رسالة للدكتور يوسف القرضاوي ومن حوله
رسالة من علماء غزة لعموم الأمة
رسالة للدكتور يوسف القرضاوي ومن حوله
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وبعد.
الإخوة أصحاب الفضيلة العلماء حفظهم الله،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يطيب لنا مراسلتكم ونتمنى لكم دوام التوفيق والسداد، ونسأل الله تعالي أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
إخواننا أصحاب الفضيلة نود أن نضعكم في صورة المعاناة التي يعيشها أهلكم وإخوانكم في غزة هذه الأيام وإن كنا على يقين أنكم تتابعون مجريات الأحوال.
إخواني العلماء : إن شعب غزة الآن يعاني ما لم يعانيه من قبل على أيدي أبناء العروبة والإسلام، فلا يدخل إلى غزة إلا عشر سلع أساسية تحافظ على الحياة فالدواء يتناقص الوقود يتناقص اللباس يتناقص حيث يمنع دخول أي نوع من هذه الأنواع وكذلك سائر السلع مثل مواد البناء يتعاملون معها مثل تعاملهم مع المهربات الممنوعة أصبحت الحياة على يد بني عروبتنا في أقصى درجات الشدة والمعاناة، ويزيد ذلك البلاء القصف الصهيوني المتواصل يومياً على المجاهدين حيث ارتقي في شهر نوفمبر وحده أكثر من 36 فلسطينياً وهدم أكثر من ثلاثين منزلاً في غزة وكذلك فإن عدداً كبيراً من الناس لا يكاد يجد ما يأكله وهم الأسر المعتمدة على المهن الحرة وفي أوج هذه المعاناة قام عدد من الدول العربية بالذهاب إلى أنابوليس للمشاركة في هذا المؤتمر مؤتمر الجوع والركوع، مؤتمر يرسخ جوعنا وركوعهم، وعلى رأس الراكعين القيادة الفلسطينية التي تمد دوماً يد المصالحة للعدو القاتل الذي يسيطر على الديار والمقدسات ويقتل أبناءنا يومياً في الضفة وغزة وينتهك حرمات المقدسات وإنّ أغرب ما في الأمر أن القيادة الفلسطينية هي التي تلح على القيادات العربية بضرورة تطبيع علاقتها مع الاحتلال مما جعل حالة من الإحباط والغضب تسود لدي الشارع الفلسطيني المحاصر.
أصحاب الفضيلة والسماحة : لا بد أن يكون للعلماء وقفة قوية في هذه المرحلة كما كانوا في مراحل سابقة ليقولوا كلمة الحق ولا يخافوا في الله لومه لائم وكذلك لابد من التأصيل الشرعي للمسائل المهمة والمصيرية التي تخص القضية الفلسطينية حتى لا تبقى في يد السياسيين يتلاعبون بها كما يشاءون وتتمثل هذه المسائل فيما يلي :-
1. قضية القدس وتقسيمها علماً بأن الأنفاق الآن تجوف أسفل الأقصى وهو على وشك الانهيار والمطروح في هذه القضية هو :-
· تقسيم المسجد الأقصى أعلى وأسفل فأعلاه للمسلمين وأسفله لليهود وحتى الآن اليهود يرفضون والعرب يعرضون هذا العرض.
· مقايضة أرض القدس بأرض أخري في النقب ومناطق صحراوية.
· الجدار يحاصر المدينة من جميع النواحي.
· تقسيم القدس القديمة بحيث لا تبقي وحدة جغرافية واحدة.
· تسمية أماكن أخرى مجاورة باسم القدس بدلاً من المدينة القديمة التي تحتضن المسجد الأقصى مثل أبو ديس والعزرية.
2. قضية الاعتراف بدولة الاحتلال :-
والاعتراف أخذ في هذه الأيام ضغطاً جديداً حيث يريدون أن ُينَصَّ على يهودية الدولة وهو بالنسبة إلينا سيان فإن الاعتراف بدولة إسرائيل على الأرض الفلسطينية هو نزع لحق العودة للاجئين حيث يطلب المفاوض أن يعودوا إلى أرض هو نفسه يعترف أنها لغيرهم وليست لهم، أما الحديث عن يهودية الدولة فيجب أن يقابله الحديث عن إسلامية القضية وبعدها الديني والعقائدي، ونرجو أن يكون هناك حكم شرعي لمسألة الاعتراف بدولة الاحتلال سواء كان ينص على يهودية الدولة أم لا.
3. التطبيع مع دولة الاحتلال هو بمثابة خطوة متطورة للاعتراف فلا تطبيع بلا اعتراف وهو دمار على القضية كما تعلمون فضيلتكم لأنّ فيه إذابة هذه القضية عبر الأجيال بحيث تصبح أندلس أخرى في تاريخ الإسلام لا قدر الله فلا بد من التأصيل الشرعي لها.
4. حق عودة اللاجئين من الناحية الشرعية وحكم التفريط فيه حيث يتهاون الكثيرون من العرب والمسلمين الآن بهذا الحق ويريدون التخلص منه واعتباره مشكلة قابلة للحل بدون عودة حيث يكون التوطين ويكون التعويض وهذا ما يتفاوض عليه الوفود في هذه الأيام وخصوصا ما طرح في مؤتمر أنابوليس.
5. خارطة الطريق التي تنص في خمس بنود فيها على محاربة المقاومة ونزع سلاحها وما يجري الآن في الضفة الغربية هو حرب شرسة ضد المقاومة حيث يعتقلون القيادات ويعتدون على المساجد ويضربون الخطباء والأئمة ويمزقون الرايات الموشحة بكلمة التوحيد ويدوسون عليها بأقدامهم ليرضوا أسيادهم الأمريكان والصهاينة فحبذا لو كانت هناك فتوى واضحة تبين الحكم الشرعي في المقاومة وحقها في العمل لتحرير الأرض وحرمة التنسيق الأمني واعتقال المقاومين حيث إن التنسيق الأمني الآن في أخطر مراحله وكذلك فإن الأجهزة الأمنية الخاصة بالسلطة في الضفة تبلغ سلطات الاحتلال عن المقاومين وترصدهم وتشارك في اعتقالهم.
وفي الختام فإنه يطيب لي ولجميع إخواني هنا في فلسطين ـ قطاع غزة أن أبث إليكم عبر هذه الرسالة أعمق آيات الإخوة والمحبة الصادقة وخصوصاً إخواننا العلماء في غزة وكذلك أعضاء المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية وعلى رأسها الأخ المجاهد إسماعيل هنية ونسال الله سبحانه لنا ولكم التوفيق والسداد فيما ولاكم إياه ربكم سبحانه من القيام بأمور الأمة والسعي على صيانة حقوقها ومقدساتها وكرامتها، وأنتم أهل لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
رابطة علماء فلسطين ـ غزة