المعلم مظلوم مهضوم الحقوق
المعلم مظلوم مهضوم الحقوق، وسيظل كذلك إلى يوم يبعثون، تسند إليه أعظم المهام وأخطرها، ثم لا يكافأ عليها إلا بمعسول من القول، يعمل في جو من الكفاح والتعب لا مثيل له، وهو يبث علمه الغزير في جود وسخاء كالشجرة الكريمة تجود بالعطاء في غير منّ ولا استعلاء.
والمعلم هو أستاذ لكثيرين ممن انعقدت لهم في الادب والعلم والسياسة ألوية، واستقام لهم في الفكر العربي مكان، وهو رمز من رموز التحدي والفوز، يُنظر إليه باحترام، ويتمنى الكثيرون أن يتمثلوا به، وأن يحذوا حذوه وأن يتشبهوا به.
ولا ادل على مكانة المعلم من قول ملكة الإنجليز (فكتوريا) عندما سُئلت مرة عمّن يحتل أخطر مركز في الدولة، فقالت: هو بلا شك رئيس الحكومة، ولما سئلت عمّن يليه في المنزلة قالت: ذاك المعلم، فنعم القول، ونعم القدر، ونعم الثقة؛ ولكن أين نحن اليوم من ذلك كله؟
وقد أنصف أمير الشعراء شوقي المعلم في قصيدته التي مطلعها:
قــم للمعلم وفّهِ التبجيلاً كاد المعلمُ أن يكون رسولاً
وعارضه فيها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان بقوله:
يا من يريد الانتحار وجدته إن المعلم لا يعيش طويلا
ثم جاء شويعر ظريف، وأضاف هذه الأبيات الثلاثة من الوزن نفسه والقافية نفسها:
يا قومُ كفوا حسبُكم تدجيلا كاد المعلمُ أن يموت قتيلا يكفيكمُ يا قوم إفكاً واعلموا يا قومُ إني لا أصدقُ هذركم أن المعـلمَ لا يزالُ هزيلا ما لم تقيموا حجةً ودليلا ج
إن في هذا عبرة للكبار وأولي الأمر!
وسوم: العدد 656