مكتبة الاسكندرية تسحب البروتوكولات
مكتبة الاسكندرية
تسحب البروتوكولات
في سابقة علمية وتاريخية محيرة تقوم مكتبة الاسكندرية بسحب كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) من معروضاتها بحجة أن الكتاب لفق في بداية القرن العشرين لإثارة المشاعر المعادية لليهود ...
إذا كان مقياس الصحة أو الخطأ، والرضا أو السخط، هو الذي يتحكم في تراث الإنسانية الثقافي والسياسي.. ثم ترك لكل فريق أن يمحو من آثار الحضارةبوجهيه الإيجابي والسلبي، أو الإيجابي لأقوام والسلبي لآخرين ما يريد.. إذا كان هذا المقياس هو المعمول به فيجب أن يحرق أو يسحب من مكتبات العالم إذاً كل تراث الحضارة الثقافي .. وهكذا يغدو ما فعله (الطالبان) في أفغانستان ضد المنحوتات الوثنية مجرد لهو بريء.. (تطرف الحكومات) أو التطرف الصهيوني سيقود حتماً إلى تطرف مماثل... وسنجد على الساحة الثقافية الإنسانية العريضة من يطالب بحجب الكثير من الروائع الإنسانية لأنه لا توافق اعتقاده أو مزاجه أو هواها...
سواءً كانت (برتوكولات حكماء صهيون) موثقة أو باطلة، تحريضية أو واقعية فهي قد دخلت دائرة التراث الإنساني كما دخل/شايلوك/هذه الدائرة. نحن لا نظن أن اليهود يترددون في المطالبة بشطب (تاجر البندقية) من المكتبة العالمية أو في شطب شكسبير بكليته لأن (شايلوك) شخصية مسيئة للسامية بدون شك ...بدورنا كمسلمين سنطالب بسحب كل القصائد التحريضية والأناشيد الحماسية والكتب التاريخية التي كتبت في عصور الحروب الصليبية، وسيطالب المسيحيون بدورهم بمحو كل ما دبجه المسلمون في الاتجاه المضاد ...
حين يكتب التاريخ يصوب أو يرد.. ولكن ليس من حق أحد أن يمحو، وقديماً قال الشاعر العربي (قد قيل ما قيل..)
من جهة أخرى.. فإن ما يمارسه شارون وفريقه الصهيوني اليوم على أرض فلسطين هو افظع بكثير مما ورد في بروتوكولات حكماء صهيون، وهو يحمل الدلالات والسياقات التي تؤكد أن تلك البروتوكولات لم تنشأ من فراغ...!!!
زهير سالم