لا يُلدغ المسلمون عشرات المرات
لا يُلدغ المسلمون عشرات المرات
دون وعي أو إدارك!!!
هنادي نصر الله
لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين، حديثٌ يردده المسلمون كثيرًا، لكن تطبيقه على أرض الواقع يكاد يكون معدومًا؛ فقد اقتحم " ارئيل شارون" رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك المسجد الأقصى قبل تسعة أعوام، واليوم يُقتحم مرة أخرى، دون أي اعتبارٍ لمشاعر المسلمين ولحقوقهم الدينية والوطنية، تصعيدٌ إسرائيلي لا يجد من يردعه في ظل انشغال الفلسطينيين بخلافاتهم الداخلية والعروبة بصمتها المخجل!!..
تصعيدٌ إسرائيلي هو بمثابة صفعة في وجه كل عربيٍ ومسلم في هذا العالم يُحي فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية!!..
ففي عام القدس تُنتهك القدس وتتعرض لأكبر عملية تهويد ممنهجة ومخططة ومدروسة منذ عقود طوال، في عام القدس أيضًا تُنتهك باحات الأقصى وتُطلق النيران على عيون ورؤوس المدافعين عنه، في تحدٍ سافر لحقوق الإنسان في حماية مقدساته وأماكن عبادته !!..
في عام القدس عاصمة الثقافة العربية يدخل الإنقسام عامه الثالث، وسط تصاعد وتيرة الخلافات الداخلية التي أصابت الموقف الفلسطيني في مقتل، وأضعفت من إرداة الفلسطينيين وفرقت صفهم أمام العالم الخارجي؛ ما جعلهم أداة طيعة أمام العدو يُنفذ مخططاته بأيديهم متى ووقتما شاء!!، وما حادثة اقتحام المسجد الأقصى في أول أيام ما يُسمى" بعيد الغفران اليهودي" ووسط حراسة رسمية من قبل الشرطة الإسرائيلية إلا خير شاهد ودليل على حالة الترهل والخنوع التي وصل إليها المفاوض الفلسطيني، الذي لا ينفك عن لقاءاته العبثية والإجرامية والتصوفية التي تضر بالقضية الفلسطينية وتختزل الحقوق والثوابت في بند تجميد الإستيطان أو تقليصه!!.
إن تواصل الحفريات في القدس وأسفل المسجد الأقصى وفي الضفة الغربية عمومًا هي رسالة مبطنة بل علنية إلى العالم أجمع بأن الكيان الإسرائيلي ماضٍ في مشاريعه التوسعية، وأنه لن يُلقي بالاً لمن ينادي في وادٍ لا يسمعه أحد!!، وهو بالطبع " المفاوض الفلسطيني" الذي يتمادى في غيه وعدوانه، ويرفض أن يستجيب ولو مرة واحدة لنداء الشارع الفلسطيني كل الشارع الذي يطالب مرارًا وتكرارًا بوقف التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي وتبني خيار المقاومة كخيار استراتيجي لاستعادة الحقوق والحفاظ عليها..
بل إن اقتحام الإحتلال ومستوطنيه اليوم لباحات المسجد الأقصى مع تزامن هذا الإقتحام بالذكرى التاسعة لاقتحام أرئيل شارون للمسجد الأقصى واندلاع انتفاضة الأقصى هو استهتار بهبة العرب والفلسطينيين عمومًا التي سرعان ما تكون عاطفية متهورة، تبرد بسرعة فور انتهاء الحدث المفاجئ والمروع كعملية الاقتحام أو المواجهات!!..
ولهذا فإن المطلوب هو هبة جماهيرية مدروسة تقوم على أسس علمية ومبنية على حرب المواجهة النفسية والعصبية مع الإحتلال الإسرائيلي؛ وهذه الهبة لن تكون إلا إذا كانت نابعة من داخل وصميم القرار الفلسطيني كما لن تأتي مطلقًا في ظل الإنقسام والخلاف الداخلي...
المطلوب إذن أن تستنفر المقاومة كل عناصرها وأن تدعو لردٍ مزلزلٍ يدك الإحتلال في عقر داره ، كما دك حصون المسلمين باقتحامه مرتين ودون خجلٍ أو تردد لأكثر أماكن عبادتهم قدسية بعد الكعبة المشرفة" المسجد الأقصى" أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالت الحرمين الشريفين، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومحمد سيدنا المسيح عليه السلام..
فهل يعي الفلسطينيون الدرس؟ وهل يستوعبون التحديات القادمة؟ أم أنهم سيلدغون ليس فقط مرتين بل عشرات المرات ودونما أدنى انتباه؟؟؟