هذا الموقع
هذا الموقع
قبل سبعة عشر شهراً فقط، انطلق هذا الموقع على الأنترنيت، أي في 1/8/2003 ليكون اللسان الناطق لرابطة أدباء الشام التي تأسست عام 2000.
كنا نقول، وكان يقال لنا:
- مالكم ولهذا الموقع الأدبي؟ من هذا الذي يترك الفضائيات بما فيها من متع، ويترك المواقع السياسية، والإخبارية، والدينية، والجنسية، و.. و.. على الأنترنيت، ويلتفت إلى موقعكم الأدبي؟
ولكن هؤلاء المثبطين من الأصدقاء، لم يثنوا عزيمتنا، وكنا نقول لهم:
- لو شاهد هذا الموقع عشرة آلاف كل شهر، لكفانا.
ونسمع قهقهة من صديق خفيف الظل وهو يقول في سخرية واستخفاف:
- قال عشرة آلاف قال.. يا شيخ.. إذا دخل عشرة أنفار فاحمد الله.
ومسح آخر دمعاته التي غسلت وجنتيه من شدّة الضحك ثم قال:
- حرام عليك يا شيخ.. تصرف عمرك، وجهدك، ومالك، في غير طائل... المجلات الأدبية والثقافية مالئة أرصف الشوارع، ولا تجد من يشتريها أو يقرؤها.
وانطلق الموقع، ودخل عليه في الأسبوع الأول بضعة آلاف، وفرحنا، وقلنا: يا رب كن مع (الغلابة).
ثم ارتفع العدد في الأسبوع الثاني، وفي الأسبوع الثالث، ثم تضاعف في الشهر الثاني، وصار من يدخل عليه الآن، أكثر من أربع مئة ألف، ولله الحمد.
كان عدد الأدباء والشعراء والكتّاب –الذين ينشرون في هذا الموقع- متواضعاً جداً في البداية، اقتصر على هيئة التحرير، وبعض المؤسسين، ومن يلحق بهم ويلوذ، ولكنه ما لبث أن ضمّ بين أضالعه عدداً كبيراً متميزاً من الأدباء، والشعراء، والكتّاب، والنقاد، والأكاديميين الكبار، من أرض الكنانة، إلى المغرب الأقصى، إلى العراق، وفلسطين والجزائر، ولبنان، والأردن، وسورية، واليمن، والسودان، والسعودية، والإمارات، وقطر، وحتى ليبيا، وسواها من أقطار الوطن العربي.
بل تجاوز ذلك إلى الأحبّة المقيمين في تركيا، وأوربا، وكندا، وأمريكا، وأوستراليا، ولله الحمد.
وكان هؤلاء الأحبة من النساء والرجال، ومن أجيال شتى، وصار الموقع أشبه بمنتدى ومجلة، ويقدّم خدماته المتواضعة إلى طلاب الدراسات العليا في أندونيسيا، وماليزيا، ولبنان، والمغرب، وتركيا، وكندا، وأمريكا، وسواها ولله الحمد.
ولو توافرت الإمكانات المادية، لكانت انطلاقتنا أكبر وأوسع، ولكننا قررنا –منذ البداية- أن نمدّ أرجلنا على قدّ بساطنا، فليس وراءنا من يحمينا، أو يدعمنا، أو يغذينا.. ليس وراءنا دولة، ولا مؤسسات، وليس بين أيدينا المال الذي يتجاوز سدّ الرمق، ولله الحمد، ومع ذلك.. القافلة تسير، ومن كان غير مقتنع صار مقتنعاً بهذا الموقع وأهميته..
مضى سبعة عشر شهراً من السهر، والدأب، والتعب، والنصب، وراحة الضمير والحمد لله أولاً وأخيراً، وها نحن اليوم نخرج هذا العدد في حُلّة جديدة، قام بتصميمها شاب جامعي أحبّ الموقع، مع أنه ودراسته لا علاقة لهما باختصاص الموقع، فليس من الكتّاب ولا الشعراء، ولكن (أحمد) صاحب ذوق فني، ويحبّ التجديد، ويسعى إلى التطوير، فأهدانا هذا التصميم الجميل الذي نرجو أن يلقى القبول من الأحبة أصحاب الموقع، وأصدقائه، وقد توخّى فيه الجمال و(البساطة) بمفهومها المتداول.
وهمسة في آذان أحبتنا الكتّاب والأدباء والشعراء، أن يستمروا في إمدادنا بنتاجهم الطيب المتميز، وأن يتسامحوا معنا إذا تأخّر نشر بعضه، لاعتبارات فنية، ولازدحام المواد، وألا يضنّوا علينا بملاحظاتهم، وآرائهم، فالموقع لكم جميعاً، جميعاً وليس لفئة دون فئة، ولا لناس دون ناس، والحكمة ضالّة المؤمن، أنّى وجدها التقطها.
نرجوكم –أيها الأحبة- أن تعرّفوا أصدقاءكم بالموقع، وأن تحثّوا ذوي المواهب على التواصل معنا، لننهض معاً بهذه الأمة التي تستأهل كل تضحية وخدمة، وتتعرض للأعاصير في هذه الأيام العوابس، وقل اعملوا.