أنا ورابطة أدباء الشام
أنا ورابطة أدباء الشام
د. مأمون فريز جرار
منذ ظهور هذا الموقع الرائع "رابطة أدباء الشام" وكلما دخلت إلى هذا الموقع شعرت بشيء من التقصير!! كما شعرت قبل ذلك ومع ذلك بالزهو والإعجاب الشديدين.
أما التقصير فلأني لم أرسل إلى هذا الموقع أي مادة بعد!! مع أن إخوة كراماً تفضلوا بوضع بعض المواد المتعلقة بي أو التي حصلوا عليها وهي تخصني من نص أو مقابلة أو..
ولا سبب عندي يحول بيني وبين إرسال بعض إنتاجي لهذا الموقع الجميل، فأنا من أعضائه!! ولقد هممت أكثر من مرة أن أقدم شيئاً، لكنني أردت أن يكون جديداً لم ينشر في مجلة أو صحيفة أو كتاب.
ويزداد حرجي وإحساسي بالتقصير كلما لقيت الأخ الكريم صاحب الهمة العالية الأستاذ عبد الله الطنطاوي!!
ومنذ عام مضى تقريباً زرت المغرب، وشاركت في اجتماع مجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وحضرت الملتقى الدولي الرابع للأدب الإسلامي وسجلت في هذه الرحلة شيئاً من الذكريات بل المذكرات، وقلت: هي مناسبة طيبة لأسجل هذه الرحلة وتكون بداية التواصل مع رابطة أدباء الشام. وبدأت الكتابة وإذا بالقلم يشطح بي ويأخذني إلى سنوات بعيدة، إلى بداية علاقتي بلقاءات الأدب الإسلامي ومؤتمراته، ومع أنني لم أسجل مذكراتي في هذه اللقاءات، وذلك بعض خطاياي، لأنني أضعت كثيراً من المواقف والأحداث التي كان يمكن أن تؤرخ لمسيرة الأدب الإسلامي من وجهة نظري، ويحتاج الأمر إلى شيء من استرجاع الأحداث والأشخاص من ذاكرة مثقوبة لا تحسن الاحتفاظ بأحداث السنين، ومع ذلك فعندما أردت أن أكتب عن فاس وجدت ذكريات الماضي تنفتح علي منذ عام 1981 عند مشاركتي في الندوة الأولى للأدب الإسلامي التي عقدت في مدينة لكنو، وبدأت الكتابة وما أتممتها بل شغلت عنها بغيرها، ولكن الأمر يبقى قابلاً للتحقيق أن أكتب عن رحلتي مع الأدب الإسلامي في لقاءاته ومؤتمراته.
وضاعت علي في هذه الغمرة فرصة التواصل مع رابطة أدباء الشام، ونظرت في حالي فوجدت أنني محاصر في "الكتابة الملزمة" لعدة جهات لارتباطي ببعضها منذ سنين في مقال أسبوعي أو مقال شهري، فتجدني أسرق من وقتي ما ألتزم به بالوفاء لهذه الجهات التي ارتبطت بها. ولم أبرمج رابطة أدباء الشام في ذاكرتي، فقلت لماذا لا أبدأ بهذه البرمجة، ولو بهذه الخواطر التي لا تحمل قيمة أكثر من كونها الخيط الذي أبدأ به في هذه البرمجة.
بعد هذه المقدمة أقول: إن رابطة أدباء الشام تجاوزت كونها موقعاً في الإنترنت إلى القيام بدور لا تقوم به الروابط العادية من إدامة التواصل بين المشتركين بطريقة تتجاوز المألوف، ذلك أن أي "رابطة" تقيم نوعاً من العلاقة بين أفرادها من خلال الاشتراك الذي يتجلى في بطاقة عضوية ومشاركة في أنشطة قد يتقارب زمانها وقد يتباعد، ولكنك في رابطة أدباء الشام تتحدث عن تواصل يومي يتجدد في كل أسبوع بجديد مفيد، وتتحدث عن رصيد متجدد من النصوص الأدبية المنوعة التي تطلعك على ثمرات العقول، وخلاصات التجارب لا في بلاد الشام وحدها بالمفهوم الجغرافي بل تمتد إلى بلاد العربية والإسلام، ولذلك لولا أن يكون هناك حرج وشيء من التضارب مع رابطة الأدب الإسلامي العالمية لاقترحت أن يغير اسم الموقع ليكون: "رابطة أدباء الإسلام" حتى تزول ما يوحيه الاسم من وهم اقتصار الموقع على أدباء الشام وحدهم.
هذا الجانب في رابطة أدباء الشام هو باعث الزهو والإعجاب ذلك الشعور الذي يقاسم شعوري بالتقصير، ولعلني منذ هذه اللحظة قد تخلصت منه.
فتحية طيبة للأستاذ عبد الله الطنطاوي على همته العالية، وعطائه الموصول وعلى هذا الجهد المبارك الذي امتد أثره إلى حيث يصل مدى هذه الشبكة العنكبوتية.