إعلان دمشق
نعم لإعلان دمشق
بعد أن اطلعنا على ما جاء في إعلان دمشق من مبادئ نؤمن بها ونثق بالموقعين عليها ، نعلن إنضمامنا إلى إعلان دمشق.
عبدالله الطنطاوي
رئيس رابطة أدباء الشام
إعلان دمشق :
المنعطف الأهم على طريق الحرية ودحر الاستبداد
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف
لا ريب أن الدكتاتورية والاستبداد في سورية، أمر استثنائي شاذ عن حياة سورية الوطن والشعب والحضارة والإسلام.. ولا شك أنه مهما استطالت فترة الظلم في سورية، فسيجد له بين أبناء شعبنا السوري الأبيّ.. أحراراً وحرائر يضحّون بالنفس والروح والمال وكل ما غلى، في سبيل دحره ودحر أصحابه المستبدّين الظالمين الطارئين على التاريخ السوري المشرق، ولا خوف على الشام طالما أنّ أحرارها ثابتون أبداً على الحق، وصامدون بوجه الطغيان والأحادية والشمولية والعبث بتاريخ الوطن وحاضره ومستقبله.
الاستبداد والظلم والاضطهاد.. أعمال شاذة تتناقض مع الفطرة الإنسانية، ومع جِبِلّة الإنسان التي خلقه الله عز وجل عليها، لذلك فهذه الأعمال حين تُرتَكَب من قِبَلِ أية جهة، لا بد أن تستولد رفضاً لها، ومقاومةً وجهاداً في سبيل إسقاطها وكَفّ الأيدي التي تقترفها بحق الشعوب والأوطان.. مهما طال الزمن، ومهما اشتد القهر والبغي، لأن الناس وُلِدوا أحراراً، وسيبقون أحراراً ما داموا يقارعون الاستبداد والمستبدين ويصبرون.
لم يكن إعلان دمشق الذي دوّى في ظهيرة السادس عشر من تشرين الأول 2005م.. إلا تعبيراً حياً عن معدن شعبنا السوري الأصيل وقواه الوطنية الشريفة، وعن بداية حقبةٍ جديدةٍ يميّزها التلاحم الوطني لشرفاء سورية، بكل تياراتهم السياسية وقواهم الوطنية ومؤسساتهم المدنية وأعراقهم وأديانهم وقومياتهم، وذلك لإنقاذ البلاد من حكّامها العابثين بمصيرها أولاً، ومن المؤامرات الساخنة التي تُحَاك بالعلن والخفاء على بلدنا الحر الشامخ ثانياً.. وهكذا هو شعب سورية على مرّ التاريخ، يصبر ويصمد صمود الجبال الراسيات.. لكنه حين ينتفض، فإنه يعرف كيف يكون قوياً حكيماً عزيزاً كريماً، يفرض الحرية فرضاً على الرغم من أنوف المتجبّرين العتاة.
إعلان دمشق هو المنعطف الأهم في الظروف الوطنية والإقليمية الحالكة، لرسم مستقبل سورية بأيدي أبنائها البررة، ندعو الله عز وجل له أن يتطور ويرتقي ويمضي قدماً، ليكون الأساس الذي يُبنى عليه البيت السوري الرحب الكبير، فيقلب صفحة الاستبداد والجبروت، إلى صفحات العز والكرامة والتحرير وإحقاق الحق وإبطال الباطل.
إعلان دمشق بداية لرسم معالم الوطن السوري الذي يليق بكل السوريين، على اختلاف توجهاتهم وأديانهم وطوائفهم ومذاهبهم وأحزابهم وأعراقهم وقومياتهم.. ما داموا مجتمعين في رحاب وطنهم، ومتعاضدين على تحقيق مبادئهم في الحرية والعزة، ضمن الوطن الواحد الموحّد.
نشدّ على أيدي أهلنا الذين أعلنوا إعلان دمشق التاريخي، ونعلن انضمامنا إليهم، متحمّلين كل تبعات ذلك.. حتى دحر الظلم والاستبداد.. وستبقى العبارة الخالدة : (متى استعبدتم الناسَ وقد وَلَدَتهم أمهاتهم أحراراً).. مدوّيةً في نفوسنا، يتجلجل صداها في كل ربوع الشام.. حتى تتحقق مراميها وأبعادها بإذن الله عز وجل.. وسيبقى إسلامنا الذي يحث على التحرر من العبودية لغير الله عز وجل.. سيبقى يرسم لنا معالم طريقنا وجهادنا وصبرنا.. حتى يندحرَ الباطل، بكل ما جاء به وما فرضه على سورية الوطن والشعب من اضطهادٍ وعبودية.. وحتى يندحرَ بسواعد أبناء الوطن وحدهم، وبجهدهم وجهادهم وتضحياتهم وعَرَقِهم ودمائهم.