في ذكراها الثالثة.. الحرب تتجدد في حمص
رسالة من ابن الشهيد القيادي في حركة حماس إسماعيل أبو شنب
في ذكراها الثالثة..
الحرب تتجدد في حمص
حمزة إسماعيل أبو شنب
يعيش قطاع غزة في هذه الأيام ذكرى مرور ثلاثة أعوام على حملة الرصاص المصبوب التي شنها العدو الصهيوني الغاشم على أبناء قطاع غزة . المشهد يتكرر في مدينة حمص السورية حيث تجتمع صورة الدمار والشهداء والأشلاء وتتعالى صرخات من هم تحت الأنقاض ، مكافحة الإرهاب هدف الحرب على غزة وهذا الهدف يتكرر اليوم في حمص .
المشهد الذي نشاهده اليوم عبر شاشات الفضائيات العربية لما يجري في مدينة حمص السورية و باقي المدن لا يختلف كثيراً عما عايشناه في قطاع غزة من قطع الاتصالات وقلة الطعام والحصار ومعاناة المواطنين ، صورة تتكرر بنفس المعاناة وتتزايد الصرخات ، والنداءات تطلق من قلب المدينتين والنتيجة واحدة لا حياة لمن تنادي .
لقد كانت أيام صعبة على أبناء غزة كما هي صعبة اليوم على أهلنا في سوريا ، كم هو صعب أن تشاهد إخوانك يذبحون ويقتلون ولا تجد من يعاونهم ولا من ينصرهم ، إن الذي لم يعش التجربة الحقيقية قد لا يكون كمن يسمع بها أو يتابعها ، لذا نحن نقدر ما يعانيه أهلنا في حمص من جبروت الطاغوت وظلمه ، نعم نحن نقدر بأن الصورة التي تنقل ليست كافية وليست كاملة لما يجري هناك من مجازر ضد المنتفضين من الشعب السوري .
الجامعة العربية تشترك في قلة الحركة ، فعلى صعيد الحرب على غزة كان دورها سلبياً واكتفت بالتنديد كما هو معتاد ، أما فيما يجري مع أهلنا في سوريا فقد استبشرنا خيراً في البداية ولكن المهل قتلت الشعب السوري ، والجامعة تقود موقف المتفرج على من يقتل ويعذب ويشرد على يد بشار وعصابته .
حال الجامعة العربية لا يختلف كثيراً عن حال الدول العربية الأخرى ، فمازلنا نريد خطوات تجاه الأوضاع في سوريا في الوقت الذي مازالت غزة أيضاً تنتظر رفع الحصار عنها ، ربما القاتل يختلف ولكن الأدوات واحدة : جيش ودبابات وطائرات تقتل وتقصف المنتفضين المطالبين بالحقوق ، هذا هو حال غزة وحمص اليوم .
مازالت غزة تنتظر علماء الأمة ليتحركوا من أجل نصرتها ، فأين علماء المدينة المنورة عاصمة دولة رسول الله ؟ أين علماء مكة المكرمة؟ أين علماء الأمة كلهم؟ لماذا لا يجتمعون على كلمة واحدة من أجل نصرة المستضعفين في الأرض؟ أليس هذا واجبهم ! فإن لم يكن اليوم دورهم فمتى سيكون دورهم ، حتى تباد حمص أم تهود القدس التي تعاني من تشريد أهلها وتغيير تراثها الإسلامي؟ .
أهل حمص ليس أمامكم إلا الصمود و الوقوف في وجه الظلم فلا ناصر لكم بعد الله إلا صمودكم ، فغزة صمدت بصبر أهلها وثباتهم والثبات هو سلاحكم الأول في الاستمرار ، لأن صمودكم سيكون شعلة نار ستحرق بائع الكلام الإعلامي ومدعي الممانعة وستحرك الشعوب النائمة ، فأنتم على عاتقكم أمانة كبيرة فعليكم أن تتحملوا من أجلها.