إلى الأوربيين: هل تجهلون القراءة؟
يعقوب حداد
الحركة السورية القومية الاجتماعية أرسلت رسالة إلى النائب الهولندي غيرت فيلدرز، والذي دعا في احد تصريحاته إلى منع تداول القران الكريم على أساس انه كتاب فاشي. فوجهنا بدورنا رسالة له وبلغته الذي يتحدث بها.
وهذا نص الرسالة :
السيد فليدرز :
ازدادت في الآونة الأخيرة الهجوم على الدين الإسلامي والتحقير به وبمن يؤمن به.وعلى الرغم من ادراكنا ان هذا الهجوم قد ازداد بعد العبث في الدين الإسلامي من قبل من يدعي الانتماء له سواء في تنظمياتهم العسكرية أو التكفيرية. إلا أن لا بد من أن نقول أن الحضارة الإسلامية تفوقت على حضارات العالم في محبتها وتسامحها ولم يسجل التاريخ في القرون الماضية حادثة واحدة تتحدث عن مجزرة او ابادة مارسها أبناء الدين الإسلامي ضد الآخرين.
والغريب ان الاوربيين وهم الشعوب الاكثر قراءة في العالم قد اعماهم الحقد وانساهم طرق التعذيب في روما وشذوذ الكثير من ملوكها.وتغافلوا عن حقد القرن الماضي في مستعمراتهم بالهند ومناطقنا واميركا الجنوبية.
ومن الغير المفهوم هو اعتباركم ان الدين الاسلامي يشكل خطراً على اوربا ولدى اطلاعنا على حججك وحجج الاخرين لم نرى منها سوى الكاريكاتير والكلام البذيء وكم تنمينا ان نرى فكرة واحدة يمكن من خلالها الانطلاق نحو حوار بناء نستطيع من خلاله تقديم ما يمكن من براهين على عظمة الرسالة الاسلامية للعالم اجمع.
نعم ما حدث في الاونة الاخرة وباسم الدين من تفجيرات وقتل وخطف هو امر مدان في ديننا.ولعل الباحث في البعد الانساني والاجتماعي للتعاليم الاسلامية لسوف يجد ارقى ما رأته الحياة البشرية من تعاليم كيف لا ونحن امام دين يؤسس لنظرة تبني مجتمعاً وتحضر انساناً للقاء ربه.
قد لا نتفق نحن كسوريين قوميين اجتماعيين مع تدخل الدين في الدولة والقضاء لكننا في الوقت نفسه نكن لهذا التشريع كل الاحترام كونه يملك الكثير من البعد الانساني والاخلاقي لكن نظرتنا تبقى من زواية تعدد الطوائف والمذاهب في مجتمعنا والتي هي بحاجة إلى تشريع مدني ينظم حياتها.هذا التشريع المدني المستمد من تاريخنا حضارتنا والتي تعتبر الحضارة الاسلامية جزء اساسياً منها.
السيد فليدرز :
نحن في منطقتنا ( وانا من ابناء الطائفة المسيحية ) لم يحاسبنا احد على ممارسات هتلر والذي حارب الانسانية باسم الدين والعرق.ولم يحاسبنا احد على حملاتكم ضد وطننا في فلسطين والشام باسم الصليب والتي تسمونها بالحملات الصليبية منذ العام 1096م تلك التي شهدت مجازر لم يصل لوحشيتها إلى اليوم بن لادن و اتباعه.
فلماذا هذه المحاسبة؟ ولماذا هذا التعميم؟ ولصالح من؟؟؟
ذكرت في كلامك ان الاسلام يشجع على القتل وعلى اغتصاب المرأة وانه كتاب يدعو لقتل غير المسلمين لكنك لم توضح أين قرأت هذه النصوص.ولم نرى لك مؤلفاً واحداً عن الديانات لتظهر لنا بعد ذلك بتلك التصريحات الفارغة المضمون.
أخيرا أريد أن أسالك ما قولك في تلك التعاليم التي تقول
*- قتل المسيحي من الأمور الواجب تنفيذها و إن العهد مع المسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم به اليهودي.. إن الواجب أن يلعن اليهودي ثلاث مرات رؤساء المذهب المسيحي و جميع الملوك الذين يظهرون العداوة ضد بني إسرائيل.
إن الكنائس النصرانية بمقام قاذورات وإن الوواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة.*-
*- إن يسوع الناصري موجود في لجان الجحيم بين الزفت واقطران والنار وإن أمه مريم أتت به من العسكري - باندارا - بمباشرة الزنا.
الفرق بين الإنسان والحيوان كالفرق بين اليهودي وباقي الشعوب.*-
*- ا لشفقة ممنوعة بالنسبة لغير اليهودي... فإذا رأيته واقفاً في نهر أو مهددأ بخطر فيحرم عليك أن تنقذه لأن السبعة شعوب الذين كانوا في أرض كنعان المراد بقتلهم من اليهود... لم يقتلوا عن آخرهم بل هرب بعضهم و اختلط بباقي الأمم.. و لذلك يجب قتل غير اليهودي لأنه من المحتمل أن يكون من نسل تلك الشعوب السبعة... و على اليهودي أن يقتل من يتمكن من قتله فإذا لم يفعل ذلك يخالف الشريعة اليهودية.
هذه ليست تصريحات لزعيم سياسي او متطرف في الجبال.. هذه جزء بسيط جداً من التعاليم اليهوديه فهل تملك من الشجاعة والقوة وتطالب بوقف ادخال تلك التعاليم إلى مدارس اليهود ؟؟
تصفحت بعض الآيات من القرآن الكريم وأول كلمة في اول صفحة وقعت عيني عليها هي الحمد لله رب العالمين.فعلمت انني امام كتاباً يخاطب كل الناس من إله كل الناس وليس فقط إله المسلمين.
ولأني احب حكاية الاسراء والمعراج خطر ببالي ان اعيد قراءة تلك الاية القريبة إلى قلبي ووقع نظري على سورة تقول:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا
عندها شعرت بالفخر لأني من بني ادم.
المفوض الإذاعي للحركة السورية القومية الاجتماعية
الرفيق يعقوب حداد