أطعْ رئيسك بشار، ياولدي، فهو من أسرة، لم تعرف الخيانة، قطّ !
والد بشار: لم يسلم الجولان لدولة الصهاينة بلا حرب ، حين كان وزيراً للدفاع ، ليصبح بعد سنتين رئيساً للجمهورية ، بدلاً من أن تعلق مشنقته ، في وسط دمشق !
والد بشار: لم يغدر برفاقه البعثيين، وينقلب عليهم، ويشرّدهم، بين: السجون والقبور والمنافي.. ويستأثر بالسلطة ، ويظلّ فيها ثلاثين سنة !
والد بشار: لم ينهب خيرات سورية، ويودعها في المصارف الأجنبية ، لحسابه وحساب أسرته !
والد بشار: لم يذبح الشعب الفلسطيني، في المخيمات ، في لبنان، ولم يشترك ، في ذبحهم، مع الصهاينة ، في الوقت ذاته ، واللحظة ذاتها ، في طرابلس .. حين كان يرميهم من البرّ، وكانت السفن الصهيونية ترميهم من البحر .. وهو يرفع راية القضية الفلسطينية ، وراية التحرير والصمود والتصدّي !
أمّا بشار نفسه ، الذي لم يرث الخيانة والغدر، عن أبيه ، فهو :
لم يطلق ذئاب مخابراته ، تنهش أجساد الناس ، في الأقبية والسجون !
ولم ينهب ثروات البلاد ، بالاشتراك مع أعمامه وأخواله وأنسبائه، وسائر أقاربه ، حتى صار المواطن السوري، يعاني أشدّ المعاناة ، في تأمين لقمة العيش، له ولأطفاله !
وبشار: لم يفتح بوابات سورية أمام الفرس ، مبشّرين بمذهبهم ، ومخرّبين عقول الناس وقلوبهم وعقائدهم ، ومستعمرين ، ومهيمنين ، على كثير من مواقع القوّة ، في الدولة !
وبشار: لم يسلم اللاجئين ، الذين فرّوا إلى سورية ، خوفاً على أنفسهم من الموت ، من العراق والأحواز.. لم يسلمهم إلى جلاّديهم ، ليعلقوهم على أعواد المشانق، فور تسلمهم، من أيدي أجهزة المخابرات السورية !
وبشار: لم يمارس عمليات القتل والتفجير في لبنان ، بدءاً برئيس الوزراء رفيق الحريري، وانتهاء بالضحايا، الذين يترصّدهم كل لحظة ، عبر زبانيته في بيروت ، وفقاً لقوائم مدوّنة ، بين أيدي الزبانية المنفذين !
وبشار: لم يتظاهر بالعداء لأمريكا ، بينماهو يمدّ يديه إليها ، متوسّلاً صباح مساء ! ولم يتظاهر بالعداء للصهيونية ، ويرفع راية الممانعة في مواجهتها ، بينماهو يرسل رسله سراً ، للتفاوض مع قادتها .. ويستجدي السلام منها، سرّاً وعلانية !
وبشار: لم يقتل شعبه، بالكيماوي، وسائر الأسلحة، ولم يُبح بلاده، للشياطين، لتدمّرها!
لهذا كله ؛ أطع رئيسك بشار ياولدي ؛ فهو سليل أسرة عريقة ، ورثت النبل والسموّ ، والأخلاق الرفيعة كلها ، كابراً عن كابر ! وقد انطبق عليه قول الشاعر:
بأبِه اقتدى عليّ في الكرمْ ومَن يشابِهْ أبَه فما ظَلمْ !
وسوم: العدد 715