في سورية اهتمامات دولية بالميليشيات .. لا أحد يهتم لا بالنساء ولا بالأطفال ..
حين نتابع التداعيات السياسية والإعلامية لإعلان الرئيس الأمريكي الانسحاب من سورية نجد انقساما وترددا في المواقف الدولية والإقليمية وإن كانت في جملتها لا تهتم بالشعب السوري ولا بالنساء ولا بالأطفال . ونجد أن أكبر من رحب بالانسحاب الأمريكي ميليشيا بشار والروس وإيران وتركية وأكبر من تخوف من تبعات هذا الانسحاب الأوربيون عامة وفي مقدمتهم الفرنسي والبريطاني ..حتى الأمريكي الذي انشق على رئيسه لم يفكر لحظة بمستقبل سورية إنسانها أو عمرانها ؛ وإنما ظل يفكر بما يعود عليه بالمزيد من النفع ..
أما صاحب القضية - الذي يجب أن يمثله من تعلمون - فما زال يجمجم - والجمجمة غير الحمحمة التي نسبها عنترة لفرسه في قوله : وشكا إلي بعبرة وتحمحم -
المهم أن كل الدول مهتمة بمستقبل الميليشيات على اختلاف انتماءاتها وألوانها الأمريكي يعلن مراهنته على الميليشيا الأسدية لإعادة ما يسميه الاستقرار إلى سورية في كلام صريح وواضح لا لعثمة فيه كتلك التي كانت تردد على الأسد أن يرحل . ويسند رسميا حسب كلام الرئيس ترامب إلى الصهيوني معالجة وضع الميليشيات الإيرانية ، التي سبق للرئيس ترامب أن أعلن أن إخراجها من سورية هم إضافي ملتصق بهم القضاء على داعش .
الأوربيون وفي مقدمتهم الفرنسيون : يعلنون تخوفا وقلقا عظيمين على ميليشيات قسد ويسارعون إلى استقبالهم وإعلان تبنيهم دون أن ينسوا الاستمرار في مضغ لبان "فوبيا داعش "
الجار التركي يعيد تقويم الموقف بعد الترحيب بالانسحاب الأمريكي ؛ فالواقع الجديد يجعل التنسيق مع الروسي الذي أصبح المالك الدولي الأول والحصري للملف السوري أكثر أهمية وجدوى ؛ ومن هنا فقد تم الإعلان عن تأجيل تنفيذ الهجوم الذي كان مستعجلا ، وليأخذ تصريح مثل " سندفنهم في خنادقهم " بعده الذي يحذره السياسي الناجح والعسكري الجاد .
أغرب التعليقات على ترتيب الواقع بعد انسحاب الولايات المتحدة ما تحدث به وليد المعلم الناطق باسم الميليشيات الأسدية : إدلب بالنسبة إلينا هي الأولوية ..ذلك أن ميليشيات الشرق والغرب على كل الخلفيات إنما يجمعها نسب التمليش والتملش .
لم نسمع أي جهة دولية تتحدث عن مستقبل نساء سورية وأطفالها بعد أن خلا الجو للفيل الكبير يدوس كل ما يحيط به ..غير صوت واعد ي مظاهرات درعا وإدلب وريف حلب عاد يغني : يللا ارحل يا بشار ..
عاد يبث الأمل ويعالج الألم ..