقط بعد تنصيب الجمعية سنة 1931. (والكاتب يعتبر هذا المنصب نجاحا لمالك بن نبي).

نقل ماسينيون الأخبار عن النّشاط السّياسي لمالك بن نبي في فرنسا إلى الشرطة الاحتلالية في الجزائر المحتلّة قصد متابعته. وتمّ على إثرها -حسب شهادة مالك بن نبي التي نقلها- طرد أبيه من العمل في بلدية تبسة.

اللّقاء الذي سعى إليه مالك بن نبي مع لويس ماسينيون ورفضه:

قال الكاتب في صفحة 199: سعى مالك بن نبي للقاء ماسينيون قصد إعادة أبيه إلى العمل بعدما طرد منه. وباعتبار ماسينيون من المقرّبين للاستدمار الفرنسي، ومستشار الحكومة الاحتلالية في شؤون الجزائريين المحتلّين. ولم يتمّ اللّقاء كما تمناه مالك بن نبي.

يرى الكاتب أن مالك بن نبي ظنّ أنّ ماسينيون كان يريد منه أن يعرض عليه المسيحية أثناء لقائه الأوّل بمكتب ماسينيون باعتبار المكلّف بمكتبه حسين لحمق ارتدّ عن الإسلام.  وفهم من عبارة مالك بن نبي "الزّيارة الأولى" لماسينيون. أنّها لم تكن الوحيدة.

ويعترف مالك بن نبي أنّ زيارته "الأولى" لماسينيون كانت من ورائها "عاصفة حطّمت حياتي وحياة عائلتي". 200

أقول: يبدو من خلال ماذكره الكاتب أنّ علاقة مالك بن نبي بماسينيون تدهورت بشكل بالغ، وخطير عقب طلب مالك بن نبي اللّقاء مع ماسينيون. ثمّ رفض لقاءه. وقد اعترف مالك بن نبي بالذنب، وأنّه لم يكن "دبلوماسي" بما يكفي.

سؤال يطرحه القارئ المتتبّع: هل يمكن القول أنّ تدهور علاقة مالك بن نبي بماسينيون راجع لعوامل شخصية كالحالة المذكورة. أم له علاقة بالجانب الفكري، والصراع الفكري الذي يتبناه مالك بن نبي طوال حياته؟.

وجهة نظر صاحب هذه الأسطر تجاه علاقة مالك بن نبي بماسينيون:

سبق أن عرض صاحب الأسطر موقف مالك بن نبي من ماسينيون عبر مقال[4] له حين عرض كتاب "العفن"[5].

وصاحب الأسطر عرض وجهة نظره تجاه ماذكره مالك بن نبي عن ماسينيون عبر منشور له[6]، وبالتّفصيل لمن أراد الزّيادة.

الحوار الذي أطلقه ماسينيون وتأثّر به مالك بن نبي:

قال الكاتب في صفحة 206: في بداية سنوات 1950، مجهودات ماسينيون فيما يخصّ إقامة حوار مع المثقفين الجزائريين لم تقدّم غير نتائج هزيلة. لأنّه لايمكن تصوّر نجاح "حوار مابين الأديان" بتعبير الكاتب في ظلّ ماتعيشه الجزائر من احتلال.

ثمّ أضاف: ظلّ مالك بن نبي يواصل مجهوداته في إقامة الحوار ولغاية بدايات سنة 1960 حينما شارك في أعمال مجموعة confluent بتونس.

واستنتج الكاتب: أنّ أثر ماسينيون على مالك بن نبي تجلّى في إشادته بـ "الضيافة" في كتابه باللّغة الفرنسية سنة 1954 "وجهة العالم الإسلامي[7]"، وفيما بعد إشادته بغاندي.

أقول: أعترف أنّي لم أفهم معنى "الضيافة" التي ذكرها الكاتب. ولذلك لاأتطرّق إليها.

ولغاندي مذكرات[8] قرأناها، وعرضناها عبر مقال[9] لمن أراد الزّيادة.

سبق أن انتقدت، -وما زلت- مالك بن نبي انبهاره بـ "سلمية غاندي". وعرضت ذلك عبر منشورنا الأوّل[10]، والثّاني[11]، والثّالث[12]، والرّابع[13]، والخامس[14].

السّبت 27 صفر 1446هـ، الموافق لـ 1 سبتمبر 2024 

الشرفة – الشلف – الجزائر

 

[1] Abdelkader Guerine "La brulure, Les enfumades de la Dahra", Edition Dar El Adib, Oran, Algérie, Sans date, Contient 79 Pages.

[2] Amar Belkhodja "Les enfumades du Dahra, Les 1000 martyres des Oueled Ryah, 19 juin 1845", El kalima, 2ém édition, Alger, Algérie, 2014. Contient 114 Pages.

[3] Yahia BOUBEKEUR "Mon Algérie à moi. Le café Malakoff", Edition tpa, Zéralda, Alger, Algérie, Octobre 2021, Contient 151 Pages.

[4] مقالنا بعنوان: مالك بن نبي.. العفن من جديد

وبتاريخ: السبت 17 ذو الحجة 1438، الموافق لـ 09 سبتمبر 2017

[5] مالك بن نبي "العفن"، الجزء الأول 1932 – 1940، ترجمة الأستاذ نور الدين خندودي، دار الأمة، الجزائر، الطبعة الأولى 2007، من 197 صفحة

[6] منشورنا بعنوان: #أخطاء_في_حقّ_مالك_بن_نبي 2 :

وبتاريخ: الأحد 19 ذو الحجة 1441 هـ الموافق لـ  9 أوت 2020

[7] مالك بن نبي: "وجهة العالم الإسلامي"، ترجمة: عبد الصّبور شاهين، دار الفكر، دمشق، سورية، الطبعة الخامسة: 1406 هـ 1986، (الطبعة الأولى بتاريخ: 1379هـ -1959، من 201 صفحة.

[8] "مهاتما غاندي في سبيل الحق 1869- 1949"، ترجمة: إسماعيل عيد، كنوز المعرفة، سلطنة عمان، الطبعة الأولى، 2019، من 264 صفحة.

[9] مقالنا بعنوان: غاندي من خلال كتابه غاندي – معمر حبار

الجمعة 6 محرم 1446هـ، الموافق لـ 12 جويلية 2024

[10] منشورنا بعنوان: #أخطاء_في_حقّ_مالك_بن_نبي: 9

وبتاريخ: الخميس 29 ربيع الأوّل 1443هـ، الموافق لـ: 4 نوفبر 2021

[11] مقالنا بعنوان: #سلمية_غاندي_بين_مالك_بن_نبي_وشعباني

وبتاريخ: السبت 25 رجب 1438، الموافق لـ 12 أفريل 2017

[12] مقالنا بعنوان: #مالك_بن_نبي_وسلمية_غاندي:

وبتاريخ: الخميس 23 ربيع الثاني 1439 الموافق لـ 11 جانفي 2018

[13] مقالنا بعنوان:  #سلمية_غاندي_بين_مالك_بن_نبي_وفرحات_عباس_ولخضر_بن_طوبال

وبتاريخ: الأحد 27 جمادى 1443هـ، الموافق لـ: 30 جانفي 2022

[14] مقالنا بعنوان: غاندي_من_خلال_فيلم_المهاتما_غاندي

و بتاريخ: 19 مارس 2018  

وسوم: العدد 1093