ثماني سنوات على الاحتلال الروسي في سورية
ومرت ذكرى الاحتلال بالأمس صامتة باهتة.. نسي السوريون الأحرار أن الاحتلال الروسي لسورية، في ٣٠/ ٩/ ٢٠١٥ هو الذي قلب موازين المعركة..
وهو الذي حول الخط البياني للثورة الأبية، ثورة الحق والعدل والحرية والسواء لوطني، من خط صاعد متقدم إلى خط متآكل منحدر..
نسي السوريون الأحرار ذكرى الاحتلال المقيت، الذي لم تجرؤ دولة عربية واحدة على إدانته، والتي صمتت حتى الجامعه العربية عن جريمته..
تشاغل السوريون عن الحدث الكارثة، الذي كانت له اليد الطولى في قتلهم وتدمير أوطانهم..
وزعم بوتين أول ما حطت طائراته على الأرض السورية أنها رحلة ثلاثة أشهر فقط..
وها نحن ندخل عامنا التاسع، أما الاتفاقيات فقد شرعنت الوجود الروسي في البر والجو والبحر لخمسين سنة، مع الاحتفاظ بحق التمديد خمسا وعشرين سنة أخرى.. هل من دارس متخصص يدرس هذه الاتفاقات، ويمد عينا إلى ملحقاتها السرية، بدل هذا التناجش الذي يملأ فضاء السوريين طوشة وغوشة!!
مرت ذكرى الأمس باهتة صامتة، وأمر بصفحات الربع من أهلي فلا أجد من دري ومن أحس..
ثماني سنوات مرت، وما تزال السياسة الروسية في سورية تحتاج إلى رصد ودرس واعتبار ومحاولة اقتناص الدروس والعبر..
ما يزال نشاط لافروف وزير الخارجية الروسي في سلسلة لقاءاته مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وغيره من صناع القرار العالمي، يوم استقل لافروف بدور الخارجية السورية، تحتاج من السوريين وليس من غيرهم، إلى كثير من التمعن، وكثير الدرس لاقتناص العبر، ومعرفة كيف هبت الرياح؛ وكيف جرت المياه، لكي لا يتوهوا مرة أخرى، ويعوّلوا، ويرسلون إليّ: صرح مسؤول أمريكي…وكتب صحفي أمريكي يوما: ما التقى سيرغي لافروف وجون كيري، في الشأن السوري، إلا وخلع جون كيري قطعة من ثيابه!!
بل وما يزال تصريح لافروف نفسه "من الخطر أن يحكم أهل السنة سورية" يحتاج إلى فهم، وإلى أن يوضع في إطار يعلق في بيوت كل السوريين، وأن يتحول إلى حلقة تعلق في شحمة أذن كل سورية وسوري.. لا اعلم لماذا لا يشتغل على تخطيطه وزخرفته الخطاطون؟؟
ثم تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن الأسلحة الاستراتيجية التي جربها الجيش الروسي في اللحم الحي للإنسان السوري، تستحق أن تكون موضوعا لبحث علمي في رسالة دكتوراة.. ففي أكثر من بازار سلاح سجل التاريخ على شويغو يتباهي "أسلحة مجربة في الحرب على السوريين" وعلى السكين يا جبس!!
كل الأسلحة الاستراتيجية المحرمة دوليا والتي استخدمت ضد الشعب السوري، وسط تعتيم وصمت دوليين، كانت تستخدم ضد مدنيين أبرياء، ولا كيف؟؟ ولا كفّ..
حرب الطيران الروسي الذي أطلقت يده لقصف المستشفيات والمساجد والمعابد والمدارس والأسواق الشعبية والأحياء السكنية، كل ذلك يمكن أن يكون موضوعا علميا لدراسة أخرى؛ ولا تنسوا بينما أطلق العالم المتمدن المتحضر المتقدم صاحب منظومة حقوق الإنسان بكل تفاصيلها، يد الطيرانين الأسدي والروسي ضد لحم الأطفال والنساء في بيئاتهم الهشة؛ منع عليهم مجتمعا متوافقا متحدا أي سلاح دفاعي "مضاد للطيران" يدفع عنهم غائلة غيلان الطائرات المنفلتة من كل خلق أو وازع..
تستحق دراسة بعد تتبع معرفة أبعاد الاتفاقات والمعاهدات التي وقعها بشار الأسد مع الروس، عقود بيع أو رهن أو إيجارة..
تستحق دراسة وتتبع دور عصابات الفاغنر الروسية وما جنته في سورية ضد السوريين..
يستحق دراسة وتتبع ومعرفة أبعاد، التوافق الروسي الصهيوني على الأرض السورية..وكيف أدار الروسي قواعدهم الناطقة ضد أطفال سورية، الصامتة إزاء العدوانات الصهيونية التي لم تنقطع يوما..
نحتاج إلى نبش لنكتشف حقيقة التنسيق بين القيادة الروسية في الميدان وبين ميليشيات الولي الفقيه من جماعات لن تسبى زينب مرتين…
يحتاج أرخبيل الفيتواتزالروسية والصينية إلى درلسة أعمق، لنعرف كيف أحكمت اللعبة الدولية ضد الشعب السوري، في لعبة توزع الأدوار، "أنا أمسكه وأنت تضربه" لعبة كان يمارسها العامة في أحيائنا!! حتى تجميد عضوية بشار الأسد في الجامعة العربية، كان بغرض أن يكفوا أنفسهم مسؤولية المزيد من الادانات!!
ومع كل شيء، وفوق كل شيء، وقبل كل شيء؛ يبقى من حق كل الثوار السوريين، أن يمتلئوا بالثقة وباليقين أنهم في ثورتهم في مطلع القرن الحادي والعشرين
ثاروا فتصدوا لنظام الفساد والاستبداد حتى إذا أثخنوه، رغم مساندة كل قوى الشر له عن بعد، نزل معه إلى الميدان دولة تعتبر نفسها دولة إقليمية عظمى بأذرعها الأخطبوطية الممتدة إلى أكثر من عشرة دول.. حتى إذا أتخن الثوار الأبطال الأحرار كل هؤلاء، بمن فيهم مخاولة لبنان، وحشد العراق؛ انضم إليهم المحتل الروسي البغيض، ممثلا لقوة أعظم في هذا العالم..
أيها الثوار الأحرار لا تدعوا علقم الخيبة يحرق مجرى الماء الزلال من حلوقكم فلقد والله كان درس صراعكم عظيما، وما يزال للحق جولته وكلمته…
والله أكبر ولله الحمد
ثورة السوريين لكل السوريين ولأعداء الإنسان الخيبة (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).