إستراتيجية التغيير والإصلاح لدى الفرد 4
سلسلة مقالات بعنوان
إستراتيجية التغيير والإصلاح لدى الفرد
هيثم البوسعيدي
سلطنة عمان - مسقط
المقال الرابع
هناك طرق ووسائل وخطط كثيرة يمكن أن ينتهجها أي فرد قد تؤهله في النهاية في تنفيذ عملية التغيير والإصلاح وتحقيق النتائج والطموحات التي يرغب في الوصول إليها ، والنقاط الآتية توضح بشكل مفصل ودقيق بعض هذه الطرق والوسائل الفعالة في إيجاد النظام والتخطيط الجيد في حياة الفرد:
الموازنة بين العمل والاسرة والأصدقاء: الفرد الذي لديه القدرة في توزيع وقته بين العمل والاسرة هو شخص بالفعل مميز وله قدرة في التحكم في وقته وتوزيعه على أنشطة حياته المختلفة ، أما الفرد الذي لا يستطيع توزيع وقته أو الموازنة بين جوانب حياته المختلفة فأنه يخسر الكثير من الأشياء منها حدوث التفكك الأسري في عائلته او حدوث الطلاق او تقصير في العمل أو انحراف سلوكي او الاستمرار بالشعور الدائم بالذنب وعدم تحقيق الذات . وقد شدد على هذا المبدأ الكثير من العلماء حديث أشار إليه أستاذ الإدارة د. ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع للإداري الناجح بعبارة' أهمية موازنة الأنشطة المختلفة في حياة الفرد لتحقيق إنتاجية أفضل.'
إن الفرد الذي يستطيع خلق التوازن بين مختلف الأنشطة غالبا ما يعتمد على مبدأين ترتيب الأوليات والتنوع في الأنشطة لذا غالبا ما يكون أكثر استقرارا ونشاطا من الفرد غير قادر على خلق التوازن حيث تكون لديه فرصة تحقيق الذات من خلال النجاح في العمل والإحساس بالأمان والاستقرار المادي والتنوع في أنشطته فيقدم لأسرته ومجتمعه مثالا طيبا علي كيفية تحقيق التوازن بين الأنشطة المختلفة في حياته.
تنظيم الوقت : هي الطرق والوسائل التي تعين المرء على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والأهداف. لكن إذا نظرنا إلى الواقع لو جدنا أن أكثرنا لا يحسن استغلال الوقت بفعالية، وللأسف هناك من الناس من يظن أن تنظيم الوقت معناه الجد التام ولا وقت للراحة أو التسلية، والبعض يظن بأن تنظيم الوقت شيء تافه لا وزن له ذلك لأنهم لا يقيمون لأهمية الوقت وزنا لكن احد الصالحين يقول مشددا على أهمية الوقت :الإنسان بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه.
أما الفرق بين الشخص الناجح والشخص الفاشل فهو مدى قدرة كل شخص على استغلال الوقت كما إن تنظيم الوقت واستغلاله لا يأتي من فراغ بل يأتي نتيجة طبيعية لمعرفة الأهداف وتنظيم الحياة والموازنة بين الأشياء مما يجعل المرء يستفيد من إدارة الوقت في توزيع نفسه بين الواجبات والرغبات والأهداف. على سبيل المثال لماذا يستطيع بعض الناس إدارة المؤسسات الضخمة في نفس الوقت الذي يعجز بعض الأشخاص عن إنجاز أعمالهم الخاصة البسيطة مع ان الوقت هو نفسه اليوم متكون من ست وثمانيين ألف وأربعمائة ثانية الفرق طبعا راجع إلى فعالية استغلال الوقت .ومن هنا يتضح جليا فوائد تنظيم الوقت ،فمنها: زيادة الإنتاجية – سرعة إنجاز المهام – التخفيف من الضغوط – تقليل عدد الأخطاء المرتكبة
من جانب آخر هناك أساليب وطرق تفيد في عملية استغلال الوقت وعدم ضياعه هدرا بدون فائدة وهي : (1) كتابة الأسباب التي تؤدي إلى إضاعة الوقت (2) ما هي المشاكل الناجمة عن إضاعة الوقت (3) إعطاء الخيال للعقل ليتصور استغلال الوقت ونتائجه الايجابية (4) التوقف عن استخدام الأعذار الواهية (5) التخطيط لكل يوم بهدوء كل صباح (6) تحديد أوليات كل عمل أو مهمة (7) تقدير المدة اللازمة لكل مهمة. فعلى سبيل المثال ، كثرة الأوراق والملفات الموجودة في المكتب تؤدي إلى تكدس الأوراق غير المهمة وضياع الكثير من الوقت في البحث عن ورقة مهمة أو عنوان شخص أو زبون مما يؤدى إلى الجلوس لعدة ساعات في ترتيب وفرز تلك الأوراق من دون فائدة تذكر ، إذا لا يمكن للموظف التركيز على الأشياء المهمة واستغلال وقته إلا إذا تخلص من كل ما هو غير مهم أو قليل الأهمية مثلا الاستعاضة عن الأوراق والمذكرات بالاتصال الشفهي، بذلك تنقص كمية كبيرة من هدر الورق والوقت والجهد كذلك ممكن إتباع طريقة الاختصار في الكتابات وحفظ نسخة عن كل شيء قبل أن نرميه.
الوضع المادي: تنظيم الموارد المالية هي مشكلة متأزمة عند جميع الناس ولكن في اعتقادي طرق مثل : التوزيع الجيد للراتب ، الموازنة بين العوائد المادية ، تقليل الصرف على الانشطة غير الملزمة ، زيادة ساعات العمل ،البحث عن موارد آخرى للرزق هي اسباب وعوامل تساعد في تنظيم الوضع المادي لاي فرد.
التعامل بكفاءة مع المهام الحياتية: عند تنفيذ اي مهمة حياتية لا بد من اخذ بعض الامور الهامة في الاعتبار مثل : الوقت المحدد ، الاخلاص في تأديتها ، البذل الحقيقي لانجازها ، توافر جميع المعلومات التي تمكن الفرد من تنفيذها.
الفرد دائما منوط ببذل كل ما في وسعه من وسائل وأساليب فاعلة لكي يحقق الاستقرار والمحافظة على صحته النفسية والجسدية ولكي يحيا الجسد والروح بعيدا عن المشاكل والمتناقضات والاضطرابات ، والنقاط التالية مهمة جدا في عملية إصلاح الروح والجسد وأستقرر الحالة النفسية والشعورية والجسدية للفرد :
المحافظة على الصحة: المحافظة على صحة الجسد ضرورية لتحقيق أهداف التغيير والإصلاح فالجسد السليم هو وحده القادر على العطاء والإنجاز،والمحافظة على صحة الجسد يكون في عدة صور وهي :
ممارسة الرياضة: إن النشاط الرياضي شيئا ضروريا وهام لجودة حياتنا لأنه يمنع الإصابة بالعديد من الأمراض: ضغط الدم المرتفع، أمراض القلب، ونزيف المخ كما أنها تجنب الإنسان الإصابة بكثير من الأمراض عند التقدم في السن. ويتطلب أي نشاط رياضي توافر أربعة عناصر رئيسية العنصر الأول: الهواء اللازم لحرق المواد الغذائية لتمنحنا الطاقة لذلك نجد أن الشخص المدخن يجد صعوبة بالغة في ممارسة أي نشاط رياضي لأن التدخين يؤثر على الأوعية الدموية والتي بدورها تؤثر على تدفق الهواء ووصوله للقلب. ويحتاج الإنسان أيضا للماء أثناء ممارسته لأي نشاط فهو يمنع الإصابة بالجفاف ويعوض الفاقد من العرق، أما العنصر الثالث الطعام لا ينبغي ممارسة أي نشاط و المعدة خاوية لأنه يسبب الإحساس بالدوار كما يخفض من نسبة السكر في الدم لذا ينصح الأطباء بتناول الوجبات الخفيفة قبل و بعد ممارسة النشاط الرياضي و هذا يعنى أيضا عدم تناول وجبة دسمة قبل ممارسة النشاط الرياضي لأن الدم يتدفق إلى أعضاء الجسم الداخلية للقيام بعملية الهضم . و بالنسبة للعنصر الرابع ألا و هو اللياقة و هناك فارق كبير بين تمارين اللياقة و التمارين الرياضية : تمارين اللياقة هي تمارين تهيئ الجسم لممارسة أي نشاط رياضي بحيث تكسبه المرونة و قوة التحمل وأما التمارين الرياضية هي مرحلة تالية على تمارين اللياقة فهي تقوى عضلة معينة في الجسم : مثلا تقوي لعبة التنس عضلة الساعد الأيمن.
التثقيف الصحي وهو وسيلة هامة وضرورية لضمان جودة الحياة ولضمان سلامة الطعام، والماء، والهواء، وهذا التثقيف يعني الفرد لابد ان يثقف نفسه دائما حتى يأخذ بأساليب الحياة السليمة ويتجنب الأمراض الخطيرة والمعدية رافعا بذلك شعار الوقاية خير من العلاج لذا لابد وان تكون له مصادر يعتمد عليها في تثقيف نفسه صحيا مثل القنوات التلفزيونية ومواقع الانترنت ونشرات وزارة الصحة .
النوم والراحة : كلما تعرض الفرد إلى ضغط وإجهاد كلما كان احتياجه للراحة شيئا ملحا وذلك عن طريق الاسترخاء حتى يتجنب الفرد تتناول أية عقاقير أو منبهات ، كذلك الأخذ في الاعتبار الحرص على النوم لساعات محددة وكافية كما ينصح بعض الأطباء بالصعود على السلالم لأنها تحرق الكثير من السعرات الحرارية وتساعد على فقد الوزن.
التغذية: التركيز على الأكل المحتوي على الفيتامينات والمعادن والنشويات والبروتينات والابتعاد عن الأكلات المحتوية على الزيوت والدهون والسكريات.
السيطرة على الضغوط : السيطرة على النفس والتحكم على انفعالاتها من الأمور بالغة الأهمية لكى ينجح الإنسان فى حياته ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها، الإنسان الناجح هو من يتحكم في الظروف والضغوط لصالحة ولا يجعل الضغوط هي تتحكم به فسيطرة الضغوط تؤدي إلى الإجهاد والقلق والخوف الدائم . فعلى الفرد أولا معرفة هذه الضغوط بالتحديد وما هي مسبباتها مع تجديد للطريقة التي يتغلب بها الفرد على الضغوط او القلق او الحزن . ومن ثم لكي يصمد الفرد فى مواجهة الضغوط والظروف الحياتية الصعبة ماله إلا أن يتسلح بسلاح الصبر الذي يساعد صاحبه على التخفف من الإجهاد الحاد واكتساب الهدوء، على سبيل المثال الفرد الذي يتصرف صرفات خاطئة في اوقات الزحمة المرورية هو فعلا غير قادر على ضبط اعصابه .
تنمية الإحساس بالمسئولية : الإحساس بالمسئولية كلمة لها وزن كبير في حياة الفرد إذا أحسن استيعابها فالإحساس بالمسئولية هي شعور بالالتزام بمجموعة من الواجبات تجاه من حولك كم إنها تولد طاقة نفسية كبيرة لدى الإنسان مما تجعله أكثر إنتاجية في العمل ولدية قدرة جيدة في مواجهة الاحباطات المتكررة وكذلك تساعد في وجود الرقابة الذاتية على نفس الفرد في كل تصرفاته.
الثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمته وقدره ، فتترجم هذه الثقة كل حركة من حركاته وسكناته ويتصرف بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة ، فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره وهي نابعة من ذاته لا شأن لها بالأشخاص المحيطين به، كلما كانت ثقة الإنسان بنفسه كبيرة فأن مدى إمكانية أداء وإنجاز الأعمال يكون بشكل صحيح وكبير دون تردد أو خوف ، لذا فأن بناء الثقة تتطلب الأخذ في الاعتبار ما يلي : الفشل هو مفتاح النجاح بحيث الفشل يجعل الإنسان يكرر المحاولة ويقاوم شي اسمه استسلام ، المدافعة عن وجهة النظر الصحيحة حتى مع وجود معارضة لهذه الفكرة ، قهر الشرود والسرحان وانعدام التركيز لأنها عوامل هدم للثقة بالنفس ، على سبيل المثال كثير من الناس يصيبهم الارتباك والخجل والقلق عند إلقاء كلمة أو محاضرة أمام الجمهور وهذا يتم علاجه بالتدريب المستمر وبث معاني الثقة والاعتزاز بالنفس لا الهروب من هذه المواقف .
: ترويض النفس على السكوت :ترويض النفس على السكوت فكثرة الكلام والثرثرة يعكر صفاء الإحساس بمعنى يجب على الفرد إتباع مبدأ الإنصات وإعطاء فرصة الكلام للآخرين
إصلاح سلوك وتصرفات الفرد والابتعاد عن الممارسات والسلوكيات السلبية يتطلب التركيز على الأمور التالية ذات الأهمية الشديدة:
الاختلاط والاحتكاك الدائم بالناس: هذه الوسيلة جدا مهمة في عملية التغيير والإصلاح لان الاحتكاك بالناس والمعرفة الدقيقة بطباعهم وصفاتهم وأخلاقياتهم المختلفة تمكن الإنسان من اكتساب الخبرة في التعامل مع أي فرد فالحياة كما يقال هي المدرسة الحقيقية فمن خلال الناس يمكن للمرء إدراك العيوب الفردية - معرفة عاقبة السير في طريق الخير أو السير في طريق الشر – اكتساب أخلاقيات وقيم تحسن من سلوك الفرد – معرفة كيفية إدارة الأفراد - التحكم والسيطرة على النفس في المواقف الصعبة – تحمل الضغوطات .
أما لكي يصل الإنسان إلى الطريقة الصحيحة في معاملة الناس على اختلاف مشاربهم وأنواعهم عليه تجنب النقاط التالية : تصنع ابتسامة مزيفة وغير حقيقة - جرح مشاعر الآخرين أثناء الحديث معهم كالاستهزاء – إقامة علاقات مع الناس من اجل المصلحة – الحكم على الناس أحكام مطلقة – التسرع في الحكم على أفعال الآخرين بدون معرفة ظروفهم – التفتيش والبحث عن أخطاء الآخرين - عدم احترام لحظات ضعف الآخرين – الشكوى من طباع وأخلاق الآخرين – مواقف الفرد نتيجة ردود أفعال – عدم قبول اعتذار الآخرين عندما يخطأون.
ولكي يكسب الفرد الناس ويبني علاقات ناجحة مع معهم ويعرف مفتاح الوصول إلى قلوبهم فعليه تطبيق النقاط الآتية : قبول الناس على ما هم عليه – معاملة كل فرد على انه مهم فلا يوجد إنسان بلا أهمية – مساعدة الناس في حالات الضعف – معاملة الناس بمبدأ الاحترام والتقدير – إتقان العمل وتقديم العون للأخريين في نفس مجال العمل – على الفرد التحلي بالصبر والتحمل إذا اخطأ الآخرين في حقه – التعامل مع الزملاء بروح تعاون المتنافسين لا بروح المنافسة – المساهمة في حل مشاكل وهموم الآخرين – مشاركة الآخرين في حالة الفرح والحزن- التعامل مع الناس لفترة طويلة هي التي تعطي الفرد فكرة عن شخصية الإنسان وليست الافتراضات السلبية قبل التعامل مهم –الاعتذار للآخرين في حالة الخطأ.
البحث عن القدوة : كلنا نحتاج لمثل أعلى في حياتنا يكون بمثابة القدوة لنا، قدوة نؤمن بها ونتأثر بها ، نحبها و نفعل مثل ما تفعل . قدوة نريد أن نكون مثلها في كل شي لان النفس البشرية مجبولة دائما على اتخاذ مثل أعلى في الحياة، والقدوة هي تلك الشخصية القوية التي بها تتربى وتتعلم الأجيال وهو نموذج يحتذي به الآخرين .
المقتدى به هو من يحمل صفات مميزة وقيادية ولا يشترط أن يكون مشهورا بين الناس . والقدوة نوعان : القدوة الخاصة :هي قدوة محصورة في مجال واحد مثل العمل أو الرياضة التي تمارسها .ومثال على ذلك :لو كنت طبيبا ولك أستاذ تتلمذت على يده وأصبح هو قدوتك فسوف تجد نفسك متأثرا به في طريقة كشفه على المريض ، وكيف يصل إلى تشخيص المرض ، وتحديد العلاج والجرعات التي يوصفها للمريض وطريقة تعامله مع المرضى . وهذه أشياء عندما تقتدى به فيها سوف تفيدك إفادة كبيرة . القدوة العامة :هي قدوة في كل جوانب حياتك كالأخلاق والمعاملات والعبادات . وبالطبع في هذا المقام فإن القدوة المتميزة هو الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فسيرته مليئة بالقصص والإحداث التي تعكس مدى نبله وأخلاقه ورقيه في التعامل مع الناس.
إن الحديث عن الحاجة إلى مثل أعلى حقيقي هي مؤشر ايجابي إلى تطور نظرة الفرد للحياة ورغبته الأكيدة في الإصلاح وبناء حياته من جديد لان دراسة أحوال من نتخذهم قدوة يؤهلنا لتحصيل الأخلاق واكتساب المهارات المتميزة والتمسك بالمبادئ الأصيلة ولا يعرف الفرد انه يبحث بجد عن القدوة الحسنة إلا إذا شغل باله وتفكيره بالأمور الآتية: (1) الاهتمام بالقضايا الكبيرة كبناء الوطن وبناء الشخصية وتحسين السلوك واستغلال الوقت والبحث عن مصادر الرزق الحلال والتعلم مهما مضت السنون وتربية أفراد الاسرة بالشكل الصحيح والثبات على المبادئ والقيم مهما تغيرت الأحوال والظروف. (2) الشخص الذي لا يرضى لنفسه أبدا أن يكون مجرد رقم من الأرقام التي لا اعتبار لها في هذه الحياة الدنيا، بل يؤمن إيمانا مطلقا أنه إذا لم يُضف شيئا في الدنيا ويترك من بعده أثرا يذكر له فسوف يكون زائدًا عليها لذا فأنه يطمح أن يكون فاعلا ومؤثرا في الجميع. (3) التشبه بالعظام وعدم مخالطة الخاملين أو أصدقاء السوء : مخالطة الكسلاء والخاملين وأصحاب السوء الذين وصلوا إلى درجة من دونية الأهداف، ليس لهم هدف في الحياة ولا غاية يؤثر بسلوك وتصرفات الفرد بالسلب من خلال تدني الهمة وإتباع العادات السيئة وضياع الوقت لذلك أوصى السلف بمصاحبة من لهم همم عالية ورسالة في الحياة حتى ولو قل وجودهم ، ومن ذلك قال أحد الشعراء العرب : أنت في الناس تقاس .. ... .. بمن اخترت خليلاً فاصحب الأخيار تعلو .. ... .. وتنل ذكراً جميلاً ، (4) الفرد الطامح بحاجة ملحة لاستلهام التجارب الناجحة في التاريخ وتتعدد النماذج في التاريخ على الافراد الذين صاغوا حياتهم ، بكبريائهم وعلمهم وأخلاقهم..وبالتالي فمثل هؤلاء الرجال هم الذين يجب أن نتأسى بهم ونعتبرهم مثلنا الأعلى.
محاربة ومقاومة العادات السلبية : : العادة السيئة هي فعل اعتاد الممارس القيام به في معزل عن الناس مع تكرار له حتى تتحول الى حالة من الادمان ، التخلص من عادة ارتبط الإنسان بها لفترة طويلة هو ما يعتبر أمر صعب لكن الإرادة والأيمان القوي يخلصان الإنسان من أي عادة مهما كانت سيطرتها على الفرد ، يقول أحد الأشخاص وهو يحكي عن كيفية تخلصه من عادة اغتياب الناس : لقد درست الغيبة فرأيت إنها عملية طعن في الظهر ، فهي غدر وخيانة ، وبالتالي فهي مظهر من مظاهر الجبن لأنني لو كنت شجاعا لصرحت بأخطاء وعيوب الأخريين بإهدائها لهم وجها لوجه ، ولأنني اكره أن أكون جبانا آليت على نفسي أن لا أتحدث بسوء عن شخص في غيابه.هناك بعض التي الخطوات التي يتبعها بعض الأفراد لمقاومة العادات السيئة : (1) اللجوء إلى الله بالدعاء للتخلص من تلك العادة السيئة وتحين أوقات الإجابة (2) المقارنة : المقارنة بين مزايا وعيوب العادة مثلا : التدخين ، يهدئ الأعصاب ولكن يدمر الصحة ، مشاهدة الأفلام الإباحية : تبدد الوقت وحرام ولكنها متعة.. التركيز على ان العادة السيئة حرام مع البحث عن بديل لتلك المتعة او شيئ له نفس المزايا بدون تلك العيوب.(3) الرياضة (4) استغلال الوقت مثلا شغل الوقت على الانترنت بما هو مفيد ، مثلا بناء موقع مفيد او الربح من الانترنت (5) البعد عن المثيرات ومحركات الغرائز (6) الحذر من الوحدة لأن الانفراد مدعاة للأفكار ووساوس الشيطان، فمخالطة الاهل والاصدقاء الخيرين والانشغال في الاعمال والهوايات المتعددة يطرد رغبات اوحدة والانعزالية.
الابتعاد عن رفقاء السوء :اصدقاء السوء هم عنصر فساد وافساد في المجتمع والمجموعة المحيطة لاي فرد هي لها دور في التأثير في سلوك وتصرفات الفرد السلبية لكن في المقابل درجة التشابه والملاءمة بين الفرد والمجموعة تلعب دور ايضا في خلق السلوك الخاطئ لدى الفرد ، ولنأخذ مثالاً على ذلك «تدخين السجائر» فقد أوضحت الأبحاث أن المراهقين الذين يختارون الاختلاط بالأصدقاء المدخنين لديهم هم أنفسهم ميلا للتدخين.
لكن هناك عنصران مهمان لابد من أخذهما في الاعتبار دائما لانهما مهمان في عملية الابتعاد عن رفقاء السوء أولا عملية اختيار الأصدقاء في المقام الأول من هو الصديق ما هي صفاته ما هي أخلاقه ما هو سلوكه وثانيا مدى فعالية الارتباط الأسري لان الارتباط الأسرى الوثيق يسعى دائما إلى تحقيق التواصل الكافي مع جميع أفراد الأسرة ويجعلهم يشعرون بالرعاية والاهتمام والاستقرار في حياتهم الاجتماعية .