بهذا نرد عليهم

زهير سالم*

كان التهجير من فلسطين ثم من العراق وسورية استراتيجية خبيثة..

فلنرفع شعار العودة، ولنطرح مشروعها، بأبعاده العملية لنصادر ما يمكرون!!

والعودة إلى الأوطان- مهما كان الحلم والشوق- ليست حلما رومانسيا مخمليا ناعما…

إن جيلا من الناس غاب أو غيب عن وطنه سبعة أو خمسة أو ثلاثة عقود ليس من السهل عليه أن يُقتلع من دار إقامته من جديد!!

في غربتي التي دامت نصف قرن تقريبا، وأعتبرها أكثر استقرارا، اضطررت لتغيير دار إقامتي مرات…

ولست أضطر لأبين أن تغيير دار الإقامة بالنسبة للمهاجر الفرد، يعني أشياء أكثر من الحصول على بطاقة السفر لأسرة قد تتألف من عشرة أفراد.. وأتمضمض ببقية الكلام.

تهجيرنا من وطننا أعني من فلسطيننا ومن سوريتنا ومن عراقنا.. كان استراتيجية، اشتغلت عليها دول ومنظمات وبذلت فيه دماء وأموال..

 

وإذا كنا جادين في تبني مشروع يصادر المطروح من الذهاب بعيدا في مشروع تهجير ما تبقى..

فإن مشروع عودة اللاجئين ودائما سأقول الفلسطينيون والعراقيون والسوريون، يجب أن يكون أكثر جدية وأكثر عملية وأكثر بذلا وتعاونا..

والتعاون في هذا يجب أن يكون بين القادة والشعوب.

وليكن موقف من جميع القوى الشعبية لتصليب موقف الحكومات الرافضة لمشروع التهجير واستمراء التهجير…!!

مشروع عودة الفلسطينيين من مهجري 1948 يجب أن يتقدم كمطلب عربي عملي ويكون له قواعد وآليات…

استعادة العراق لوجهه الحقيقي، بالمطالبة بعودة اللاجئين ينبغي أن تكون له آلياته وظروفه ومن أهمها إحلال الأمن والأمان والاستقرار..

عودة اللاجئين السوريين، ويجب أن ينظر إليها على أكثر من خلفية استراتيجية يجب أن تكون هدفا استراتيجيا يُعمل عليه على مدى عقد من الزمان..

خطوته المؤسسة أن تسقط بطريقة قانونية رسمية، كل قرارات التجريم الصادرة بحق المهجرين السوريين من قبل العصابة السابقة.

أنا أؤكد لكل المواطنين السوريين أن تلك القوانين بما فيها القانون 49/ 1980 / الذي يحكم عليّ وعلى أمثالي بالإعدام، ما زالت قابلة للنفاذ، بل إن نفاذها هو الأصل، والتغاضي عن تنفيذها هو أمر شفهي غير قانوي، يناط بحكمة أي دورية أمن توقف المدان على طرف طريق..

لا ثورة.. ولا عودة للاجئين إذا لم تسقط قانونيا وحسب الأصول، كل قرارات أو بلاغات أو فسفسات التجريم!! ليس من المعقول ان ترفع شعار ثورة على المجرم ثم تحتفظ بقوانينه في تجريم الناس على أي خلفية..

من المضحك المبكي أن تسمع من يقول: قبضنا على المخبرين…ثم يبقى ما أحدثه المخبرون والمفسدون عالقا في أعناق الأبرياء الشرقاء، وسيفا مسلطا فوق رؤوسهم وقتما يعودون…

وأعود فأقول وهذه بالنسبة للسوريين عقبة حقيقية في طريق عودتهم هي الأولى نعم ولكنها ليست الوحيدة، فدون هذه العقبة عقبات وعقبات..

إن التفكير الاستراتيجي المضاد لتفكير التهجير هو الرد الأوفى لما يطرح اليوم من مشروع تهجير أهل غزة، واستكمال تهجير سكان فلسطين..

وإنه لمن السذاجة بمكان أن يُحمّل الفرد مسؤولية المشروع الجماعي للأمة، كائنا من كان هذا الفرد..

في سنوات السبعين من القرن الماضي. كنا في جماعة الإخوان المسلمين نعتبر كل داعية على الأرض السورية في رباط، ولا يسمح لأخ بالهجرة، وقد فتحت أبوابها إلا في شروط شديدة الضيق…

نعم اليوم عودة اللاجئين إلى دول المنطقة ولا سيما فلسطين وسورية والعراق هي مطلب يجب أن تكون له استراتيجية جماعية تعمل عليه الدول، الحكومات والقيادات، فليرفع الأخوة الفلسطينيون والعراقيون ولنرفع نحن السوريين شعار حقنا في العودة…حتى ندحر المؤامرات ويتم لنا النصر المبين…

وما ذلك على الله بعزيز..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية