لماذا نُحِّي الواقع السوري عن الإعلام الدولي عموما، وعن الإعلام العربي خصوصا !؟
أما عرض الحال فلا يجادل فيه متابع . حيث أصبحت قنوات الإعلام على اختلاف مشاربها وتوجهاتها تتفادى الخبر السوري ، فإن ذكرته أخرته وقلصته ولفلفته حتى لتقول إن سورية بلد الأمن والأمان والاستقرار بل هي كما يقول العامة في بلدنا : قمرة وربيع .
تنحية الخبر السوري ، والتعتيم عليه ، والتشاغل عنه ؛ جزء من مطلب دولي قرر أن يترك السوريين يواجهون مصيرهم في وجه تحالف أعتى قوى الشر العالمي والإقليمي والمتجسد في التحالف الروسي - الصهيوني - الصفوي .
بعض دول الإقليم تهربا منهم من تحمل مسئولياتهم المباشرة والمترتبة على انخراطهم المبكر في الساحة السورية تشاغلوا بفتح معارك جانبية عبثية ليست بذات جدوى ليظهروا للرأي العام أنهم مشغولون بقضايا مصيرية تخصهم في أفق للتفكير لا يتجاوز أفق من يسأل : هل يستطيع ربك أن يدخل الدنيا في قشرة بندقة .
دول أخرى وبعد أن خاض الروس والإيرانيون في دماء الشعب السوري إلى الركب وجدت أن أمن الشعب السوري وأمانه ليس من أولوياتها فأعادت ترتيب هذه الأولويات على قواعد الاشتباك الدولية بما لا يغضب الولايات المتحدة وينسجم مع المشروع الروسي الذي قام أصلا على أن لا يحكم سورية أحد من خلص أبنائها .
قيادات المعارضة السورية غير المتمكنة ولا الممكنة لم تستطع أن تنجز صوتا إعلاميا جماهيريا مسموعا يخاطب الشعب السوري بإخلاص ويشرح له المجريات والتداعيات واحتمالات المستقبل ، وما هو المطلوب وكيف يجب أن نتعاون جميعا على تحقيقه.
غابت قضية الثورة عن الإعلام الدولي والإعلامي ليظل يدير الحديث عن مشاهد المأساة التي تكرس الوهن وتشيع القنوط واليأس.
الواقع السوري، بما فرض عليه من تواطؤ وخذلان ، أليم بلا شك . ولكن معادلة انتصار الثورة السورية ليست مستحيلة .
أكرر إن معادلة انتصار الثورة السورية ليست مستحيلة . لن أقول هي سهلة وقريبة بل سأقول هي أقرب وأسهل مما يتصور الواهنون.
المعادلة السياسية والمعادلة الثورية المؤطرتان بإطار المصلحة الوطنية السورية وحدها والمعتمدتان على خطاب وطني جامع صادق مبشر وموجه وضابط ومنسجم مع واقع أن دابة الأرض كانت أقدر من عفاريت سليمان عليه السلام .