كلمات تمنيت لو أني لم أسمعها
أعجبني منذ الأمس التصريح الذي صدر عن وزارة الإعلام الوطنية، لا شيء رسمي، غير الذي يصدر عن الجهات والمعرفات الرسمية.
في عالم ديمقراطي، يبقى كلامنا مثل حبات المدردر على سليقة القمح، في حفل تسنين الأطفال، وأول ما يشمل هذا كلامي..
مثل حبة البركة كل عشرة على رغيف.
ولكن متحدثا منيفا جميل الصورة، حسن الهندام، منسق اللحية، غير شعث ولا متشعث، قال بالأمس كلاما عن المؤتمر الوطني جعلني أعيد العد على أصابعي، أتأكد من عددهم عشر مرات.
لا تظنوني نسيت اسمه، فأنا أحفظه وأتحفظ عليه في الوقت نفسه. فبعد ستة عقود معارضة، أحلم بأن أختم ما تبقى من حياتي تحت عنوان موالاة أو مناصح، ولعل مناصح أجمل وأكمل…
أنا أشعر أن كتابة مثل هذه المقالات بات يشغلني عن استكمال أورادي.. لم يبق في سراج العمر غير ذبالة…
يقول الشاب الجميل الصورة، أسأل الله أن يقي صورته الجميلة من الزلل، في معرض حديث غير منسق ولا مرتب بل مختل مشوش عما يدعوه المؤتمر الوطني: "نحن دخلنا دمشق بالبنادق ولم ندخلها بصناديق الاقتراع"
ضربت هذه الكلمات على مكامن الخلايا النبيلة في دماغي، ومضات عاجلة، أبديت، أسقط الجديد على القديم، ذكرني بقول القائل: نحن أخذنا الحكم بالدبابة… تتذكرونه او أذكركم!!
يا روح عمك واسلم سلمت لثورتك ولشعبك ولأهلك، أنت دخلت حلب وحماة وحمص ودمشق بالبارودة ليس لترث الطغاة، وإنما لترد الحق لأهله، ولتضع الأمر في نصابه…
نحن سنظل ننادي سيدنا محمد قائدنا للأبد…
وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما دخل المدينة، خط الوثيقة الجامعة التي قرر فيها الحقوق، ولم يستثن من سكانها أحدا، وعدّ أفخاذ اليهود الذين كانوا فيها فخذا فخذا… فأقر لهم بما هو حقهم.
أعود إلى إعلان وزارة الإعلام فيمن يتحدث، وفيمن يؤخذ بكلامه، وفيمن يجب أن يلتحق بدورات يتدرب فيها على الكلام..
في صباح هذا اليوم ضبطت متحدثا على إحدى القنوات، يقرأ خبر سقوط الطائرة الكورية، ويتحدث عن سقوط ١٢٠ ضحية، وهو يبتسم، فقلت أصلحه الله كم هو متبلد الإحساس..؟؟
وسوم: العدد 1109