من إدلب إلى غزة ازرموا المجرمين إن كنتم فاعلين
وسمعتهم طويلا يتوعدون حافظ وبشار الأسد على ما فعلاه بالشعب السوري خلال نصف قرن، وأنهما ولفيفهما سيدفاعان ثمنا غاليا لما جنت أيديهما بحق المسلمين في سورية.
وأسمع بعضهم اليوم يتوعدون نتنياهو بأنه سيدفع الثمن غاليا؛ ننيجة ما تكسب يداه بحق المسلمين في غزة… بحق الإنسانية والإنسان والأطفال والنساء والرجال..
وأريد أن أؤكد على حقيقة شرعية إسلامية، وحقيقة مدنية مستقرة، في كل الأعراف والقوانين، وهي أن منع الجريمة، والأخذ على يد المجرم قبل ارتكابها، وحماية الأنفس البريئة من شره؛ مقدم دائما على قوانين العقوبة والانتقام أو القصاص.
حتى شرَعَ القرآنُ الكريم، حسما لانتشار الجريمة، أن توبة المجرم الفالت من يد العدالة، قبل القدرة عليه، مدخل من مداخل العفو عنه؛ لأنه بهذه التوبة قد يتدارك فيوفر على الانسانية بعض الدم المعصوم، ريثما يتم الإحاطة به..!!
قال تعالى في حق الذين يسعون في الأرض فسادا، بعد أن قرر حد الحرابة (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
حسما للجريمة يعفى عن الحربي، يتوب منها، قبل القدرة عليه؛ وإن عظمت جنايته.
يذكرني هؤلاء الذين يظلون يتفرجون على المجرمين، وهم يمارسون جرائمهم، ويتمادون بها الأيام والشهور والأعوام؛ ثم ما يزال بعضنا أو بعضهم يذكرهم بالعقاب، وبالجنائية الدولية، وبقوانين جرائم الحرب؛ يذكرني هؤلاء بجناية ذلك الأعرابي الساذج، الذي قام يبول في طرف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثار به الصحابة رضي الله عنهم، وهدأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: لاَ تُزْرِمُوهُ .. لاَ تُزْرِمُوهُ.. أي لا تقطعوا عليه بوله، فجناية البول في المسجد، يوم كان فرش المسجد من الرمال، تتدارك بدلوين من ماء..
أما هذا السيل من الدماء والأشلاء؛ وأسمع بعضهم يتوعد نتيياهو وبشار الأسد، دون أن يحاول زرم الجريمة، والأخذ على يد المجرم؛ فهذا السيل من الدماء والأشلاء لا تغسل آثاره مياه المحيطات والبحار والأنهار…
وقديما قال الحكيم
ودع الوعيد فليس وعيدك بضائري..
وقال الحلبي: لا تقل له كش بل اضربه فاكسر رجله.. رجله التي يسعى إلى الشر بها، ويده التي يجني الجنايات بها..
بادر إلى الأخذ على يد الشرير، لا يصل إلى طرف ثوبك شرره. ووالله ما قَتُلُ المسلمين في العراق والشام واليمن إلا مقدمة لأمر لا بعْدَ بَعده..
ويرسل إلى بعضهم هل سمعت كيف قال؟؟
ويفتي المفتي الجاهل الغارق في الجهل (إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ)