سورية: الاكتشاف الأهم
المشاركة في الحملة العالمية
لنصرة الشعب السوري
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
المكتب الإعلامي
"نداء إلى علماء المسلمين في العالم للمشاركة في الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد:
أعلن ندائي إلى كل علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بتحمل مسئوليتهم في وجوب تعريف الجماهير المسلمة، بحقيقة ما يحدث من حرب إبادة منظمة يقوم بها نظام الأسد الظالم الفاسد المستبد ضد شعبنا السوري الأعزل، الذي انتفض يطالب مطالبة سلمية، بالحرية والكرامة وحقوقه المشروعة للإنسان في العيش الحر الكريم.
إن من واجبنا نحو الشعب السوري الباسل الشقيق: أن نقف بجانبه نوعي جماهيرنا المسلمة، ونحفزهم لتقديم جميع سبل الدعم المعنوي و المادي، ولتكن البداية بدعوة جماهيرنا المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها إلى المشاركة الفاعلة في الأسبوع العالمي لنصرة الثورة السورية "انصر"من 5 إلى 15 ابريل 2012 م، والمسلمون أمة واحدة، وحدهم الإيمان، وجمعتهم الأخوة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم.
والله يقول الحق وهو يهدى إلى سواء السبيل.
د. يوسف القرضاوي
رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين
في 4/4/2012
سورية: الاكتشاف الأهم
د. عبد الكريم بكار
لم يكن يخطر في بال الذين فجروا ثورة الكرامة أنهم سيُحدثون زلزالاً يصيب الفضاء الإنساني السوري بأكمله،إنهم كانوا في البداية يطالبون النظام المجرم بشيء من الكرامة وشيء من الحرية والعدل،لكن الله بلطفه وكرمه أراد شيئاً آخر حيث إن الناس لم يحصلوا من النظام على ما كانوا يريدون،لأن النظام ببساطة كتلة متكلسة غير قابلة لأي تحوير،أو تشذيب فهو إما أن يبقى،وإما أن يزول على نحو نهائي وهو الذي سيتم قريباً بحول الله،لكن ما تم إنجازه هو ذلك التحرير التاريخي لروح الإنسان السوري،وذلك التطهير لنفسه من عوالق وأوضار نصف قرن من الفساد والإفساد والاستبداد ...أنا دائماً أقول : إن اكتشاف الذات أهم من اكتشاف العالم،وقد اكتشف ملايين السوريين أنفسهم خلال مدة قياسية فعلاً،قد اكتشفوا أنهم قادرون على التضحية بشكل مذهل،وأنهم يملكون روح التعاون والتضامن على عكس ما كانوا يظنونه،واكتشفوا أنهم قادرون على الالتفاف حول مصلحة وطنية عليا على حساب مصالحهم الخاصة .. هذه امرأة أمية في الستين من عمرها يسألها مراسل فضائية مشهورة عن رأيها في الثورة،فتقول : روحي ومالي وأبنائي الأربعة فداء للثورة،لا يهم أن نموت،أوأن نحيا،المهم أن تنتصر الثورة ! وهذا مثقف ميسور تداهم عصابات النظام قريته،ويبحثون عنه،فلا يجدونه،فما كان منهم إلا أن جاؤوا بشاحنات،فرغوا فيها أثاث بيته،ثم أحرقوه،ومضوا ..وقد اتصل به أخوه من دولة مجاورة،وسأله عن حاله،فقال : أنا الآن ليس لدى سوى الثياب التي علي،وإن يوم الجمعة الماضي هو اليوم الوحيد الذي لم تخرج فيه قريتنا للتظاهر،وهذا أشد عليَّ من حرق بيتي ! .
الشعب السوري عرف اليوم مكامن قوته،وقد أخذ قسطاً من حريته،وحين يصبح أي شعب كذلك،فإن استعباده،واحتلال أرضه بعد ذلك يصبح صعب المنال.
تحرير الإنسان هو الأساس،وهذا هو الذي يحدث اليوم في الشام،وهذا في اعتقادي هو التأسيس الصحيح للانطلاقة الحضارية القادمة .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.