الأمة بين وصايا "الكبار"ورعونة "الصغار"
الأمة بين وصايا "الكبار"ورعونة "الصغار"
م. الطيب بيتي العلوي
مغربي مقيم بفرنسا
باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس
[email protected]
"نحن لا نكتب أي كتب...بل اننا نغير الحياة بكتبنا..،.وهذا يضاعف من مسئولياتنا"
اهرنبرغ
لامراء أنني كلما أوغلت بتفكيري في فجاج القضايا المعاصرة المطروحة على بساط الدرس
في المنتديات الدولية في كبريات مدن العالم المتحضر،وأجلت نظري في اعتلال الحضارة
العضوانية المعاصرة ومتاه السلوك البربري المعاصر المهيمن حاليا باسم "الفكر"
و"الحضارة"و"الثقافة"، ومن ارتفاع أسعار، وأزمة طاقة وتناقص البيترول،وفوضى
اقتصادية عارمة، التي لا يلوح أي حل في الأفق القريب - كما خلصت اليه الندوات
والمدارسات والمؤتمرات للمتخصصين الدوليين بمنظمة اليونسكو، في عام 2006- واللقاءات
المغلقة والمعلنة "للكبار الأثني عشر"
وتفاقم ظاهرةالبيروقراطية في القطاعات الرسمية والخصوصية في الدول الغنية،
والتضخم المالي المتفاحش، والبطالة المتعملقة ومؤشرات اندلاع الحروب و الثورات
والانقلابات في العوالم "الدنيا" الثالثية،
و
تفاحش ملايين الباغيات والمومسات والخلان والخليلات،(حيث أصبحت دولة عربية من دول
شمال افريقيا رائدة في مجال اشباع نهم سوق "هسترة " الخنا والغلمة في الغرب الى
جانب دول شرق اوروباو البرازيل)حتى ان نقابات حرفة المومسات، والدعارة المثلية في
دولة مثل فرنسا، ترفع دعاوى قضائية ضد استفحال تنامي" منافسة هذه الدولة العربية
المكتسحة لسوق الدعارة الدولية من مدينة "مالغا" باسبانيا الى "هلسنكي" بفينلندا-مع
حصول هولاء على الجوائز الأولى في مهرجانات" كان" لأفلام الغلاعة الجنسية ،تحقيقيا
لعالم "ما بعد الحداثة" التي يمطرنا بها مبدعونا بالعشي والابكار
و
تنامي ملايين أمراض الجسم والنفس والعقل والروح(فمعظم الأدوية الكيماوية لم تعد
تفلح في علاج 'الباتولوجيات" العاهوية الجديدة والعلل الجسمية والنفسية
المستجدة(واكبر بلد مستهلك للادوية الكيماوية في العالم هي فرنسا)، حيث تكتفي معاهد
البحوث السوسيولوجية بتسجيل الاصابات والعاهات الجديدة والحملقة فيها)
واستفحال ظاهرة العدوانية في المعاملات(مما جعل معاهد التجارة العليا بفرنسا تخصص
دورات تدريبيةخاصة في "كيفية التعامل الانساني" الذي أصبح مجرد "تقنية ماركيتينج"
و"التدرب" على حرارة اللقاء المفتعل لفقدان الانسان لآدميته)
ومن
مظاهر البربرية الحديثة المتجلية في"التطبيع" مع ظاهرة تنامي ولائد السفاح والفجور،
والبرابرية الخلقية،وتزايد مئات آلآلف المنحرفين والمرضى والشواذ والجناة
والمجرمين، وارتساخ" أخلاق "الرفض الجديدة ،من اللامبالاة، وتلويث البيئة برا وجوا
وبحرا في أراضي"الجنة الموعودة " الي بشرنا بها مهرطقي "فلسفات الما بعد"، حيث
أصبحت منظمات حماية البيئة تصرخ وتولول أمام متخذي القرارات السياسية بالغرب، و"مافيات"
الشركات المتعددة الجنسيات" عن طريق المظاهرات والاعتصامات
،وترفع امامها الانذارات تلو الانذارت
وتهددها بالويلات والثبور ،وتذكرهم بالكوارث المحذقة بالمعمورة والمهددة للجنس
البشري في غضون السنوات القليلة المقبلة.،والجواب هو الاحتقار والتنكه "بفوبيات
"هوؤلاء ومثاليتهم و"لاواقعيتهم" ثم..صمت القبور على الملفات البيئية الخطيرة وحجج
الكبار، بأنها الديمقراطية ،فمن حقهم التعبير والمظاهرات ومن حقنا الرفض،ويجب قبول
اللعبة!..وعلى
البشرية انتظار الدمار
أما
مراكز الابحاث في الغرب(والتي تصرف اليونسكوا آلاف الدولارات لتنظيم مؤتمرات
لاخصائيين في مجالات علوم البيئة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية للبشرية،حيث
أصبحت فقط يجتمع الخبراء فقط للاقرار والفشل، و ليختموا تجمعاتهم بالاجماع على
عجزهم المطبق لايجاد الحلول) ،ولم تعدالمنظمات. تملك لنفسها ولا لغيرها نفعا، سوى
تكديس آلاف ملفات البحوث التخصصية،في تقلص حجم ثروات الأرض والماء والبحر(ويرشح
حالياعن مراكز البحث مشاريع "مافيا الكبار" لخنق العالم الثالث باحتكار الماء وبيعه
بأثمان خيالية منذ أن أعلن شيراك في العام السابق، بأن أزمة هذاالقرن الدولية
ستكون أزمة الماء ،والحروب القادمة ستكون من أجل الحفاظ على مصبات المياه في
العالم الثالث لصالحها)
وظواهرمعضلات الاختناق المسكني ،وانتشارملايين المتسولين والمنكوبين في الأقاصي
والأداني من السكان المحليين ،ومن النازحين من دول أوروبا الشرقية، يستجدون فتات
الموائد ونفايات ومحتويات الزبالة والقمامات ،وأصبحت هذه المشاهد مألوفة في شوارع
باريس وجنيف وبروكسل وأمستردام،ونيويورك ولندن وفي في أحيائها الراقية ،وساحاتها
التاريخية الأثرية ،واصلا الى آخر الأوجاع الكونية والنوائب الوجودية التي باتت
تقصم ظهر العالمين، بموجب التناسل الزولوجي المتطيش ،وهيمنة "الثقافة الداروينية
الجديدة" المتزايدة قدما ،أمام عجز الحكومات والمنظمات والسياسات الدولية..
وأي
عجب في الأمر، فمع كل الدورات الأرضية المقبلة، سيتهالك على الدعقاء ملايين الولائد
البشرية الفاغرة أشداقها الى المطعم والملبس والمسكن ،والجنس ، ثم ، الجنس ثم
الجنس، حتى اصفر (من الاصفرار والصفر معا) النوع البشري من أية قيمة أنطولوجية، أو
صبغة روحية، وانطرحت عنه بالتالي كل معاني الجوهر والوجود والغائية طرا،.اذ حينما
يتعاظم مقاس الأقوام البشرية الى حجم ملايير الأطنان من اللحوم البلهاء، تتقلص
عندها الفلسفات الآدمية، وتنزاح المذاهب الأنيقة ،والأفكار الانسانية، لتفسح المجال
لانتصاب الديانات التحتية الجديدة، والايديولوجيات العضوية، وكل أنواع البربريات
بأسماء السماء والأرض..
فقد
قالوا لنا قديما، بأن الانسان العاقل
Homo Sapiensهو
انسان مفكر، ثم انسان متدين، ثم انسان انفعالي ضحوك وبكاء، ثم تحول الى انسان
ايروتيكي Homo
Eroticus
في عصر "عولمة القيم العضوانية"،وفلسفات كسر المحرمات ،وهتك المقدسات، وسبر
أغوارالنفس البشرية"، تحقيقا لما بعد الحداثة، فأصبحت وظيفة الانسان الوحيدة هي
الشبقية ،اعلاء من" قيمته الآدمية" ولفصله- كما تراها "أطروحات الفوضى الزولوجية
الجديدة" -عن "قسرية الحياة التناسلية الحيوانية"كما صرح أحد "الأنبياء "الظرفاء
الفرنسيين،من دعاة العودة الى" الأبيقوريات" اليونانية، والاغتراف والكرع من اللذات
الهيلينية ،وليأت الطوفان بعد ذلك، كما حدث في الزمن السرمدي في أثينا التليدة
،وروما الخالدة، وأرشليم المقدسة ،وكما أخبرتنا بها أحبار بني اسرائيل، بحيث أن
الاحصائيات الحديثة لهذه السنة للدراسات السوسيولوجية المتخصصة ،حصرت ظاهرة
هسترة"الفن الزولوجي " الجديد ،والاقبال علىكادجياته وتقنياته، تصنف خمس دول عربية
في مقدمة مستهلكي فنون الخنا والرفث بأحدث التقنيات المستوردة خارجيا والمبتدعة
منها محليا، تليها دولة أوربية فقيرة هي بولونيا، بحيث تأتي الدول المصدرة لهذه
"الكادجيات " مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وهولاندا في الأدوار العاشرة
عكس ما كان يعتقد في اوطاننا "المحتشمة"
ظاهرة فلسفة "العقل المتفتح الجديد" عند النخبة العربية
ان
ما يحرك الكثير من عباقرة النخب عندنا هي هذه الفلسفة الجديدة المروج لها في
الندوات والمقاهي والصالونات والكباريهات، وهي فلسفة
open-mind
التي تفتقت عنه "الثقافة" العربية
الجديدةالسائدة من الخليج الى المحيط، التي تستجيب لما " بعد المجتمع " و"ما بعد
الثقافة" وما "بعد الحداثة" و"ما بعد الانسان" التي حارت فيها "ذهنولوجيات"" مدرسة
فرانكفورت" التي ما زالت عاجزة عن تفسير "حالة هيدغر" وكل "حالات" الفوضى الفلسفية
الي حاقت بالفكرالفلسفي وغيرها من القضايا الشائكة الفلسفية العالقة منذ نهاية
الحرب الكبرىالمنتجة "للاعقلانيات" بعقلانية المنطق الأرسطي الصارم والتي صبغت كل
وسائل التعبير الابداعية من رواية وشعر ومسرح وفنون تشكيلية، ثم تخلت عنها الى غير
رجعة ، حيث تتبنى الآن" فلسفة الطريق الأوحد
la philosophie de la voie
uniqueبينما
ما يزال عباقرة "مثقفينا ونخبنا ومبدعينا" يجترون شطحات الفكر" الخمسيني" والهراء
"الأحمر" التوتاليتاري ،الذي نسفته التطورات الابيستيمولوجية ووأدته الى غير رجعة
(ولست أدري أي معاجم"ليكسيكة" يعتمدها هولاء حتى نستفيد منها ،لأن مفاهيم
تحليلاتهم قد اختفت نهائيا من القواميس والمعاجم الفلسفية الحديثة في الغرب) ومنهم
اولئك الذين نضب معينهم ،وظلوا يعانون من أحلام اليقظةالأوسيانية " والعودة بالشعوب
الرعشات الانسانية الأولى السقراطية والأفلاطونية، ومتاهات حكماء "اللوغوس" ،و
حوارت "الكسموس" مع ألهات الأولمب المتناحرة في عليائها لحل معضلاتنا ، علما بأن
"رعشات" اللاتين."، لم تعد تثير أحدا من مدريد الى سيدني، ثم ما شأن بوش،أو ساركوزي
،أوميركيل ،أو أولمرت بها، وما شان الأطلسي والبيت الابض والبنتاغون وتل ابيب
بالميتافيزيقا ومتاهاتها، الا بالتخطيط لازالة بعض دول من هنا وهناك من الخارطة.،
وتدمير دول "مارقة" وازالة شعوب واثنيات مثل ازالة الطحالب السامة، تحقيقا لمطامح
بعض السياسات ،ومطامع بعض اللوبيات ،.
.انها معضلة" محنة العلم الكبرى في زمن العلم" في هذا العالم المجنون حتى الثمالة
،هذا العلم الذي تمنطق بمنطق "شمشون الجبار"رغم بعض المحاولات اليائسة من حفنة
قليلة تحاول السعي "لفعل شيء لهذا الكوكب المجنون،"ولكن، لايمكلها الا التسليم
بانحرافات الأسياد في الغرب في فورات هذيانه الحالية تحت أسماء تحرير الشعوب من
بؤسها وتخلفها بتدميرها، وفي تجارب اباداته الجماعية الماضية والقادمة، التي تلازم
ثقافةالغرب كظله ،والمتمثل في الشرق والعالم الثالث الذي جرى الهبوط بهما الى مرتبة
الحثالة في الذهنية الغربية في عصر" ثورة الاعلام وتعارف الشعوب والثقافات"
لقد
انقلب التفكير والتفلسف عند الانسان العضواني الجديد في الكون بأسره بفعل
"الأمركة"،الى مجردمهيجات وحوافزوبواعث،و رغبات ملحاحة، وحاجات أولية وميكانيزمات
(شعورية – ولا شعورية) تحركها مؤثرات المراكز السفلى من الدماغ ،التي تغذيها في كل
ثانية اعلانات الاشهارات الساقطة والمحقرة للعقل، والمدمرة للأحاسيس الانسانية،
تنشيطا لفصوص الدماغ السفلى لتحفيزه للاستهلاك المحموم واللامشروط،والفوضوى
الهستيرية،دعما وتحريكا للانتاج الهمجي لاقتناءالسلع من أجل الاقتناء،وحيث أصبحت
"الايروتيكية" -بالمعنى الفرويدي-وسوسات يومية، و"قلقا" وجوديا تصبغ كل اختياراتنا
اليومية-لباسا وتفكيرا،وأكلا وشربا وابداعا ويقظة ومناما ولهوا،و تطالب بالارتواء
في كل حين ،وفي كل كبيرة وصغيرة،على نقيض الحيوان الذي يبدو أنه أصبح في عرف
الفلسفات الجديدة،(وبملاحطة انثروبولجيا الحيوان ) أنه أكثر تنظيما وعقلانية
واتزانا، اذ ما زال سلوكه السيكولوجي والجماعي والجنسي وتحركه اليومي، يخضع الهرمية
الاسروية والجماعية ومصالح المحموعة ،والى دورات الفصول وتوفر القوت،والحاجة
أما
شعوبنا العربية المنكوبة، فحدث البحر ولاحرج ،فهي من فرط ما يجتاحهامن بلاوي ،وحطة
مزرية منذ أجيال، وبموجب تنفسها المزمن في أجواء الاتكال والعجز والحجر والدونية
،فهي في اغماء جماعي شامل، وتخذيركلي تكاد لا تنتبه له،لتضخمها الصوماتي الأهبل
،وتفشي قيم اللامبالاة والفوضى الشمولية ،الكاسحة، واستنباث نزعات الامعية والهروب
الذاتي والجمعي، واللامعيارية السلوكية والتفكيرية ،وجميعها عناصر تعشت أبصارهم
وطمست منهم البصائر،فاذا "الدمامة" جمال ، وخربشات الاطفال ابداع شعري وقصصي
،والحشرجات الصوتية الميكروفونية "مغنى" والكثافة "ثروة" والمخمصة "قناعة والغلاظة
"قوة" وتفاحش الموبقات والفتن والاقتتالا ت الداخلية"ثورة" وتمرد. !!!...فرحماك
يا رب !!!
فقد
ألفوا ضروب الجهالات والتهداروالاصطخاب بالشعارات الخطابية والعنتريات الأدبية
والقصصية،والخربشات الشعرية، فباتت في تجاويف عقولهم الباطنة من ثوابث حياتهم
اليومية،
فاذا كتب مفكروهم فهم يتذمرون ويتمردون ويتغطرسون،
واذا أبدع قصاصوهم ونقادهم وشعراؤهم، فهم كالثكالى يرثون وينوحون ويستبكون ،أو في
أحسن الحالات، يتراهقون"ويتميعون ويتغنجون،ويتخنثون
وقصارى عبقريات حكامهم وساساتهم استجداء فضلات المستكبرين في الأرض، وجبابرتهم ، من
نصابي الأمم المغتنية ،وفي المؤتمرات والندوات الدولية يركعون ويصفقون،ويوافقون،
أما
علماء دينهم ودنياهم فهم تجار يتحذلقون وعلى الخلائق والبرية يتعالون ويتعالمون
و"خبراءهم" في الاقتصاد والتنمية والتشريع والاحصاء والاجتماع والانشاء والتعمير
فهم على وصايا "مافيات" الغرب يهتدون، وعلى رغباتهم يمشون.، فاذا وفقوا الى تخطيط
بضع مشاريع، ووضع بضع تشاريع ،واقتراح توصيات وملتمسات، وتوفير عناصر تقنية لانجاح
الملفات والفرضيات،.فلا علم ولا وسائل ولا معرفة لهم للنفاذ الى سيكولوجية الآحاد
والجماعات لدى شعوبهم، والتفطن الى نظام الحياة واستيعاب قوانين الطبيعة والاحياء،
ومقتضيات تفاعل الشخص البشري –جسما ونفسا وعقلا وروحا- مع معطيات الطبيعة
والكون.،فاذا بمشاريعنا الكبرى تغيب عنها الشروط الآدميةالأدنى،حيث تكون النتيجة
،تكاثر فلول الديماغوجيين والمبدعين الغوغائيين و المنتفعين والمحتالين، حول كل
مشروع ( سواء أكان مصانع كبرى أو كازينوهات قمار) فانصرف التقنيون والأطر والناجحون
عامة ،الى عبادة مكاسبهم والركوع الى أرزاقهم الواسعة.،وتكديسها في الأماكن الامنة
خارج اوطانهم، او استثمارها في الخافقين لكي لاتصل اليها الأيدي والأعين من بني
جلدتهم
وبعد أن اختلط الحابل بالنابل، وتفتت الضوابط والمقاييس والمعايير، وشاع مبدأ
النسبية المطلقة والopen-mind(ولم
لا؟؟ فالكل يدعو من سلطنة عمان الى نواكشوط 'بما بعد الحداثة !!!!".)فماذا
يتبقى لملايين الجماهير المفقورة والجاهلة (الموسوسة بوهم رفاه ما بعد الحداثة)غير
العبث بوجودها الكظ،والتيه في فجاج الضياع،باسطة يد الذل،والمسألة"للناجحين"،حتى
بتنا لا نحصي في بلدان عربية الا آلآ ف المتعطلين وألا ف المتعهرات والمتعهرين-من
كل سن وفئة وحرفة وصنف- ،وآلا ف المنحرفين والمههمشين والمعتلين والبلهاء
والمخمورين والجناة والحشاشين،وآلاف الفوضويين البرابرة العدميين، وآلاف العضوانيين
العضليين الشهوانيين، ممن جعلوا شعارهم " خليني بس أعيش لاحدى معبوداتهم"
ولا
جرم أن ما يجري في مجتمعاتنا العربية من كل أنواع التسيب ،هو عرض باتولوجي صارخ
يترجم تفسخنا الشامل، ويفصح أبين افصاح عن ارتكاسنا الأنثروبو-ثقافي، ويقيم الدليل
أن زمام الأمور قد انفلت ، بموجب ما يتلقوه صبحا وعشيا، من النخب والساسة من صنوف
الشعارات والتحايلات، فانقلبت الجماهير بعضها لبعض عدوامبينا، في السروفي العلن،
وصار كل فرد مجرد قنبلة موقوتة الانفجار، ان في الحال أوفي الاستقبال، تحت شعار علي
وعلى أعدائي وفي أحسن الحالات،فالهجرة السرية والنصب والاتجار بالمنوعات والمحرمات
في بلاد المهجر للكسب السريع من فطن الأمور
ومن المفارقات المضحكة والمصادفات الوجوديو-سيكولوجية ،أن الساسة والنخب ما فتأت
تذكرهم بطوائح الدهر، وجائحات الحروب القادمة ، واستحالة التغلب على آل صهيون ،أو
تحرير العراق لا بالنفير ولا بالنكير ولا بالنقير، وان الحل هو"الأمركة" وتوريث
الحكم، أو الذل والهوان، تاركة الأمة تتفزع من قدوم الحروب وكوارثها، حتى أصبحت من
قدرها المشئوم، مما لا يزيد الجماهير المعدومة سوى رغبة وتكالبا على التفسخ
،والهروب الى الامام، واطلاق الحبل على الغارب، للرفث والغلمة والحشيش،
والنرجيلة،والتوالد قدماانتظارا لما ستأتي به المقادير(وما فيش حد أحسن من حد !!!،
وماحدش واخد منها حاجة... !!!!على
حد تعبير ظرفائنا المصريين.
هذا
بينما عتاة الغربيين مكدرون ومنشغلون،و مصروفو الهمة والعقل والوجدان الى ابتداع
المزيد من أصانيف الابتكارات الثقافية والعلمية والاقتصادية للمزيد من الهيمنة،
على خيرات الأذلين، وغزو الشموس والأكوان بعد تخريب الاراضي وتلويث السماوات،
بينما مازال عباقرة ساستنا يطيب لهم الاجتماع تلو الاجتماع مع اوصياء واباء
واحبار واشنطن وتل ابيب وباريس ولندن وبروكسل والكرملين جادون في البحث في تحضير
المزيد من مشاريع التفكيك و"المثاقفة" لشعوبهم المغبونة لتخليصهم من قضاياهم الكبرى
الى الابد ليزداد الفراعنة فرعونية، والمشايخ تشايخا، والرؤساء رئاسة والملوك
ملوكية ،ولا يهمهم أن يخسف بهم عتاة المستعمرين الجدد لأن الشعوب المغلوبة على
أمرها أصبحت لاتستبين موقعها الجغرافي في هذا الكوكب الأرضي، ولم تعد تقر بدورها
التاريخي في تعلية حضارتها ،أو تستوعبه ،حيث جردتها الساسة والنخب، عن ابعادها
الوجودية والفكرية والانسية، مستسلمة فقط لنزواتها الصغرى والكبرى وشهواتها السفلى،
مرتضخة لمشيئة الأقدار والكبار..
انه لأمر مذهل فجيع ،هذا الاغماء الوجودي ،والانتحار الحضاري ،الذي أصاب الأمةالتي
"تتوق" اليه –شعوريا ولا شعوريا- من مئات الملايين الثالثيين، بالنظر لما يروج في
كواليس السياسات المحلية والدولية في السر والعلن من مؤامرات جهنمية- وسحقا لاولئك
الكتبة الرافضين للمؤامرة- ،ومخططات شيطانية ،التي يحيك نسج اشراكها،الأخطبوطية
دهاة الغربيين الأقوياء، من العلماء ،ابتزازا لمغانم الأرض ومناعم الكواكب الأخرى
لاحقا، باسم المنطمات العلمية ولانسانية ،حين تعجز العقول الثالثية المخذولة
والمنعدمة العقل والضميروالشرف ،عن استثمار خيرات أراضيها وحمايتها، بل حين
يمنعها"أوصياء البشرية الذين استخدموا القنابل الذرية التي تفتق عنها العقل لصالح
الانسانية، فحولوها في كل حروبهم الكبرى والصغرى بالأمس القريب، ضد الشعوب
والحضارات ،حيث يجمع هؤلاء الأوصياء اليوم على الضغط على المنهزمين الثالثينن
والمقزمين، لمنعهم حتى من "التفكير العلمي " وحرمانهم من لوصول الى الندية والكرامة
والعزة القومية، أو النضج الحضاري والبراز العلمي، وتلك من أسراررحلات " ساركزي"
المكوكية ما بين واشنطن، وبلاد المغرب العربي، وافريقيا، وتل أبيب، لتحذير(وبالأحرى
منع) الثالثيين من مزالق ايران،وتطلعات تركيا، وخطر باكستان والهند،
ووبتذكير(والأصح تهديد) حكام الثالثيين، بأنهم ما يزالون "قاصرين و "مراهقين" وغير
ناضجين ولا مسؤولين،وأن" اللعب "بالتقنيات النويية ليس من شأن" الصغار" ومن حسن
الفطن اذن عدم التفكير في المضي قدما نحو امتلاكهم في تعلم التقنيات ا لعليا
المتقدمة ، والأفضل،لساستهم التركيز على "توريث الحكم " ونرسسة السلطة وقمع الشعوب
والابقاء عليها مجرد دمى بلهاء شبقية، تلهو وتلعب وتمرح و تتلذذ، لكي تتناسل
وتتهالك ،من أجل السياسيين ،والمشاريع والنخب والحاكمين ،والأسيادوالشعارات ،وأن
تتوالد بغزارة وقباحة ،وتناضل أبد الآبدين من أجل استهلاك "الألاعيب التقنوية" مثل
الاطفال، من أصغر هاتف نقال الى الطائرة النفاثة التي لا يصنعونها
اللوحة البارونامية لأمتنا المتخلفة
هناك في القمة الحكام والسياسيون. :
نرسسوا الحكم
،وأسقطوا على وظائفهم التشريعية والتنفيذية نزعاتهم الأنانية، ونزقاتهم
الوجودية،فالحكم في ملتهم واعتقادهم ،هو الهش على قطعان الجماهير المغلوبة بعصا
الترهيب والترغيب ،لاحتوائهم وتطويقهم بأحابيل وصاية أبوبة أخطبوطية لا فكاك
منها،ويستوي في هذا الاعطاب الوجودي (أي العقلي والنفسي والسلوكي) لشخصيات الجماهير
التائهة ،دهانقة الاحزاب بكل أطيافها، وجماعات الضغط، ثم الاوصياء على المقادير
،والتاريخ من المفكرين والمنظرين،
ويلي هؤلاء جماعة "الرأسماايين الأقزام" فهم بما استوردوه وتقنصوه من قيم نفعانية،
ومقاييس مادية براغماتية مفصولة عن سياقها (السيو-سيو-تاريخي –ثقافي)، وخلفياتها
الفكرية والثقافية ،ارتكنوا الى فهمهم البهيمي الأضيق ،فاستثمروا كل نوازع الفطرة
الشريرة للنوع البشري، دون المناقب الآدمية، فاذا الربح والكسب والادخار هو معنى
الوجود، وغاية الغايات، وجوهر الحياة وغائيتها، وما هو دون الكسب والربح والادخار
فهو وهم وباطل الأباطيل.،..انها الواقعية و"لأوبن مايند" !!!!
ثم
هناك" الناجحون" من الأطر التقنية، و"سامي الموظفين" والاختصاصيين"المادويين
العقلانيين والواقعيين"،وكل ذوي "الشهادات الموضوعية المعقولة" ،والعلم العضواني
النافع،مرفوقين جميعا بكل الارتزاقيين،والوسطاء والانتفاعيين والمستفيدين من
الظرفية السياسية.،وكل هؤلاء لاهدف لهم سوى استنزاف جيوب الجماهير المعتمدة عليهم
قصد الاستشارة، أو الاستعلام ،او الاستهداء ،أو طلب الخدمات أو معاينة الاجراءات ..
وفي
أسفل الهرم وفي الحضيض الأعلى ، فملااين المنكوبين الشموليين، جمعوا مع المتربة
والمسغبة واللامبالاة والغفلة، أقصىدركات السلوك العجماوي الأبله ،اذ هم من فرط
الغباوة العظمى والعجز المطلق، يكفيهم ان يتدفقوا في المدائن والشوارع ، سواء
أكانوا في بلدانهم، أو في المهجر، فيكفيهم مشاهدة منتصب البنايات،وبهيج
المتاجر،وأنيق السيارات، وملتمع الأضواء،وفخيم المقاهي ،وقاعات الفرجة، حتى يقر في
قيعان عقلهم الباطن أجمعين ،أن كل هاته المكرمات الحضارية، هو التقدم والحضارة
والثقافة، وأنها ادوات جميلة اخترعها" الآخرون" واجتلبها الكبراء والنجحاء لامتاعهم،
والترفيه عنهم ،فهي اذن من نصيبهم الأوكد وحظهم الأسعد، ومن ثم فلاضرورةان
يخترعوها، لطالما هي مطروجة أمام انظارهم.،.وهكذا كتب على هذه الأمة بملايينها
الكثار، لا تعدو أن تكون ضيوف حضارة بمشيئة نرسيية الكبار ونزق النخبة الصغار
الرحلة الساركوزية