النظرة الغالية
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته, ونظرت إليه, نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة,فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما )) صحيح الجامع حديث رقم ... 1977
قبل أن أبدا مقالى أتوجه أولا بسؤال هام..
أتوجه بسؤالى هنا إلى علماء الإجتماع ..
بصراحه أقرأتم هذه الكلمات من هذا النبى العظيم .
ثم أتوجه بسؤالى أيضا إلى الساده المتخصصون فى التربية الأسرية و العلاقات الزوجية .. هل سمعتم عن حديث نبيكم هذا صل الله عليه وسلم .
ثم أتوجه بسؤالى إلى كل مصلح إجتماعى وكل مُنظّر وكل استشارى أسرى ..
أين أنتم من هذا الحديث النبوى الشريف .
أخيرا سؤالى إلى كل زوج وكل زوجه ..
بالله عليكم هل قرأتم حديث نبيكم العظيم الذي يوصي كل منكما بالآخر غاية الإيصاء , ويسمو بعلاقتكما إلى أعلى مكان , ويعدكما بالأجر الكبير على تواددكما وتراحمكما ؟
يا كل زوج ويا كل زوجه..
إن دعوة نبيكم وتوصيته الغاليه هى دعوة وتوصية للمودة والحب والغرام والرومانسية .
إن دعوة نبيكم وتوصيته لكما تعنى أن تمارسا كل أنواع رسائل المودة والغرام بينكما.
إن دعوة نبيكم وتوصيته لكما تعنى أن تمارسا الحب بالنظرة ذلك الحب الذى لايكلف شيئا ولاتبذلون فيه جهدا ولاتنفقون من أجله مالا .
إن دعوة نبيكم وتوصيته لكم هى دعوة لتنزيل رحمة الله عليكم و بينكم لتكون معكم وبكم ومن فوقكم وتحتكم لتكون حاضركم ومستقبلكم .
إن دعوة نبيكم وتوصيته لكما هى دعوة وتوصية لعدم تهوين الحب بالنظرة بينكما
ياكل زوج ويا كل زوجه ..
هل تعلما أن دعوة نبيكم ووصيته لكما هى دعوه ووصية تحمل فيها ومعها كل خير وبركة لكما ؟
هل تعلما أن دعوة نبيكم ووصيته لكما هى دعوة ووصية تحمل معها الحنان والرفق والرزق والسلام والسعادة .
هل تعلما ان دعوة نبيكم لكما هى دعوة ووصية تهوّن عليكما كل صعب وتقرب بينكما كل بعيد وينفرج معها كل كرب .
يا كل زوجين إنتبها للدعوه النبوية والوصية الغالية..
واعلما أن النبى الحبيب محمد صل الله عليه وسلم لم يجعل لتلك النظرة شكلا معينا ولانوعا محددا كى يترك المجال لكما على مصراعيه رحباً فسيحا واسعا أمام نظرات المحبة والمودة والشفقة والحنان لتكون إلى ما لانهاية .
وهل لاحظتما اللفتةالنبوية الجميلة :.
وهى أن النبي عليه الصلاة والسلام يحث الزوج على أن يبدأ هو بالنظرة الطيبة , و يحث المرأة على مبادلة زوجها تلك النظرة (( ونظرت إليه )) وهذا فيه دستور تربوى رائع وهو أن يكون الرجل القوّام هو المبتدىء بالفعل كى يشجع زوجته ويحفزها وأن تكون زوجته المتمم للفعل الجميل بالإستجابة وإيجابيتها كى يتحقق وداد ووصال متبادل بينها وبين زوجها
ومن الجميل أن تلاحظ :
أنه ولكى تزيد المودة والرحمة وتتضاعف المحبة وتتعانق المشاعر الحانية ,فإن الرسول صلى عليه وسلم قد دعا إلى عدم الإقتصار على هذه النظرات المتبادلة , وذلك حين قال : (( فإذا أخذ بكفّها ..)
وياله من تعبير رومانسى رقيق رائع غاية في الرفق واللطف والحب وكأنه يرسم لوحه فنية نادرة للرومانسية الراقية .. فلم يقل عليه الصلاة والسلام : فإذا أمسك يدها ... بل قال : (( فإذا أخذ بكفها ..)) وهذا التعبير يصّور كف المرأة بشكل جميل وكأنها عصفور صغير يحتضنه الزوج بيديه يحتويه يمسح عليه ويدفئه ويرعاه .
مما يكون من أثر ذلك ثمرة جميلة حين تبدو مشاعر الحب الدافق تشع في نفس الزوجة , وأحاسيس سعادة و راحة تذهب عنها تعب كفّها , بل جسمها كله , واستعداد كامل لطاعة الزوج وعدم عصيانه.
الثمرة الكبرى..
بشرى النبى لهما بتساقط ذنوبهما من خلال أصابعهما : ( تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما )) ليس لأنهما صاما سويا أو أنفقا سويا أو جاهدا سويا أو صليا سويا أو قرآ معا القرآن سويا وإنما لأنهما تصافيا وتحابا في لحظات مودة صادقة (( نظرة رحمة )) من ربهما , و(( تساقطت ذنوبهما )) من أصابعهما ثمرات عظيمة كبيرة يجنيانها بسبب مودة سهلة قريبة في متناول كل زوجين ؟!.
فيا كل زوجين ..
انظروا وتأملوا . كم تضيعون من رحمات ربكم بكم , ومغفرته لكم.
إضاءات نبوية لكل زوجين
1. إتخذا من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لكما في التعامل.
2. إن نبيكما العظيم نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو دائما وأبداً لما فيه الخير للمسلمين وأنتما أول من يدعوكما للخير.
3. ديننا دين الألفة والرحمة والمحبة ويتضح ذلك جلياً بأمره الزوجين للرحمة ببعضهما البعض ولدعوته إياهما التواد ونبذ الفرقة
4- أن دين الأسلام هو أكمل الأديان وأعظمها رعاية لحقوق المرأة على عكس مايدعيه الناعقون والمتفلسفون اليوم من دعاة تحرير المرأة .
5.أن عزة المرأة وكرامتها وشرفها وحقوقها لن تجدها إلا في دين الإسلام
وسوم: العدد 735