الأمة الرائدة
رضوان سلمان حمدان
* الأمة الرائدة تحتاج إلى التجرد التام لله عز وجل، تجرد من الأهواء والشهوات، ومطالب النفس وحب الدنيا، ومن كل فكرة تخالف فكرة الإسلام، فالمتجرد لله يدور مع أمر الله حيث دار، وليس له رأى مع حكم الله، ولا قدسية عنده لمكان أو شخص أو جهة ما لم يقدسه الله عز وجل. {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65 {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
* تحتاج الأمة الرائدة إلى أن تكون مستسلمة لله في كل شيء، حتى المشاعر والأحاسيس، فهي لا تملك إزاء أمر الله إلا التسليم المطلق والطاعة المتناهية، وهذا ما نجح فيه المسلمون الأوائل، فقد صلوا الصلاة الواحدة إلى قبلتين عندما سمعوا الأمر بالتحويل أثناء الصلاة، على اختلاف الأماكن والأزمان. {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }الأنعام 162-163
* تحتاج الأمة الرائدة إلى التدريب على الابتلاء ومواجهته بصبر جميل، فالأمة التي تحمل رسالة عظيمة كالإسلام، ومهمة ثقيلة كالتبليغ، معرضة للابتلاء لا محالة، وقد ابتلى المؤمنون في هذا الحادث أشد البلاء، فقد شن اليهود والمنافقون والمشركون عليهم حملة إعلامية بشعة، استخدموا فيها كل أساليب الخداع والتمويه وقلب الحقائق؛ لتشويه معالم الإسلام في نفوس الصحابة، والتشكيك في المنهج والقيادة على السواء. {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155 {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ*وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }العنكبوت2-3
* تحتاج الأمة الرائدة إلى التميز والاستقلال، وأن تكون متبوعة لا تابعة؛ لأن التبعية تشعر بالحقارة والدونية، فلا تستطيع الأمة التابعة أن تقود أو ترشد، فلا بد للأمة من الاستقلال والتميز في كل شيء، في العقائد والتشريعات، والأخلاق والمعاملات؛ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ...}البقرة143
*فالأمة الرائدة تحتاج إلى أن تكون متجردة لله، طائعة مستسلمة له، تحسن التعامل مع الابتلاءات، تشعر بالتميز والاستقلال عن غيرها*