رداً على تحريض المفتون الصريح على القتل
ولم يكن المجاهد يوماً قاتلاً... ولن يكون!!
زهير سالم*
لم يتوقف الرأي العام الدولي متمثلا في الأمين العام للأمم المتحدة والخمسة الكبار ، ولا الرأي العام العالمي متمثلا في المنظمات الحقوقية والإنسانية عند الدعوة المفتوحة إلى القتل التي أطلقها المدعو أحمد حسون ، والمسمى زورا وبهتانا بمفتي الجمهورية العربية السورية ..
هذه الدعوة المفتوحة إلى القتل والإبادة والتدمير والتي تضمنت مطالبة صريحة – وما أنقله هنا هو عما يسمى التلفزيون الرسمي ، حتى لا يتنصل قائل من قول – بالتحول من الدفاع إلى الهجوم ، في تدليس واضح إلى أن العصابة المستبدة ، ما تزال بعد استخدام المدفعية الثقيلة ، وراجمات الصواريخ ، والقنابل الفراغية والعنقودية والصواريخ البعيدة المدى ، والطائرات القاذفة ، والبراميل المتفجرة ، وغاز السارين والكلور ومشتقاتهما ما تزال تخوض حربا دفاعية ضد شعب أعزل خرج مطالبا بالعدل والحرية والكرامة الإنسانية .
ومما تضمنته الدعوة المفتوحة هذه بعد المطالبة بالتحول من ( الدفاع إلى الهجوم !!! ) مطالبة بقصف المناطق والأحياء الآهلة بالسكان ( أيا كان سكانها ) وهذا تحريض صريح ومباشر على قتل المدنيين من سكان تلك المناطق من أطفال ونساء وشيوخ ورجال مستضعفين لا يملكون حيلة ولا يجدون إلى التحول عن دار إقامتهم سبيلا ... وإزاء هذا التحريض المكشوف على القتل وإزاء ما يقابله من صت دولي على الجريمة والمجرمين ؛ يتساءل الإنسان السوري الذي تواطأت عليه
قوى الشر المحلي والدولي ، ماذا لو كان هذا التحريض المباشر على القتل قد صدر عمليا عن أي جهة أخرى من تلك التي لا تحظى بتأييد، القوى الكبرى التي تتوزع الأدوار في رعاية حرب الإبادة المفروضة على الشعب السوري ، بعض بالاشتراك المباشر ، وبعض بالدعم ، وبعض بالصمت الأثيم ؟!
ولقد جاءت استجابة عصابة القتل لدعوة المفتون سريعة حيث بادرت هذه العصابات خلال ساعات إلى قصف مباشر لسوق خضار في حي المعادي بحلب ، اختلط فيه دم الأبرياء بمورد رزقهم ، ثم أتبعته بقصف جوي على مدرسة في حي الأنصاري أسفر عن مقتل العشرات من المعلمات والطالبات وأتبعه تعليق عملية التعليم في المناطق المحررة ، في وقت يذرف فيه بان كيمون وشركاه دموع التماسيح على مستقبل الطفولة والأطفال في سورية ...
وبالتزامن مع التحريض المباشر على إبادة السكان في الأحياء المحررة التي دعا إليها من يسمى مفتي الجمهورية ، والذي يجب أن يدرج اسمه في عداد كبار مجرمي الحرب الدوليين ( ميلوزوفيتش وشركاه ) ، على قوائم محكمة الجنايات الدولية ، تسارع أيضا ( خارجية بشار ) إلى إرسال رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، وإلى رئيس مجلس الأمن الدولي ، تتضمنان اتهامات مزيفة وباطلة للجيش الحر والقوى الثورية التي يحرص أولياء الشيطان على تعداد أسماء كتائبها الإسلامية كنوع من التحريض الخفي على الإسلام وأهله ، في زمن رخصت فيه دماء المسلمين ، وهانت على كل الخلق قضاياهم ...
أيها المجاهدون الأبطال ...
وبعيدا عن أدعياء الإنسانية ، والتمدن ، وبعيداعن مجلس الأمن القائم على عوج ، وعن القانون الدولي الذي أصبح مطاطا بيد الأقوياء ، وعن اتفاقيات جنيف الأربعة ومواثيق حقوق الإنسان التي هي في أمس الحاجة إلى إعادة تعريف قبلي : من هو الإنسان .... يبقى لنا أيها المجاهدون شرف الالتزام بوصايا صدّيقنا أبي بكر رضي الله عنه ، نكررها على أنفسنا كل آن ، وحين ، ونؤكد التزامنا بها مهما اشتط الظالمون ، وتعسف أرباب القوة ، وتوحش منفذو القانون الدولي ، وازدوجت المعايير الإنسانية في نفوس بشر قد ارتدوا إلى أسفل سافلين....وصية صدّيقنا يجب أن تظل حاضرة في عقولنا وقلوبنا وعلى حد سيوفنا وأفواه بنادقنا : ولا تقتلوا طفلا صغيرا ..ولا شيخا كبيرا ..ولا امرأة ..
وبلغة العصر : لا تحاربوا غير المحاربين ...
ولا تقولوا : إن مفتيهم يفتي ... وإن قاتلهم يقتل .. وإن العالم المتآمر من ورائهم يصمت ...فلسنا سواء ...
ولم يكن المجاهد يوما قاتلا ، ولن يكون أبدا ...
(( وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ..))
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية