جرائم الانقلاب العسكري لن تمر !!
محمود المنير
مدير تحرير جريدة الحركة/الكويت
ليتحدث من شاء بما شاء عن السلمية ، وليغرد خارج السرب ليلا ونهاراً ، لكن المؤكد والذى أعتقده يقين الاعتقاد ، وكذلك يعتقده كل حر ثائر تجري في عروقه دماء الغيرة على أعراض فتيات مصر الذى تعرضوا للتحرش والاعتداء الجنسي والاهانة من كلاب العسكر والشرطة من شذاذ الانقلاب العسكري ، أن هذه الجرائم لن تمر ، ولن تغتفر لهم حتى يتم القصاص العادل منهم وممن أمرهم ووافق على فعلهم الشاذ في الدنيا والآخرة .
فما يفعله كلاب وشذاذ الانقلاب العسكري ما كان ليحدث لولا أن أمنهم قائد الانقلاب من العقوبة فأساؤوا الأدب، بل وفجروا وهتكوا أعراض الحرائر وسطروا أسود صفحات في تاريخ مصر تحت حكم العسكر ، وتاريخ الشرطة والجيش، وبعد أن اختل ميزان العدالة في مصر ، وجار قاضي الأرض ولم يعد يخف من قاضي السماء ، وبعد أن ماتت النخوة والكرامة والغيرة في قلوب هذه العصابة التي تحكم مصر الآن !!
من المهم أن نعلم أن جرائم التحرش والانتهاك الجنسي من قبل الأجهزة الأمنية تجاه السيدات، كانت تمارس على استحياء، قبل ثورة 25 يناير ولكن بعد خلع الثورة لمبارك قامت قوات من الجيش، وتحديداً من الشرطة العسكرية، بما سمته "كشوف العذرية" للمتظاهرات والمعتصمات بميدان التحرير أوائل مارس 2011 داخل المتحف المصري، بإشراف مدير المخابرات الحربية آنذاك وقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، والذي اعترف بها في ما بعد، معللا ذلك بـأن "الجيش وقع كشوف العذرية لحماية نفسه من احتمالية ادعاء المحتجات على أفراده بالاغتصاب".
وعقب اعتراف السيسي، قضت محكمة القضاء الإداري نهاية عام 2011 باعتبار عمليات كشوف العذرية جريمة جنائية يعاقب عليها القانون، ومخالفة للقانون والدستور، وفي رد سريع منها، قضت المحكمة العسكرية بتبرئة طبيب الجيش المتهم في قضية "كشوف العذرية" وكأن شيئاً لم يكن !!
وما وثقته التقارير الحقوقية الدولية من شيوع حالات اغتصاب في السجون والمعتقلات المصرية، ورد بعضها على لسان الضحايا أنفسهن يحكي أهوال يشيب لها الولدان ، ومصيبة تهون بجانبها كل المصائب ، وعقوبة تستحق سحق هذه الطغمة الفاسدة المفسدة التي ابتليت بها مصر ، والتي تدل على مدي الانحراف والجريمة التي ارتكبها الانقلاب العسكري بحق شعب مصر ، كيف يتسنى لأي فيصل أو تيار أو سياسي أن يتحدث عن السلمية حين يقرأ عن حالات الاغتصاب و أن من بين المغتصبات داخل مقار الاحتجاز فتيات حملن نتيجة ذلك، وقد تعرض بعضهن للإجهاض، في حين لم يسمح الوضع الصحي لبعضهن بذلك، وهن الآن بالشهر السابع أو الثامن.
وأن هناك حالة تعرضت فيها للاغتصاب 14 مرة في يوم واحد داخل معسكر للأمن المركزي (شرطة مكافحة الشغب) وحالة أخرى عانت من الاغتصاب يوميا لمدة أسبوع داخل أحد مراكز الشرطة".
ليس هذا فحسب بل توالت شهادات معتقلات وحقوقيين في مصر تؤكد تعرض عدد من المعتقلات من رافضات الانقلاب العسكري لعمليات اغتصاب جماعي وتحرش جنسي من قبل ضباط ورجال الشرطة.
وما تم من توثيق عدد من الانتهاكات وحالات الاغتصاب، حيث تم تعليق إحدى المعتقلات عارية وتحرش بها كل رجال الشرطة داخل المركز الأمني، في حين تم إجبار بعضهن على مشاهدة فيديوهات إباحية.
وقالت إن بعض البنات تم مسح أرضية السجن بأجسادهن العارية، مؤكدة أن حالات الاغتصاب ينفذها ضباط ورجال شرطة بصفة جماعية، وبمعرفة المسؤولين عن المراكز الأمنية المتهمة.
بعد كل هذه الجرائم والفظائع لم تعد السلمية سوى إثم يتحمل وزره كل من استطاع فعل غيره ولم يفعل ، ووزر يتحمله كل من نادي إليه ولم يغضب قلبه ويعتصر ألماً وحزناً على ما تعرض له فتيات مصر الحرائر والعفيفات في زمن الخسة والنذالة علي أيدي كلاب الانقلاب العسكري، للأسف الشديد هذا الواقع المرزي لا يجدي معه سوى ثورة تجتز هذه الرؤوس العفنة من فوق أجسادها القذرة الفاسدة ، وقصاص عادل ناجز لا ينتظر منصة قضاء ظالم فاسد ، ولا نيابة تنوب عن العسكر في قهر الشعب وتطمس الحقائق ، وتجلد المظلوم وتلعق أحذية الظالم !!
لا يمكن أن نعيش في ثوب المظلومية فما أقبحه من ثوب للأحرار والثوار ، نعم نعلم أن سطوة وبطش الانقلاب العسكري الدموي فاقت وتجاوزت كل الحدود والاعراف والمواثيق والشرائع السماوية ، ونعلم أن ضريبة الحرية باهظة التكاليف ، وطريق تحقيق أهداف الثورة طويل ، وربما صاح المرء وهو يودع محنة ويستقبل أخرى : أما لهذا الليل من آخر ؟ لكن الفجر سيطلع حتما ، ولأن يطوينا الليل ثائرين مكافحين أشرف من أن يطوينا راقدين خائفين .
ولأن يسحقنا العسكر بطلقات الرصاص أشرف من يهتكوا أعراض فتيات ونساء مصر الحرائر والعفيفات، ولأن نوصف من كل العالم بالإرهاب والتطرف خير لنا من تُداس كرامة الآباء والأمهات بسبب هتك أعراض بناتهن ونصمت بدعوى السلمية ، فكل وطن تنتهك فيه العقيدة ويحارب فيه الاسلام وتنتهك فيه الحرمات والأعراض ليس لنا بوطن ، فأولى لنا أن ندفن السلمية غير مأسوف عليها بدلاً من ندفن الرؤوس في الرمال من الخزي والعار !!