مصطلح "الأدب الإسلامي، والالتزام"
مصطلح "الأدب الإسلامي، والالتزام"
د. زينب بيره جكلي
الأدب لغة : الدعوة إلى أمر مادي أو معنوي ، واصطلاحا : هو التعبير الفني عن تجربة شعورية تعبيرا تشترك فيه اللغة والموسيقى والتصوير الفني لإيصال التجربة إلى المتلقي .
والأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن الكون والإنسان والحياة ،وفق التصور الإسلامي .
والالتزام لغة هو التعلق وعدم المفارقة والاعتناق ، واصطلاحا هو اعتناق مبدأ ما ، وفق تصور ما ، والتعلق به تعلقا لامفارقة بعده .
والأدب الإسلامي الملتزم : هو ما صدر عن مسلم التزم الإسلام سواء أكان موضوعه دينيا أم غير ديني .
والكلمة الطيبة ومسؤولية المسلم عما يقوله هما مبدأ الانطلاقة في الأدب الإسلامي ، وقد طبق ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ حين صحح لكعب بن مالك انتماءه القبلي في قوله :
" مُجالِدُنا عن جِذْمِنا كلُّ فَخْمَة ..... "
فقال لاتقل عن جذمنا ولكن قل عن ديننا ، وبذلك أفهمه أن الشعر ليس للعصبية , وإنما هو نشاط من النشاط الإسلامي لترسيخ مفاهيم الإسلام في الحياة ، وبذلك عاش الشعراء للإسلام والتزموا حدوده ، فقلَّل حسان بن ثابت من مطالعه الغزلية حتى لم تظهر إلا في ثلاث قصائد ، كما طبق عمر مفهوم الإسلام في الشعر فعاقب الحطيئة لهجائه ، وقتل عبد بني الحسحاس لتشبيبه بامرأة معينة ، وتمثل الحارث السعدي الإسلام فقال :
فأصبحت للإسلام ما عشت ناصرا وألقيت فيها كلكلي وجراني
أي : في باطن عنقي ، يريد أنه عاش للإسلام مدى حياته ، وهو يقدم روحه في سبيله .
، ومع مرور الزمن ضعفت حدة الصوت الإسلامي الملتزم ، وظهرت الشعوبية ، وانقسم الأدباء والنقاد بين مؤيد للفكرة وداع إلى أخلاقية الأدب ، وبين راغب بفنيته دون أن يبالي بمضمونه ، أو لنقل بين أنصار الفن للحياة والفن للفن ، وكان أبو عمرو الشيباني والأصمعي والآمدي من أصحاب الفكرة الأولى ، قال الأول :" لولا ما أخذ فيه أبو نواس من الإرفاث لاحتججنا بشعره " ، على حين كان ابن المعتز والصولي والقاضي الجرجاني من ذوي النزعة الفنية ، حتى قال الأخير:" فلو كانت الديانة عارا على الشعر ،وكان سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشاعر لوجب أن يمحى اسم أبي نواس من الدواوين ، ولكن الأمرين متباينان ، والدين بمعزل عن الشعر ".
واستمر الأمر بين شد وجذب ، وحدثت انحرافات دينية كثيرة حتى دعا الفقيه ابن الوردي أن يحرق كتاب فصوص الحكم لابن عربي في المسجد لما فيه من بعد عن التصور الإسلامي لله سبحانه ، ولكن التيار سرى وتفشى ، وترك الحبل على غاربه ،وعانت الأمة العربية والإسلامية من نكبات الاستعمار ولا سيما بعد سقوط الخلافة واحتلال البلاد وانتشار مذاهب أخذت تنفث سمومها.
وكانت المدرسة الرومانسية تنشر مبادئ التقوقع واعتزال الحياة ، ومدرسة الفن للفن تقول إن الشعر للإمتاع لا للإقناع ولا للانتفاع ، والالتزام وهم وخيال ، أما المدرسة الواقعية النقدية فقد بذرت الأحقاد بين فئات المجتمع ورسخت المفاهيم المادية ، ثم جاءت الواقعية الجديدة أو الماركسية لتحول الأحقاد إلى صراع ، وانعتقت من الدين ، وقالت لا إله والحياة مادة ، وشارك الأدب في الثورة ، وبدأت الهجمة على الأديان ، ثم جاءت الرمزية لتتم الهجمة على اللغة باسم الإيحاء والظلال والألوان ، وراح أدباؤها يقولون إن الأدب لا ينقل معاني واضحة ، وإنما ينقل معاني من الصعب التعبير عنها ، وأهملت اللغة المعجمية، ثم جاءت الحداثة، وأعلن أصحابها العداء لكل قديم في المفاهيم واللغة، ورافق هذا كله تفسيراتٌ للأدب والتاريخ ، وهجماتٌ على الدين واللغة العربية وموسيقى شعرها، وكان الإنتاج الأدبي خلال هذه المرحلة غالبا ما يعبر عن نفوس تعلو حينا ، وتتردى أخرى ، فأحمد شوقي مثلا يبكي الخلافة الإسلامية وسقوط أدرنة ، ثم يصف المراقص والخمرة ، وإن التزم بعضهم الإسلام كأحمد محرم وأحمد الكاشف ، إلى أن كانت نكبة فلسطين وشرد الأهل وانتهكت الحرمات ، وتوجهت المجتمعات إلى الغرب وتياراته ، أو إلى الشرق وماديته وإلحاده ، واتهم كثيرون الإسلام بالقصور عن مواكبة العصر ، عند ذلك هب جيل من الواعين ينادون بضرورة انتشال الكلمة من وهدتها ، والسير بها على طريق الإسلام لينهض الفن الكلامي إلى المستوى الذي يليق به ، وليأخذ دوره دافعا ومثيرا ، وقدم هذا الجيل دراسات كثيرة أظهرته بالمظهر الحضاري ، فأعادوا إلى الأذهان مرحلة انطلاقته الكبرى وجرد الأدباء أقلامهم فيمن جرد لتعرية الواقع المهين ، وتنبيه النيام ، وتربية الأجيال بآداب إسلامية سامية ، وبنقد أدبي موجه يكشف القناع عن المذاهب الأدبية المادية والإلحادية ، ويدعو إلى نشر الفضيلة ويدافع عن الفصحى .
وهكذا بدأ الأدب الإسلامي يقدم عطاءاته في ساح الحياة بوعي ويقظة ليحرك الروح الإسلامية في النفوس مستندا في ذلك إلى مبادئ القرآن الكريم والسنة المطهرة وما توصل إليه العلماء والمؤرخون ، وبدأ النقد يقدم آراءه ويوجه الأدباء ليحقق هؤلاء في آدابهم الجمال الفني إلى جانب الجمال المعنوي ، وطالب بألا يضحي الأديب بأحدهما على حساب الآخر ، فالمعنى الجميل يجب أن يقدم بأسلوب فني ليسهم في خدمة الأمة .
ومن هنا فقد ولد الالتزام الإسلامي في الأدب والنقد ، وولد بعده المصطلح الإسلامي بعد أن مر بمراحل متعددة .
وكان الأديب سيد قطب قد أصدر كتابين هما ( خصائص التصور الإسلامي ، ومقومات التصور الإسلامي ) شرح فيهما حقائق التصور التي تقوم على الحقيقة الإلهية أو الربانية ، وحقيقة الكون ، وحقيقة الحياة وحقيقة الإنسان ، ثم ألف محمد قطب ( منهج الفن الإسلامي ) ودعا فيه إلى أن تصدر الفنون عن تصور إسلامي ، وعدَّ الأدب فنا من الفنون ، لكن كلمة الأدب الإسلامي كانت لفتة ولم تقعَّد في نظرية أو مدرسة أدبية لها أسسها ومقوماتها ، إلى أن دعا أبو الحسن الندوي في 1981م الأدباء المسلمين المعروفين برصانة أدبهم فاستجاب له فئة مؤمنة من العرب وغيرهم ، وكان منهم د. عبد القدوس أبو صالح ، و د. عبد الباسط بدر ، و د. عبد الرحمن رافت الباشا ، وكانوا من المثقفين ثقافة عالية ، وممن آمنوا بضرورة إحداث تغيير في الأدب ليحمل رسالة الإسلام لينقذ البشرية من متاهاتها وصراعاتها ، وقد التقى هؤلاءواستقر رأيهم على تأسيس هيئة تأسيسية تدرس أبعاد إنشاء رابطة الأدب الإسلامي وتخطط لها ، وتراسل الأدباء في سائر الأقطار الإسلامية ، وفي 1982 عقدت ندوة حول الأدب الإسلامي في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وفي 1984م عقدت ندوة أخرى في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض للغرض نفسه، وطرحت مصطلحات عديدة ، منها أدب الدعوة ، والأدب الديني ، والأدب المسلم ، والاتجاه الإسلامي في الأدب ، ونوقشت هذه الآراء ثم اتفق على "مصطلح الأدب الإسلامي " ، كشعار للأدب الإسلامي ورابطته ، ونجم عن هذا إعلان قيام رابطة عالمية للأدباء الإسلاميين ، وتبنى إنشاء الرابطة الشيخ أبو الحسن علي الندوي ، وعقد مؤتمرها الأول في لكنو الهند 1986م، وانتخب الندوي أول رئيس لها ، ود. عبد القدوس أبو صالح نائبا عنه ورئيسا للمكتب العربي للرابطة .
وهكذا ظهر على الملأ اسم رابطة الأدب الإسلامي ، واعترض على التسمية بحجة أنها ستؤدي إلى آداب عقائدية متعددة ، وسيقال أدب مسيحي وأدب يهودي ، ولكن الرد جاء واضحا ، فالمسلمون لهم فلسفة وتصور كامل عن الكون والحياة والإنسان ،كما للمذاهب الأخرى تصوراتها ، وهم يصدرون عن الإسلام في آدابهم ونقدهم ، وهم ككثير من فئات العالم بحاجة إلى أدب يوجه الإنسان في حياته إلى ما فيه خير دون أن تتخلى الأمم الأخرى عن آدابها ، بل على العكس قد تفيد من فكره وتوجهاته ، كما يفيد من بعض آرائها ومذاهبها الفنية . .
ومر المصطلح بعد ذلك بمراحل حتى رسخ تعريفه واتفق على مضمونه والتعبير عنه :
فالشيخ الندوي رحمه الله عرفه بأنه ( الأدب الهادف الدافق بالحيوية ، المتدفق بالقوة ، الذي يحمل رسالة سامية سماوية إنسانية إسلامية عالمية ) وهنا نرى أن مؤسسه يهتم بالأثر النفسي الذي يصدر عنه الأدب فهو هادف وصادر عن نفس انفعلت بالإسلام وحملته رسالة عالمية .
أما د. عبد الرحمن رأفت الباشا فيعرفه بأنه التعبير الفني الهادف عن وَقْع الحياة والكون والإنسان على وجدان الأديب تعبيرا ينبع من التصور الإسلامي للخالق عز وجل ومخلوقاته ، وقد شرح هذا التعريف في كتابه نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد ، وفصل بين الكون وخالقه وأراد بالكون الطبيعة وما فيها .
أما د. وليد قصاب فيعرفه أنه " تعبير جمالي شعوري باللغة عن تصور إسلامي للإنسان والكون والحياة ، وهنا نراه يعود إلى معاني الدفق الشعوري الذي لاحظناه عند الندوي .
أما محمد حسن بريغش فإنه يشترط في تعريفه أن ينبع هذا الأدب عن مسلم حين يقول " هو أدب ينبع من الإسلام والمسلمين …"
ويرى د. بهجت الحديثي أن الأدب الإسلامي بمفهومه العام يشمل كل أدب إسلامي كان عبر العصور ، والشعر الإسلامي المعاصر هو تعبير موزون جميل عن الإسلام عقيدة ونظاما شاملا لشؤون الحياة كافة " ويدخل فيه كل شعر يتحدث صاحبه عن الإسلام ، ولا يخرج فيه عن التصور الذي رسمه الإسلام للكون والحياة والإنسان .
وأخيرا عرفته الرابطة بقولها " هو التعبير الفني الهادف عن الكون والإنسان والحياة وفق التصور الإسلامي "
وشرحت هذا التعريف فقالت :
هو تعبير فني يشترط جمالية النص معنى ومبنى ، يهتم بالشكل كما يهتم بالمضمون ، و يهتم بالأنواع الأدبية، وبالفصل بين الشعر والنثر، ولغته في البلاد العربية الفصحى ويرفض تشويهها بتسكين حروفها ، أو اتخاذ العامية بديلا عنها ، كما يرفض الرمز الغامض الذي لايلتزم بمدلولات القاموس المعجمي ، ويندد بالإكثار من المصطلحات الأجنبية ، ويدعو إلى تعريبها
وهو تعريف هادف ، فللمضمون أهميته ، وهو يدعو إلى الكلمة الطيبة، وله غاية ارتآها فالكلمة عنده سلاح لتغيير الواقع نحو ما هو أفضل حسب المنظور الإسلامي ، وصاحبه يلتزم الإسلام في آدابه طواعية ، ويرفض الأدب الصادر عن غير المسلمين ويعده موافقا للفطرة ، وبناء على هذا يقسم الأدب إلى ( أدب إسلامي ، وأدب موافق ، وقد سماه بعضهم أدب الفطرة أو الأدب المحايد ، أو الحكمة بمفهومها الواسع ، ثم أدب مضاد ، أما القول بأن الأدب نوعان جاهلي وإسلامي فمرفوض ، لأن كلمة جاهلي لها مدلولها المعروف.
والأدب الإسلامي القديم يعد جذورا للأدب الإسلامي المعاصر الذي برز في الخمسينات .
ولم يشترط التعريف التزام الأديب بالإسلام قولا وعمل ،ا لأن كل مسلم عَدْل إلا إن خالف التصور الإسلامي
وكلمة هادف تبرز أهمية المضمون وهو ضمن الكلمة الطيبة التي يسعى المسلم إلى نشرها .
3 - وأما قوله : " التعبير …عن الكون والإنسان والحياة وفق التصور الإسلامي " فإنه يرفض ما خالفهذا التصور من كلام المنحرفين من أمثال أقوال بعض المتصوفة والحداثيين والمجان .
وتعبيره عن الكون يشمل أيضا التعبير عن خالقه ، ويراد بالحياة الدنيا والآخرة ، فالأولى لبناء حضارة مجيدة يعلو فيها المسلم ويعتز ، والأخرى دار حساب ونعيم أو جحيم ، والإنسان لا يخرج عن حدود الله ، ولا فرق بين العباد ، لا بطبقة ولا بعرق أو لون وأكرمهم عند الله أتقاهم .
مصطلح النقد الإسلامي الملتزم :
خط رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا مبادئ النقد على أسس إسلامية وسار الراشدون على خطته ثم بدأ التغيير يطرأ على النقد الإسلامي وطغت فكرة الفن للفن على الفن للحياة ، وجاء العصر الحديث بمدارسه النقدية الاتباعية والإبداعية والواقعية وغيرها ، ورأى النقاد المسلمون أن من حقهم إظهار الإعلان عن مذهب نقدي إسلامي للأدب له فلسفته الواضحة ، فكما أن المذهب الاتباعي يعتمد على أسس يونانية ، كذلك المذهب الإسلامي يعتمد على أسس إسلامية ظهرت مع ظهور الإسلام ، وكما أن للمدرسة الواقعية فلسفتها حول الإنسان والحياة كذلك للمذهب الإسلامي فلسفته وتصوره عنهما أيضا ، وهكذا 000
1- فالفن الإسلامي يصاغ على أساس التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة ، والأديب المسلم يلتزم الإسلام قولا وعملا
2-والكلمة سلاح في معركة التحرير ، والتغيير طبقا للتصور الإسلامي ، مع بقاء حرية الحركة والنماء ضمن هذه الثوابت ، إذ للأديب حرية الإبداع في أي مجال يختاره شريطة أن يلتزم بالتصور الإسلامي في جميع الفنون الأدبية .
3-و المضمون هام وكذلك الشكل الفني ولا ينفصل أحدهما عن الآخر
4-وللأديب أن يختار النوع الأدبي الذي يريد سواء أكان قصة أم مسرحا أو شعرا
5-وله أن ينفتح على المدارس الأدبية الأخرى ويأخذ منها ما يراه مناسبا إن كان لايجافي الإسلام .
6- وهو لايعادي طبقة من الطبقات ، كما أنه لايتهم الماضي ، فللماضي أصالته ، ويمكننا الاقتباس منه بما يتوافق والنظرة الإسلامية لأن الأدب الإسلامي يجمع بين الأصالة والمعاصرة والتجديد ، وأصالتنا عصمة لنا من الانحراف والانجراف وراء مذاهب غربية لاتتواءم والتصور الإسلامي
7-مبادئ المدرسة النقدية الإسلامية ترشد خطوات الأديب
8-تتخذ هذه المدرسة لغة البلد وسيلة للتعبير ، أما بالنسبة للبلدان العربية فالفصحى وحدها وسيلة التعبير الأدبي لتقف في وجه من يعادي لغة القرآن الكريم ولتحافظ على نقائها وسموها .
بين الإلزام والالتزام :
الإلزام فيه معنى القسر ، أما الالتزام ففيه معنى الاعتناق للفكر طواعية وعدم مفارقته والمدرسة الواقعية الجديدة تلزم أدباءها أن يدوروا حولها فليس للأديب حرية الحيدة عنها بل هو ملزم باتباعها قسرا لا طواعية ، أما الأدب الإسلامي فإنه طوعي وهو لايصدر عن سلطة دنيوية بل عن شعور بالمسؤولية أمام الله سبحانه فصاحبه يلتزم مبادئه طواعية لا قسرا
الإلزام الماركسي مادي فهو ينكر الروح ويقول لا إله والحياة مادة ، أما الإسلامي فيجمع بين المادة والروح
أدب الواقعية الجديدة يهتم بالجماعة بل بالطبقات الكادحة منها ويغض الشأن عن الفرد ولا سيما الأغنياء أما الأدب الإسلامي فيهتم بالفرد والجماعة ولا تمييز بين الطبقات الاجتماعية
وصلت الواقعية الجديدة إلى حد العبثية في الحياة بتأثير دعوة فرويد إذ أغرق العالم بآلاف المجلات والدواوين التي تزين هذه العبثية والإباحية مما أدى إلى انهيار المجتمعات بل انهيار الشيوعية ودولتها ، أما الأدب الإسلامي فأدب بناء لاينكر العواطف ولكنه يوجهها ويهتم ببناء الفرد والمجتمع على أسس سليمة ، ويكرس الكلمة لخدمتهما، ولا حرية لمن يعبث بالنظام ويتخطى حدود الشرع لئلا ينجرف المجتمع إلى الهاوية
تهتم الواقعية الماركسية بالمضمون أكثر من اهتمامها بالشكل حتى غدا الشعر عندها بوقا للدعاية لمبادئها ، وتفلت بعضهم من قيود اللغة والشعر ، وغدا الكلام لديه أشبه بالهذيان أما المدرسة الإسلامية فتعنى بالشكل وبالمضمون معا .
وهكذا رسخ مصطلح الأدب الإسلامي ونقده ،وعقدت مؤتمرات وندوات شتى لتعرف بهما ، وظهر إنتاج غزير ، وألفت كتب نقدية عديدة في هذا المجال ، ودرِّسا في العديد من الدول العربية، وحصل كثيرون على شهادات الدراسات العليا بهما بعد أن أدرك أصحابه أن الأدب الإسلامي ونقده يسعيان إلى إنقاذ البشرية مما تتخبط فيه قولا وعملا .