المرأة نصف المجتمع

وهي التي تربي نصفه الآخر

رضوان سلمان حمدان

[email protected]

"للمرأة المسلمة في معركة التحرير (وبناء المجتمع المسلم) دور لا يقل عن دور الرجل فهي مصنع الرجال، ودورها في توجيه الأجيال دور كبير"، "فالمرأة في البيت المجاهد والأسرة المجاهدة لها الدور الأهم في رعاية البيت وتنشئة الأطفال على المفاهيم والقيم الأخلاقية المستمدة من الإسلام".

إنه لابد أن ندرك حق الإدراك "أهمية دور المرأة في حركة التغيير والتنوير الاجتماعيين، سواء بالمنظور الديموغرافي الذي يكشف عن أن أكثر من نصف المجتمع من النساء، أو بالمنظور التربوي من حيث أنَّ المجتمع يتربى على يدها، حيث تشكل الأم العامل الرئيس في تكون شخصية الطفل في السنوات الست الأولى".

"إن كل محاولة لإحداث تحول اجتماعي مصيرها الخيبة ما لم تسبق بثورة على مستوى التربية العائلية، ولأن شخصية الفرد تتكون خطوطها الأساسية في البيت حيث يقضي الطفل أيامه الأولى ملتصقاً شديد الالتصاق بأمه، فإن كل تحول حقيقي في صلب المجتمع ينبغي أن يمر بالأسرة، وبالتالي بالعنصر الرئيسي فيها: المرأة".

وما أصدقها من صيحة وجهتها إحدى أخواتنا الداعيات وهي تتحدث عن دور المرأة في التربية في مجتمعنا العربي فتقول: "نحن لا نشعر بمسؤوليتنا التاريخية ولا نتقي الله في أولادنا... كلنا يريد مستقبلاً أفضل، ويخطط وقد يظن أن هذا يحدث بثورات مسلحة أو بأعمال كبيرة، لكن خمائر المستقبل بين يديك يا أختي المؤمنة، فهل تشعرين بخطورة الدور اليومي الذي تؤدينه.. أو تهملينه".

ونحن، هل نشعر بخطورة الدور الذي تؤديه نساؤنا في بيوتنا فنهيئ لهن ما يكفل القيام به كما ينبغي، وكما يحب الله ويرضى؟

"إن تأكيدنا على أنَّ مهمات المرأة الأساسية هي الأمومة لا يعني منعها من التعليم أو الحد من طموحها بل إن ذلك سبب آخر يدفعنا إلى تمكينها من القيام بمهمتها الكبرى في ظروف أفضل".

"إن تعثر العملية التربوية وفسادها في إطار المرأة أبلغ أثراً وأخطر شأناً منه في نطاق الرجل وإنّ المرأة التي ادّعينا حمايتها أتينا من قبلها، وعدنا من حمايتها والدفاع عنها فلم نجدها"، "وما لم تستطع العملية التربوية إعادة الاعتبار للمرأة وتبصيرها بدورها كما شرعه الله، وإعطائها ما أعطاه الإسلام لها في الحياة الاجتماعية، وإدراك موقعها في العملية التربوية، فسوف يستمر الخلل ويستمر العجز ويكرس التخلف باسم التدين، وتفرغ المرأة من أخص خصائصها في الوظيفة التربوية التي ندّعي أنها خلقت لها".