الدولي والإقليمي على خطا بشار الأسد ..
أين ضحايا المظلوميات في هيئة التفاوض العليا
استكمالا لحلقات التآمر الدولي والإقليمي على الشعب السوري ، تتابع قوى الشر مسيرتها على خطا حافظ وبشار الأسد في العزل والإقصاء ، والتزييف ، والتلاعب بالأسماء والمسميات معا ..
وكان أبرز ما تلاعب به المتلاعبون من أسماء ومسميات سعيُ أشرار العالم إلى فرض حل عسكري بمسمى ( الحل السياسي ) .
الحل العسكري الذي بدأ مخططه بإطلاق يد القاتل في استعمال كل الأسلحة ، حتى المحرمة دوليا ، في قتل السوريين وتهجيرهم وتدمير عمرانهم ، ثم دفع السوريين إلى معركة حرموا فيها من أهم سلاح تحتاجه المعركة ، للدفاع عن أنفسهم وديارهم ؛ ثم انتهى هذا بتدخل مباشر لثلاث دول : إيران وروسية والولايات المتحدة ، وكلها كان تدخلها وسيلة لفرض (حل عسكري )، يفوت على الشعب السوري الفرصة ، ليكون له أدنى مشاركة في اتخاذ قراره ، أو صنع حاضره ومستقبله ..
وعلى التوازي من هذا ظلت قوى الشر هذه مجتمعة تعمل على إعادة فك وتركيب الأجسام الوطنية التي أريد لها أن تمثل الشعب السوري ، وتحمل همه ، وتدافع عن مظلومية أبنائه التاريخية المتراكمة جيلا بعد جيل . لقد عاش شعب سورية حالة من الظلم المستدام التي لم تكن على امتدادها ، أقل بؤسا وشراسة من الحرب المباشرة التي شنتها العصابات الأسدية وحلفاؤها من الصفويين والروس والأمريكيين وأشياعهم على هذا الشعب المستضعف المخذول . كما خلفت معركة الحرية والكرامة على الأرض السورية أصنافا من المظلوميات المعممة التي طالت نسبة عددية لا يستهان به من أبناء هذا الشعب ، بل إن هذا المظالم من انتهاك وقتل وإعاقة واعتقال وتعذيب وتهجير قد نالت ما نسبته 30% من السواد السوري المستهدف في هذه الحرب ، من ( الملايييييييين ) الذين توعدهم بشار الأسد تحت تهمة الحاضنة الشعبية للإرهاب والإرهابيين .
إن السواد العام للسوريين ، المعبر عنه ، بالأكثرية المسلمة السنية المستهدفة بالحرب الأسدية الطائفية الصفوية والروسية أيضا والتي صرح وزير الخارجية الروسي لافروف منذ الأيام الأولى للثورة أنه لن يمكنها من حكم نفسها ، ومن حقها في تقرير مصيرها . إن هذه الأكثرية قد كانت هي عماد الثورة ، وحاضنتها . إن الظلم الذي أصاب هذه الحاضنة على مدى نصف قرن هو الذي فجر هذه الثورة ، وإن أي حل لا تكون هذه الأكثرية طرفا أولاً فيه ، مهما ساندته ودعمته قوى الشر العالمي لن يفلح في إعادة السلام والاستقرار إلى سورية لا في الحاضر ولا في المستقبل ..
وحين يتحدث اليوم بعض الأشرار ، أو بعض من تخلى ، أو بعض السذج عن ( دستور ) و ( انتخابات ) ينسون أن سورية كان فيها دستور وانتخابات وأحزاب معارضة منذ 1973، كما كان يردد دائما حافظ وبشار الأسد ..
إن المواطن السوري حين يتابع اليوم حالات الانمساخ التي آل إليها أمر من تعهدوا بتمثيله من المجلس الوطني إلى الائتلاف الوطني إلى ما يسمى اليوم ( هيئة التفاوض العليا ) ، المثيرة للإشفاق بنظرة ، وللسخرية بأخرى ، وللإنكار والاشمئزاز بثالثة ؛ ليتساءل ..
أين هم ممثلو أصحاب المظلوميات في هذه الخلطة الأسدية المكرورة؟!
أين هنّ على منصة المفاوضين عن مظالم الشعب السوري ممثلات السوريات المنتهكات ؟! والسورياتُ المنتهكاتُ ، بعد أن اعتمد الانتهاك منهجا وأسلوبا لكسر إرادة الحرائر من السوريات ، أصبحن جيلا كاملا لهن الحق في مشاركة يصفعن به ، أو يبصقن به في وجوه أهل الدياثة ، في فضاء يتحدث فيه المتحدثون عن ثلث تمثيل يكون للنساء ؟! ثم أين هنّ ممثلات الثكالى ، وممثلات الأرامل ، وممثلات الأيتام ؛ ونحن نرى في الوجوه الصفر على مقاعد ديمستورا ممثلي المنتهكِين والمدافعين عن المغتصبين ؟!
يتساءل المواطن السوري :
أين هم ممثلو أولياء الدم لمليون سوري قتلوا مع سبق الإصرار ، وفي إطار مؤامرة دولية وإقليمية ، أطلقت يد المجرم ، ويد حلفائه ، فلم يقل لهم أحد في لحظة (حسبكم ) . حتى انتهى بهم الأمر منذ أيام إلى قطع الطريق على أي محاولة لتحقيق يجيب على السؤال : من استخدم ألغاز القاتل ضد السوريين ؟!
وحين ينظر المواطن السوري الموتور بدم أب أو ابن أو أخ أو أخت أو ابن عم أو قريب أو جار ، يرى على منصة ديمستورا كثيرا من وجوه القتلة الذين كان يراهم على مقاعد مجلس الشعب ، أو يتابعهم يتدحرجون بين شعب حافظ وبشار الأربعة ، بين أيديهم وأرجلهم ..
ويتساءل المواطن السوري
أين هم ممثلو المعتقلات والمعتقلين؟! والمعتقلات والمعتقلون في سورية ربع مليون سوري وسورية ، وثق من أطلقوا عليه لقب القيصر مظلوميتهم ، وعذابهم وما يعانونه ، في أطول هلكوست شهده التاريخ!! مع كل ما قيل عن بشاعة الهلكوست النازي فهو لم يستمر أكثر من 3 أو أربع سنين ، أما هلكوست الشعب السوري فقد بلغ في مرحلته الأخيرة سبع سنين مضمخة بالإبادة والقتل والتعذيب والتجويع . تابع هذا العالم البائس خمسا وخمسين ألف صورة ، ذرف بعضهم باطلا دموع التماسيح ، ثم انصرف إلى ذاته ينشد مصالحه أو لذاته ..
ثم ينظر المواطن السوري اليوم في الوجوه الصفر على منصة ديمستورا ، فلا يجد من هؤلاء المعذبين أحدا ولا يجد لهم ممثلا حقيقا ، يحكي حكايتهم أو يدافع عنهم ، ثم يحدثونك عن حل سياسي !!
ويتساءل المواطن السوري
أين هم ممثلو أصحاب أطول وأقسى مظلومية تاريخية في تاريخ سورية الحديث ؟!
أين هم ممثلو أولياء الدم لقوائم الشهداء الذين اعترف مجرم الحرب مصطفى طلاس أنه كان يوقع على إعدامهم أسبوعيا على مدى أكثر من عقد من الزمان ؟!
أين هم ممثلو الشهداء والمفقودين والمشردين والمهجرين ، الذين يظن ديمستورا أو بوتين أو ترامب أو أحد حلفائهم ، أنه يستطيع أن يحول مظلوميتهم إلى لفافة تبغ ، يقدمها لأحد أتباع بشار الأسد على مقعد هيئة التفاوض ليحرقها وينفثها ...؟!
إن تراكم الظلم قد ولد ثورة ، وإذا كان الخذلان المكعب قد نال اليوم من ثورة السوريين ، فإن الظلم سيظل يولد الثورات ، وسيظل المظلومون يثورون حتى تعلمهم الثورات كيف ينتصرون ..
" وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "
وسوم: العدد 748