بالحرية تستعيد سورية عافيتها
بالحرية تستعيد سورية عافيتها
من أجل مواطن مبدع..
من أجل شعب رساليّ ناهض..
من أجل وطن قويّ حرّ..
لقد كانت شواطئ الشام العربية على مرّ العصور مركز انبثاق حضاريّ على الصعد الروحية والفكرية والثقافية، وكان لإنسان الشام دوره المتميز في الإنجاز الإنساني والقومي والوطني.
وإنه لمن المؤسف أن يظل في أعماق الزنازين الآلاف من الطاقات الموءودة، التي تشكل أعمار أناس تتآكل ببطء مؤلم لشرائح غير محدودة من أبناء الوطن، فيهم الأمهات والزوجات والآباء والأبناء.
وإن في مجاهل الغربة عشرات الآلاف –كذلك- من الطاقات المهدورة، التي انتظرت طويلاً ليحظى الوطن بفجر حرّ جديد، ولتجد هي في ربوعه ظلّ شجرة، تفيء إليها من حرّ الهواجر.
ومن هنا فإننا في هذا البيان نتوجه إلى أبناء سورية في كل موقع، لاسيما قادة الرأي وأصحاب القرار، مؤكدين على ضرورة ألاّ يطول انتظار الوطن والمواطن خريطة تغيير سياسي شامل، يمرّ عبر الدستور والقوانين، والفصل بين السلطات الثلاث، بما يكفل المساواة للمواطنين جميعاً، ويرفع عن الوطن وأبنائه كل أشكال الوصاية الحزبية والسياسية، ويلغي حالة الطوارئ التي صار عمرها في قطرنا أربعة عقود ونيّفاً.
لقد ارتفعت أصوات وطنية في الداخل والخارج.. مطالبة بتنظيم حياة سياسية جديدة، تعوّل على الديمقراطية والحرية.. حرية الاعتقاد والتعبير والتنظيم، والاحترام المطلق لحقوق الإنسان، وكما جاء في بيان نخبة من المثقفين السوريين: "إن أي إصلاح، سواء كان اقتصادياً أم إدارياً أم قانونياً، لن يحقق الطمأنينة والاستقرار في البلاد، ما لم يواكبه، بشكل كامل وجنباً إلى جنب، الإصلاح السياسي المنشود. فهو الوحيد القادر على إيصال مجتمعنا شيئاً فشيئاً إلى برّ الأمان".
وسيكون إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، من سوريين وأردنيين وفلسطينيين ولبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم السياسية، وتوجهاتهم العقائدية، وفتح أبواب الوطن أمام العودة الكريمة أمام جميع المهجرين.. بادرة أولية لخيار الانحياز إلى جانب الوطن والحرية والشعب، ومدخلاً حضارياً للألفية الثالثة.
عبد الله الطنطاوي