الفقيد الكبير سمير قصير
الفقيد الكبير سمير قصير
عبد الله زنجير
على خطى سليم اللوزي ورياض طه وغسان كنفاني وكامل مروة وناجي العلي وبنان الطنطاوي وأحمد سليمان الأحمد، وكل شهداء الشآم والشمم.. رحل سمير قصير وبقيت كلماته طلعة أخيرة في شرف الموقف والفعل ، ودمه الذي اختلط بمداده لن يذهب سدى !
كان سمير مبدئياً بامتياز، وطنياً، مناضلاً، إنساني النزعة وأخلاقي القيم وهمته وموهبته لم يسخرهما لغير الحرية والحق والخير، فامتطى صهوة قلمه وراح ينازل (الفرعنة) في عقر دارها، لقد كتب (عسكر ع مين؟) و(استقلال لبنان وديمقراطية سورية) و (تاريخ بيروت) التي أحبها بعيونه وذاق لأجلها مرارة الغربة والقتل وكانت وطنه الثاني بعد فلسطين المتجذرة في قلبه. وخلال عمره المحدود (45 سنة) قدم الكثير ووضع الكثير في الإعلام العربي والإبداع الأكاديمي. لم يكتف بدكتوراه السوربون وبمجد النهار، بل أسس لفصل جديد وحيوي في مفهوم الالتزام المهني، وهو قاد حركة التغيير الممنهج نحو الميراث الحقيقي للسلطة الرابعة ودورها المجتمعي الحضاري المسؤول ولعل هذا ما عجّل بتصفية دوره وأسلوبه وحصته المعرفية المعطاء، إلا أن من قتله لم يقتله ولكن قتل نفسه، ومن خسره لم يخسر أثره وفكره، فالكلمة لا تموت والحياة لا تموت. وهؤلاء (الشبيحة) الذين فشوا في البلاد نهشاً ونبشاً ونشلاً لن يفلتوا من عقاب الله وقصاص عباده.
إن رابطة أدباء الشام ترثي للبنان والضمير الإنساني الفقيد الكبير وتقدم عزاءها لأسرته وأصدقائه وتلامذته في كل مكان..
كما ترثي د. محمد معشوق الخزنوي الكاتب والأديب الكردي العربي الذي قتلته صبراً يد الغدر والإجرام، بعدما خطفته لأسابيع.
وتحية الوفاء والوداع للقصير والخزنوي، وإنا لله وإنا إليه راجعون.