من ملامح مدائح هذه المجموعة
عبد السلام البسيوني
بعد تجاوز ملاحظتي الأولى التي أشرت إليها في المقدمة، فإن المتأمل سيلحظ في مدائح الشاعرات بعض الملامح التي يمكن تعميقها – فيما بعد – إذا أُتيحت جملة من القصائد أكبر، وعطاءٌ يمكن أن نستخلص منه خطوطاً أعرض، نميز بها المدائح النسائية.. واسمحوا لي في هذه العجالة بتجاوز الملامح الموجعة التي قد تجرح مفهوم الشاعرية! ومما لاحظته في هذه المدائح:
* الاعتداد بما يكتبن بشكل كبير:
وهذه سمة لحظتها في معظم ما قرأت من كلام الشواعر؛ فهن مولعات بإسباغ الألقاب الفخيمة والرومانسية على أنفسهن، أحياناً أقنعةً يستخفين تحتها، وأحياناً اعتداداً وتيهاً:
فهذه فخر البلاد، وتلك نون المعاني، وتلكم فتاة العرب، وأولئكن:
تباريح، وغياهيب، وشجون، وغيوض، ومساهير، ووجد وسحايب، ونجم السها، والأميرة، وغنج
نجد، و(مطرها يسبق رعدها)!
* العيوب اللغوية:
فاللحن النحوي والكسور العروضية أمور متكررة، ولم أورد أعمالاً ذات خطايا فادحة في كتابي هذا، لكنني متأكد أنك ستلاحظ قارئي بعض الألفاظ القلقة، أو شيئاً يخز ضميرك اللغوي، وذائقتك الشعرية.. ولا داعي لأن أمثل هنا بشيء، ففي فطنتكم غنية.
* السرد الحكائي المباشر في كثير من الأحيان:
تقول الشاعرة حنان عبد القادر:
وهوى لفرسٍ ملكُ جورٍ قد عل إيوان كسرى.. وانتهى لشتات
وتفرقت من حول أبرهة الجنو دُ.. وخر فيل القوم بالساحات
فرأت قريشٌ معجزات وليده لما حماها الله من ويلات
وتقول الشاعرة سيلفا حداد:
صلوا على المختار فهو شفيعكم
وتقول الشاعرة شريفة السيد:
هو بالرسالة والهداية قد أتى شَرُفَتْ به الدنيا.. وكان مكمًّلا
من بعد شّقِّ الصدرِ وُجِّه قلبُهُ للغار.. معكتفاً.. غدا متأملا
وتقول الشاعرة لطيفة حساني:
قد جئت بالخلق والإسلام فاتحدت أرواحنا.. وغدونا أعظم الدول
وتقول الشاعرة مزنة المبارك:
يا ويحها دانمركُ ماذا قد جنت بالرسمِ تهزأُ بالرسول وتسخرا؟!
* النعومة والتعابير النسائية في التصوير أحياناً:
تقول الشاعرة آلاء عصام:
أهواك؛ لا أردي كماذا سيدي وهواك في أعماق قلبي ساكنُ
وتقول الشاعرة شريفة فتحي:
فعساك تنعم يا حبيبي بالمنى ولعل يشفع للمحب ولاء
وتقول الشاعرة نبيلة الخطيب:
سألت بمن أنار لك الطريق سألتك بالذي علاّك شأنا
وتقول..... ... وقد بغات الفؤادُ لكم عشيقا
وتقول الشاعرة سهى رشدان:
مد الحروف رسولي فالحروف هوت نقش الغرام، بحب فيك يضطرم
وتقول الشاعرة سيلفا حنا:
والشمس قصَّت خيوطاً من جدائله ونور أحمد في الاكوان يحتفلُ
وتقول الشاعرة مليحة الأسعدي:
سكنَ الليلُ يا حبيبُ.. ولكن ما استكانت جوانحي وشجوني
هزَّني بارقُ الحنين ففاضت وتهامت مدامعي وجُفُوني
* التعبير بضمير المذكر:
تقول الشاعرة آلاء سرور:
يا سائلين عن الرسولٍ محمدٍ أصغوا.. فإني قائلٌ من كانا
وتقول الشاعرة آلاء عبد ربه:
أسوار حبك حاصرتني سيدي وأنا الذي في نيل قربك طامعُ
وهذا شائع كثيراً في أشعار النساء في غير هذا المقام، وأمثلتها أوضح من أن تخفى.
* التضمين، والجمل المكرورة:
كما قالت الشاعرة الكبيرة أمينة المريني:
كأنما الحسن فرد في شمائلكم مقسم في الورى.. إن قاربوا صدروا
وتقول الشاعرة حنان عبد القادر:
صلى عليك الله يا نور الهدى
وتقول الشاعرة مي السبيعي:
أقولها وأنوف الكفر راغمةٌ محمدٌ خيرُ من تمشي به قدمُ
* وعند الانفعال تخرج التعابير مناسبة لحال الأنثى الغاضبة:
تقول الشاعرة أمينة المريني:
نبئت أن تتار الكون قد فتحو سوق البغاء.. وما عفوا إذ اتجروا
وزينوا لهواة العهر أمًّهمُ وأرقصوها على الأسلاك إذ سكروا
والأستاذة أمينة المريني ترسل كلامها – إذا هي غضبت – رجوماً فعلاً، تقول:
يا أحمد الخير هذي نغمة ذبحت في الصدر مذ نابني في شخصكم كدر
لكنها لطغاة الكون ناسفة تبت يداهم وما خطوا وما سطروا
والحب أرسله للكفر صاعقةٌ أذود عن حبك الأسمى وأنتصر
وما أريد أن أشق على القوارير، ولا على قارئي الكريم بمادة ليست مستقصية جامعة كما ينبغي، ولكني أظنه – أيضاً – سيتوقف – ولا بد – أمام ما جادت به مخيلة عدد من الشواعر الشواب اللواتي أظن أنهن سيكن ذوات سبح طويل في دنيا الإبداع مثل: تقوى الخطيب، وسيلفا حنا، ومروة حلاوة، ومقبولة عبد الحليم، وهاجر البريكي، وأخريات تجد في قصائدهن شاعرية، وحسن تأت، وبراعة خيال، واقتناصاً للصورة الجميلة..
لكل من ورد اسمها من الشواعر في هذا العمل احتراماتي وشكري، ودعواتي بمزيد من العطاء، والإبداع، والتأثير.. وغني لفي شوق القراءة المزيد من أعمالهن الجميلة..
الشاعرة آلاء سرور
حب بلا حدود
شاعرة ذات نفس شعري عاطفي، وحسن تصرف لغوي، كتبت في التعريف بنفسها:
أنا فلسطينية تحمل القلب العربي، الانتماء الإسلامي في جوانحها! أحمل البكالوريوس في اللغة العربية التي أعشقها وكانت أولى خطواتي الأدبية في الشعر في سن مبكرة، نمت لتكون هوايتي الأولى.
نشرت بعض قصائدي في جريدة محلية شهرية، وبعضها الآخر على الإنترنت، بينما أسعى بعون الله لاستكمال ديواني الأول ومن ثم محاولة نشره.
تنحو قصائدي مناحي عدة في موضوعاتها؛ غير أن الطابع الرئيسي يظهر في تأثري الكبير بما يجري على الساحة الفلسطينية؛ آلامها وأمالها.
شُغِفَ الفؤادُ بحبهِ والنفسُ أضحت للحبيب أسيرةٌ أمّا العيونُ غدت رفيقة حسرةٍ يا سائلين عن الرسول محمدٍ أرأيتمُ شمس النهار بنورها فكذلك الهادي بنور ضيائهِ أرأيت غيثاً كيف يُحيي نبتة ذاك الذي كنا ولا زلنا به ما زال فينا داعياً ومبشراً من قلبهِ المكسور يدعو ثابتاً والدمُّ يسري طاهراً من رجلهِ لكنهُ يأبى بأن يؤدي فتىً أرأيت فرداً كيف يبني دولةً في الله آخاهم وصار أباً لهم يا هاديا بالله: قد عرّفتنا تباً لقومٍ آلموكَ بقولةٍ والله ما إيذاؤكم قد ضرّهُ ثارت جموع المسلمين لنصره بالنفس والأبناءِ حباً نفتدي إن كنتَ راجياً الشفاعة فاتبع | وتفانىوالقلبُ من فرطِ الهوى أضنانا وتحملت من حبهِ أطنانا قد فاتها لقياهُ في دُنيانا أصغوا.. فإني قائلٌ من كانا من بعدِ موتٍ أيقظت دنيانا البادي ودين الله قد أحيانا من بعدِ قفر أظمأ البلدانا نُروى ونُسقى من يديه حنانا حتى هدانا الله.. يوم هدانا ربِّ اهدِ قومي وانصر الإيمانا فالقومُ قد أغروا به الصِّبيانا فلعلّ من نسلٍ القبيح حسانا بالعدل قام وزادهُ الإحسانا والخوفُ لاقى في حماهُ أمانا فجُزيت عنا كل خيرٍ كانا أو فعلةٍ.. تالله قد آذانا بل زادهُ فوق المحبةِ شانا ودماؤهم قد فُجرت بركانا فأوان نصر محمدٍ قد آنا نهجَ الحبيب.. ولا تكن من خانا |
وفي قصيدتها سكت اللسان، تقول:
سكت اللسان وجفت يا حِبّنا يا خير من وطئ الثرى الجذعُ حنّ إليك حين تركته يا صادقاً عند الشدائد صابراً ما قد سمعنا مذ خلقنا عن فتى قم وأسأل الشمس التي قد أشرقت خير من الهادي الحبيب محمد؟ | الأقلامُوتسابقت في وصفك ووقاك من شر الشموس غمام والنور أشرق وانجلى الإظلام براً رحيماً، دونك الإقدام قد بوركت بقدومه الأقوام من ذا طلعت عليه قط أنام صلى عليه الخالق العلامُ | الأحلامُ