هل يكون إغلاق الأقصى تمهيدا لمصادرته أو مقاسمته !؟
بادر الكثير من المسئولين الفلسطينيين والعرب والدوليين إلى استنكار العملية التي قام بها فدائيون فلسطينيون ضد جنود الاحتلال على أرض القدس ، القدس المحتلة حسب اعتراف الأمم المتحدة ولكن أحدا من هؤلاء لم ير أن من واجبه أن يبادر إلى إعلان استنكاره ورفضه لمبادرة قوات الاحتلال الصهيونية إلى وضع اليد على المسجد الأقصى ، وإغلاقه ، ومنع صلاة الجمعة فيه ، واعتقال مفتي القدس ، والاستمرار في الإغلاق والاعتقال وسط صمتين عالمي وإسلامي عربي مريبين ..
لا نريد أن نستبق إلى توقع الشر والتبشير به، ولكن الكثير من المراقبين يستذكرون جريمة غولديشتاين المنكرة التي نفذت في الحرم الإبراهيمي في الخليل سنة 1994وأفضت بعد إغلاقه لمدة عام إلى ترتيب الاغتصاب الزمني لمسجد من أكثر مساجد المسلمين قدسية ومكانة..
ومع كثرة المتمسحين بالقدس والأقصى وفلسطين من دول وحكومات وأحزاب تدعي الانتساب إلى الإسلام وإلى العروبة ، لم يحظ العدوان على الأقصى ، بفعل جاد يستحقه الموقف ، ويتطلبه التفكير الاستراتيجي الاستباقي في مصادرة التداعيات التي لا يتوقف العقل الاحتلالي المجرم عن التفكير بها .
إن أبسط رسالة يجب أن تصل إلى مساندي الكيان الصهيوني ، في العالم وفي المنطقة ، أن المنطقة لا تحتمل المزيد من الزيت ، تصب على نار الأشرار المعتدين ..المنطقة في هذه الأيام ما يشعله بين ظهرانيها بوتين الشرير والولي الفقيه الأثيم ، وبشار الأسد الرجيم ، يكفي المنطقة ما يثيره من فتن وشرور قاسم سليماني وحسن نصر الله وعصابات الحشد الطائفي ..
يكفي المنطقة ما جرى ويجري في الموصل وفي الرقة وفي دير الزور وفي غوطة دمشق ، وليحذر الذين جرأتهم سياسات هؤلاء المدعين والمتمسحين بالأمة وقضاياها على الإثخان في الدم والتدمير ، فمكانة القدس ، ومقام الأقصى في قلوب المسلمين على محور طنجة - جاكارتا عظيم .
نشجب الجرأة الصهيونية على المسجد الأقصى وعلى اعتقال مفتي القدس ، ونشجب الاستمرار في إغلاق الأقصى والمداهنة فيه ..
نستنكر تواطؤ المتواطئين على الأقصى ، وصمت الصامتين ، ولا مبالاة اللامبالين .
وسيبقى الأقصى قبلة المسلمين الأولى ، ومسرى محمد رسول الله ، منار جهاد ، وباعث عزيمة حتى يفتح الله بالحق ..
أيها المسلمون ...أيها العرب ...
إنه الأقصى المبارك ، المبارك ما حوله فماذا أنتم فاعلون ..