العالم الشعري عند الأميري من خلال "ألوان الطيف" (2)

سعيد ساجد الكرواني

العالم الشعري عند الأميري من خلال

" ألوان طيف "

(2)

سعيد الكرواني

  عمر بهاء الأميري 

الشعر الرسالة عند الأميري

نعم، إن الشعر الجوهر، رسالة ومنبر... الشعر ومض إلهام، ونبض هيام، أشجان لها ألحان، يناغم بها الوجدان الوجدان... دروب من نور وعطور، بين كنه الإنسان وبدائع الأكوان... إنه تفوق وتألق، يرتفع بالنفوس من الثرى إلى الذرا، في طموح سبوح، وإنجاب وثاب:

موسيقى الصمت وقد أغمضت
ألـحـان  دقـت iiرقـتـهـا
وخـيـال  جـاوز iiطـاقـته


 
وعـقـلـي في قلبي iiانصهرا
عـن سـمـع قد ألف iiالوترا
فـامتد  وأبصر ما iiاستترا(1)

  ويزيدنا الأميري من سبحاته ونفحاته.. " وكثيراً ما أردد: إن الكلمات في الشعر حروفها اللابدة، وخطوطها الصماء.. ليست رسومها وأصواتها ومجرد معادلها اللغوي، كما يتحدث الناس وتشرح القواميس... إن للكلمات في الشعر، أرواحاً ومراحاً.. إنها تلاؤم وتناغم.. انقداح من أعماق روحانية الشاعر، لأرهف الأذواق وألطف المشاعر... إنها بث وتناج، بين إنسان الأرض الولود، والسماوات الودود... الكلمات في الشعر، رسم لوجيب القلوب، وإشعاع للجمال البديع... غزل في عسل، فيه شفاء ونماء... إنها زرع المبنى في قوالب المعنى، حتى يؤتي بياناً جديداً... ودفقاً وجدانياً فريداً.(2)

  أجل، إنه هذا وذاك: إنه الحروف والخطوط والرسوم والأصوات واللغة والواقع والمعجم، غير أنها كما أراد لها الأميري رحمه الله بشاعريتها وروحها وريحانها وشفافيتها، بانسجامها وتناغمها وتلاحمها وكل ما يدور حولها من أخلاقيات، حيث ترتبط الأرض بالسماء، مع حمل هموم الأمة حق حملها من قضايا حساسة، نافق فيها من نافق، وزور الحق من زوره، وما يزال على السبيل من ينتظر!

  أصغ السمع معي إلى عمر وهو يقول في: " شعور"(3)

قـال لـي صـاحـبـي يفند iiشعري
سـبـكـه  ضـامـر اللحون جديب
قـالـهـا  فـي لـبـاقـة iiواعتذار
لـيـس شـعري لفظاً وسبكاً iiوجرسا
خـفـقـة مـن حشاشة القلب iiحرى
زفــرات ولــوعـة ونـشـيـج
أنـا لا أعـرف الـتصنع في شعري






 
إن  شـعـري كـالنثر سهل iiمرقرق
واصـطـفـاء  الألـفاظ غير iiموفق
قـلـت  " عـبـدالكريم" ويك iiترفق
بـل  شـعـوراً فـيه التعابير iiتغرق
كيف يا صاحبي الوجيب يزوق؟ كيف
كـيـف يـا صـاحبي النحيبُ يُنمَّق
فـشـعـري  سجيتي حين iiتطلق(4)

  ويضيف الأميري حين يضيف في نفس القصيدة (5) تثبيتاً لهذه المعاني الرائعة رغم بساطتها:

كـلـما عاقني عن الخير iiشر
كـلـمـا راقـني جمال iiبديع
كـلـما  ساءني بقومي iiخطب
كل حس قد صيغ لفظاً iiومعنى
هل لزهر الربى اصطفاء iiشذاه




 
أرعد السخط في كلامي وأبرقْ
لمع  الحسن في بياني iiوأشرقْ
وجم  الهم في قريضي iiوأطرقْ
دون قـصد مني ولاح iiبرونقْ
كـل زهر كما تكوَّن iiيعبقْ(6)

  أنظر إلى ألوان التقابل رغم بساطتها كيف تعيد ترتيب ذرات نفسها خلال السياق المشحون، في سجية تدل دلالة قاطعة أن الوضوح الفني  مرة أخرى  أعمق من الغموض المغرق:

هل لزهر الربى اصطفاء شذاه         كـل زهـر كـما تكوَّن يعبق

  كما أن كل إناء بما فيه ينضح  كما يقال  والخير والشر والرعد والبرق على سبيل المثال ألا تشكل مقابلة في مقابلة بمعنى خلال الشطر والبيت في آن؟!

  وكيف لا نستحضر هنا لافتة من لافتات أحمد مطر؟!

حوار على باب المفتي(7)

 لماذا الشعر يا مطر؟!

 أتسألني:

لماذا يبزع القمر؟

لماذا يهطل المطر؟

لماذا العطر ينتشر؟

أتسألني لماذا ينزل القدر؟!

  ويتم عمر الأميري محاورته لعبدالكريم الناقد ومن خلاله كل ناقد أو دارس:

وألـتمس  في وجيب قلبك iiهمي
وتـلبس  نفسي تر اللحن iiأشجى
وعـسى  أن تكون بي iiوبشعري


 
ويـعـيـنك سهد جفني iiالمؤرقْ
وانـتـقاء  الألفاظ أهدى iiوأوفق
وشعوري إذ ذاك أندى وأرفق(8)

  الهم والسهاد والأرق، توازي عند الشاعر اللحن الشجي على السجية متمشياً مع انتقاء الألفاظ الطبعي، غير المتكلف  كما تمت الإشارة  حينذاك يكون الحكم النقدي، بعيداً عن الذوق الذي يناقش موضوعياً، في غير لغة الأرقام، أما النداوة المطلوبة من الناقد فقد مارسها الأميري وآمن بها إيماناً ثابتاً.

أنا والشعر

قـل لـمـن تسألني أين iiأنا
هـو فـي غربته يأنس iiبي
أنـا  والـشعر وحيدان iiهنا
لـي  وإيـاه مـنـى iiغالية



 
أنـا  والـشعر وحيدان iiهنا
وأنا في لحنه أشكو الدنى(9)
هـو  يـهـواني وأهواه أنا
حقق  الله لنا تلك المنى(10)

 

  وأشير هنا إلى أن الأميري يختم كثيراً من القصائد بالدعاء  شعر بذلك أم لم يشعر  ولو أنه يؤمن إيماناً قوياً بحضور الوعي أثناء الإبداع  كما سنسوق بعد قليل. أما الدعاء فهو العبادة كما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاك بعض خواتم قصائده لترى  ما ترى حتى نسأل  بعد  الأميري مع الأستاذ محمد إقبال عروي عن الوعي، إنها ختمات مسكية تضمخ قصائد الشاعر وهي بين دعاء وتسبيح:

أرضى           فأدعوا           iiجأرة
وأنا  على  الحالين  أدعو  يا رحمة iiالله
ألا    تجليت    يا    ربي   علي   iiبما
فجد      على      الروح      iiبإشراقة
فأنا        أكدح        في        iiقيدي
لست              من             iiدسّى
فالجسم     سَبْعينُه     بالعبء     مثقلة
على  الدنا  نفسه  قد  أعرضت  iiوذوت







 
لكمُ،          وموجدتي         iiصموت
في     الكلام     وفي    iiالسكوت(11)
يزيل  همي  ويحبو  الروح إشراقا(12)
من    الرضا   أحيا   بها   مشرقا(13)
والبيد                            iiشحاح
فيا    رباه    جد    لي    iiبالفلاح(14)
لا   يستريح..   وهم  الكون  فيه  iiثوى
يا رب.. فاجعل له فيما تحب هوى(15)

  س  كيف تتم عملية الإبداع؟ سؤال محير ولا شك، ولقد تملص كثير من الشعراء من الإجابة عنه، فضاعفوا من حدة غموض هذه اللحظة، هل يتجرأ النقد على أن يطرح نفس السؤال، على من سكن الشعر تفاصيل حياته؟؟.

  ج  عملية الإبداع تتكون من قابلية الإبداع أولاً: من موهبة وطاقة الإبداع أولاً... وتتكون من توجه الأحاسيس والمشاعر المتوهجة المعتلجة في قلب المبدع وفي ضميره ووجدانه نحو هذه الطاقة فتحركها وتؤججها، وتتكون بعد ذلك من القدرة على البيان، والقدرة على البيان قدرة في ذاتها وقدرة في ملابسات الأجواء المعينة عليها، هذا بشكل عام، هو المولد الأساسي، للطاقة الإبداعية... قد تكون عملية الإنتاج الأدبي أو الشعري تصنعاً أو مهارة، ولا تكون انقداحاً من أعماق الذات، فهناك كثير من الشعراء يقولون لك من الشعر ما تشاء، بطاقة وموهبة لديهم، ولكن لا يكون هذا الشعر منطلقاً من أعماقهم... فصاحب الصوت الرخيم  مثلاً  إذا أعطيته أغنية باكية يغنيها لك، وإذا أعطيته أغنية ضاحكة يغنيها لك، ولكن الأغنية التي يتفاعل معها أكثر هي التي تتلاءم مع الوضع النفسي  والشعوري لديه، نفس الأمر بالنسبة للإبداع الشعري، فقد يوجد شعراء عندهم قدرة على صياغة الشعر صياغة جيدة.. ولكن لا يكون إبداعهم هذا إبداعاً عميق الوجدانية منطلقاً من أعماق الوجدان... أنا في كثيرمن الأحيان، أشعر بأن القصيدة هي التي تنظمني، وفي كثير من الأوقات أكون مبدعاً ولا أجد الفرصة لكي أسجل إبداعي، وفي كثير من الأحيان تتلجلج في نفسي المشاعر، فالإبداع موهبة من جانب، وظروف مواتية من جانب آخر، وقدرة وطاقة من جانب ثالث..

  س  نستنتج من هذا أن عنصر الوعي حاضر أثناء العملية الإبداعية؟

  ج  عنصر الوعي له وجود حتماً، وقد يكون الوعي شعورياً أولاً، مثلاً نسمع عن عمر بن الفارض أنه كانت تأخذه حالة من الغيبوبة ثم يصحو فجأة، فيملي شعراً طويل النفس جداً... فالوعي هنا عمل عمله في لا شعور الشاعر، أنا  مثلاً  حصلت معي هذه الظاهرة، لقد نظمت قصائد وأنا نائم، ثم صحوت على بعض أبياتها، لكني لا أجد القلم لأسجلها، حصل لي هذا مع قصيدة " دعاء المسلم المجاهد "... كنت أقرأ القرآن بعد إمساكي عن السّحور في ليلة من ليالي رمضان، ليلة القدر، ولم أكن قد أخذت حظي من النوم لظروف وملابسات، وتزامن مع هذا انقطاع الشعر الروحاني عني على غير عادتي في رمضان، فعزمت على أن أحيي ليلة القدر لكن الظروف لم تمكني من ذلك، وبعدها أخذت أقرأ القرآن بعد إمساكي من السحور، غفوت تعباً حتى ارتطم وجهي بصفحة القرآن، فجأة، رفعت رأسي عن هذه الأبيات فأخذت أكتبها كأنها تملى علي:

فجر  اللهمَّ  في  عزمي  من  نورك iiنوراً
أنا  يا  ألله  من  روحك  روح لن iiيحورا
وعلى   الباطل   كالبركان  ويلاً  iiوثبورا
أنا معنى في كتاب الكون قد زان السطورا
أنا  قرآنك  فانشر  صحفي  أهدِ العصورا




 
واصطنعني لغد الإنسان في الآفاق iiصورا
فأنا   للحق   كالبرهان   لا  يترك  iiزورا
أنا  نسر  في  السموات، العلا أمَّ iiالنسورا
أنا  قلب  خافق  أيقظ  في الناس iiالشعورا
أنا    جنديك   فابعثني   لأقتاد   iiالدهورا

  كتبتها وكأنها تملى علي إملاء من أولها إلى آخرها... فهذه حالات تمر بالإنسان، فيها وعي ، ولكنه تفاعل في اللاشعور اليقظ.(16)*

  وهذا المقطع الجميل الذي جاء عفو الخاطر، يحضر مرة أخرى في صيغة غير خليلية بزيادة زادته جمالاً نضعها بين يدي القارىء الكريم للوقوف على سرها:

فَجِّرِ اللهم في عزمي من نورك نورا

واصطنعني... لغد الإنسان في الآفاق صورا

تَثِبُ " الدعوة " من شدقيه: بعثاً ونشورا

كانطلاق الفجر بعد الليل... إشراقاً طهورا

حاكما عدلاً بهدي الله صبّارا... شكورا

أنا يا ألله من روحك روحٌ لن يحورا

فأنا للحق كالبرهان ؛ لا يترك زورا...

وعلى الباطل كالبركان؛ ويلا وثبورا...

أنا نسر في السموات العلى أمّ النسورا

أنا معنى في كتاب الكون قد زان السطورا

أنا " قرآنك " فانشر صحفي أهد العصورا

أنا أمر لك  إن تصدره  ذللتُ الأمورا

أنا جنديك فابعثني... لأقتاد الدهورا

وأقمْ حوليَ من سر مقاديرك سورا

إن دولاب الهدى في الكون دوني لن يدورا

  أجل إن السر في ذلك أن الأميري رحمه الله كما قال هو وكما قال أحمد مطر :

" أنا لا أكتب الأشعار فالأشعار تكتبني ".

مما يبين عن حرقة الأميري وإحساسه بروح المسؤولية أكثرمن الجميع، وهكذا ينبغي أن نكون، لا أن يمسح بعضنا في بعض:

إن دولاب الهدى في الكون دوني لن يدورا

  صورة جميلة مسؤولة وملتزمة تعرف قيمتها وحقيقة تجنيدها للقيادة والإمامة بالهدى الذي يمشي على الأرض ويرفرف في العالم العلوي في ذات الوقت دون اختلال أو اعتلال: لأن العزم نور من نور الله ، والحكم عدل بكتاب الله والإنسان الحقيقي قبضة من طين صلصال حمأ مسنون ونفخة من روح الله ، تلك إذن حقيقة مسؤولية الإمامة الكبرى التي لا يوفيها حقها إلا مسلم جاد كما جاء على لسان أبينا إبراهيم عليه وعلى سيدنا محمد أفضل الصلاة وأزكى السلام في كتاب الله:[ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما] فاستجاب له ربه ومكن له في الأرض بعد سنة الابتلاء طبعاً واجتيازها بسلام:[ إني جاعلك للناس إماما].

نعم إنها الأمانة والقوة:

أنا نسر في السموات العلا أمّ النسورا

  وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير " لكن مدار النسور ليس بحال من الأحوال مدار الصغار من الطيور.

  أما إذا هرب الجميع من المسؤولية فلن يسجل التاريخ مجداً ولا بطولة أبداً.

  إنها الجندية، بل هي حقيقة نسبة الجندية لله القوي المتعال: [ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون، وأن جندنا لهم الغالبون] (الصافات / الآيات: 171  172 173).

أنا" قرآنك" فانشر صحفي أهد العصورا

  ثبت أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، رواه النسائي وغيره، فضلاً عن قول الله عزّ وجل مخاطباً حبيبه المصطفى عليه السلام:[ وإنك لعلى خلق عظيم]، ألا يجدر بنا أن نقتدي به فنحاول أن نعيد ترتيب ذراتنا وفق كتاب الله؟! بلى وإنا على ذلك لمسؤولون. 

  ورحم الله تعالى الوالد الذي وصى ابنه محمد إقبال رحمهما الله: " اقرأ القرآن كما لو عليك أنزل " أليست هذه هي الحيوية والتجديد إلى أن يرث الله كل شيء؟!

          

هوامش:

(1)   (سبحات ... ونفحات) عمر بهاء الدين الأميري، شاعر الإنسانية المؤمنة، أمسية بنك الرياض الثقافية.

(2)   نفسه  ص: 11.

(3)   ألوان طيف، ( ص ص: 44  45).

(4)   وبهذه المناسبة يقول الشاعر د. حسن الأمراني خلال حوار أجريناه معه:

 " أنا لا أرى القصيدة مجموعة من الانفعالات المبعثرة، هنالك انفعال واحد، وهنالك عاطفة واحدة تتعمق، وقد تميل هنا أو هنالك، ولكنها في نهاية الأمر تشكل أمراً واحداً، بمعنى أنني لا أستطيع أن أكون في اللحظة ذاتها هادئاً وغاضباً، وذلك توجه واحد! ولذلك فالقصيدة في ما أتصور أو الأثر الأدبي ينبغي أن تتحقق داخله وحدة ما، ليس من اللازم أن نسميها وحدة موضوعية، أو وحدة نفسية، أو وحدة شعورية، قد تتعدد الاصطلاحات، المهم أن يكون هناك ما يربط بين أجزاء القصيدة، وإلا فهو نوع من العبث، وإذا كانت القصيدة مجرد انفعالات، وليس من اللازم أن يكون بين الأبيات رابط، نستطيع على سبيل المثال أن نلفق قصيدة من مئات الأبيات لشعراء آخرين، شرط أن تكون تلك الأبيات في وزن واحد وقافية واحدة، وهذا لا يستقيم.

(5)   " شعور" ص: 46.

(6)   ص: 47.

(7)   لافتات 2  ط: 1 يوليوز1987 (لندن).

(8)   (ص ص 48  49).

(9)   ص: 214.

(10)  ص: 216.

(11)  ولدي: 278.

(12) غربة روح 387.

(13)  ماذا؟ّ 441.

(14)  المشكاةع 9.( ص ص 89  90) من قصيدة " ظمآن ..." والسهم يدل على أن البيت مدور.

(15)  العالم اللندنية ع 438 ص: 35.

(16)  شاعر الإنسانية المؤمنة للملحق الثقافي لجريدة الإصلاح ع 20 س 3 ص: 2 إعداد محمد إقبال عروي وهو الذي حاوره أيضاً انظر مجلد الإصلاح الأعداد الكاملة 87  88  1989.

    (*) أنظر مقالنا حول الأميري بمجلة الحرس الوطني (بتصرف).

(17)   أشواق وإشراق، شعر عمر بهاء الدين الأميري ، دار القرآن الكريم ط

1(1393ه  1973م) (من ص 26 إلى ص 33).