قراءة نقدية ل"قصيدة عرس على جمر الفسفور"
قراءة نقدية ل"قصيدة عرس على جمر الفسفور"
للشاعر خضر أبو جحجوح
خضر محمد أبو جحجوحمخيم النصيرات/ غزةعضو اتحاد الكتاب الفلسطينيينعضو رابطة الأدب الإسلامي العالميةعضو رابطة أدباء الشام |
د. حسن الربابعة قسم اللغة العربية جامعة مؤتة |
والصلاة والسلام على رسوله القائل لحسان "اهجهم وروح القدس معك "لان من الشعر لحكمة ومن البيان لسحرا، فقد اطلعت عل فصيدة ابي جحجوح التي قدم لمناسبته باسطر فاضاء جانبا ممهما للنص ، وان كان بعض النقدة يفضل ان تواجه النص بمعزل عن قائله ، وقصيدته من الشعرالحر جيدة، لان الشاعر الفذ يمكن ان يكتب الشعر العامودي والحر، ايضا ،وان كان في الحر يتحرر من قيود القافية التي تجبره احيانا على التفتيش الدقيق، في معاجم القافية لينتقي منها ما يبني منه قوافيه ، ويصعب عليه ان ينتقي دلالات التقنبات الحديثة ليوظفها في شعره ، ولا ينجو من ذلك الا القلة ،
اما قصيدته فقصصية خلاصتها تزويج عروسين "ايمان "من "وائل "على بعد الشقة بينهما ، لان المحبوبة في عمان والمحبوب "وائل " في غزة يتلظى ،بعناقيد الغضب، والفولاذ المتصاهر، من جدائل ست اللهب، من طائرات الحقد العالمي المتحقن في السرطان الصهيوني المستشري في شرايين العالمين العربي والاسلامي" منذ ستين سنة ، وفي قصيدته الرائعة وصف رحلة تشظاها ابو العروس ومعه ابنته ،عبر نفق رفح المظلم ليلا ، فكان في ظلمات ثلاث كصاحب الحوت فانجاه الله تعالى بعد الشدة ،ثم يسلمها الى عريسعها العاشقلها الوله بها ،على اصوات الانفجارات وجدائل ست الحسن وقصيدته تتحرك على مراحل منها تصميم الوالد على تزويجها من وائل برغم الظروف الحربية في غزة في نهاية عام 2008م، ومطلع عام 2009م ،ومنها عبورهما نفقا بعمق عشرين مترا بين الرفحين، ومنها مشهد متحرك لوائل عند رنين هاتفه الخلوي بين يديه في لحظة غفوته ومنها فرحه بسماع صوتها ،وان كانت عيناه لم تستطيعا قراءة اسم المهاتف للنعاس الطاغي عليه ، برغم من انفجارات لا تكاد تصمت ولو قليلا ،ومنها اعتداله لما سمع صوت ايمان لانها اسم على مسمى ايقظ فيه حب الحياة ، وطموحه لغزة بالعزة ،ومنها وصفه مشاهد تعصف بالعمران فتحيل عاليه سافله ،وسافله اعلاه ،في صور من جنون طياريهم وحقدهم ، فتداعى المعنى الى دير ياسين وناصر الدين قبل ستين سنة ،يوم ارعبوا المسلمين بالصدم والعنف ،ليجلوهم عن بيوتهم، وابرز شنشنة نعرفها من صهيون، وقد شغف بالفتل بجنون وجنون القتل عند الصهاينة ذو فنون ، ونقلنا الى مشهد "ايمان "وهي تصلي هادئة وادعة ،ثم ترتب اتواب العرس ، وهي تحلم بفرحة تتمدد ليلكية في عينيها ،ويعرض لهموم ابيها الذي اوصلها الى زوجها بيديه وقد صنع ذلك على عينيه ، واكتفى باصوات الانفجات ،كانه تزغرد لعرسها لحظة خروجها الى بيت زوجها ، اما القنابل الفسفورية ،فعادلت جدائل ست الحسن ،التي تشهدها الاعراس ، لقد قرر ابوها بعد ان تصارع مع "مونولوجه "ان يزوحها في مثل هذه الظروف الصعاب، على رغم حبه لها وعلى عادة تخوفه عليها من نسمة تلمسها ، انه الايمان الذي دفع به ان يزف الايمان الى وائل العربي القابض على الجمر اللهيب في غزة .