المضحك المبكي في وطننا سورية...!! ما الذي يعيق عودة اللاجئين إلى سورية...؟؟؟
في البيان الختامي الذي صدر عن الهيئتين الوزاريتين الروسية- السورية المشتركة وحسب وكالة سانا..
إن عودة اللاجئين هي أولوية بالنسبة ...للحكومة السورية " كذا فتأمل"
وحسب البيان الختامي نفسه فقد اتفق ممثلو الهيئتين على أن " دول الغرب" هي من تمنع عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم !!
وفي الأخبار الأخيرة بعد خبر العثور على جثة لاجئ سوري مجهول الهوية على الحدود البيلاوية- البولندية، خبر وفاة طفل رضيع هناك. ربما ممثلو الهيئتين، الذين وقعوا على البيان الختامي، أو لعلهم صدروه بلا توقيع، لم يتابعوا الأخبار ..
ولم يتابعوا أيضا التقارير الأمنية والتنموية الدولية، أن سورية " الشام" باتت واحدة من خمس دول، هي الأسوأ مكانا للعيش في العالم " خوفا وجوعا "!!
المشكلات السياسية الكبرى لا تحل بالبيانات والتقارير الإنشائية، إلا من قبل أقوام دأبوا على امتهان الناس، والاستخفاف بعقولهم وقلوبهم "مشاعرهم"..
والأَولى بكل من يتحدث عن مشروع " عودة أو إعادة اللاجئين" إلى وطنهم سورية، أن يتحدث: كيف نوقف عملية النزيف والهجرة المستدامة من سورية، باعتبار أرض الشام قد أصبحت طاردة للإنسان، على خلفيات منها الخوف ومنها الجوع ومنها المرض والوباء ومنها الفوضى "خلاقة أو مدمرة" على السواء
وللحديث الجاد القاصد عن عودة اللاجئين إلى وطنهم سورية، يجب أن نواجه سؤالا من نوع : ما هو انعكاس وجود عشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من المعتقلين والمعذبين؛ على نفوس اللاجئين المترقبين الخائفين؟؟
وكيف يؤثر خبر من نوع : قُتل تحت التعذيب، على مشروع عودة اللاجئين..؟؟
كيف يؤثر خبر قصف روسي أو أمريكي أو أسدي أو قسدي أو شيطاني على نفسية لاجئ يريد أن يعود، ويقولون له، زورا وبهتانا إن بلدتك أو قريتك هي مأوى للإرهابيين ؟؟
شيء مهم يجب أن نؤكد عليه: هو أننا حين نتحدث عن عودة اللاجئين، وشغفهم بالعودة، على درجات مختلفة متفاوتة فيهم وبينهم، إنما نقصد بالدرجة الأولى، أولئك اللاجئين غير المستقرين، من العالقين في المخيمات وعلى الحدود، حيث يفتقدون أبسط وأقل ما يستطيع أن " يتكيف" معه بشر!!
الروس والأسديون في الهيئتين الوازرتين المعنيتين يؤكدون أن الدول الغربية هي التي تعرقل عودة اللاجئين، وليس زمرة الخوف والجوع والقتل والسحق والتدمير، وينسون أن الدول الغربية بمجملها تقدم أكبر خدمة لمشروع إعادة اللاجئين قهرا إلى ما كان يسميه بعضهم "بيت الطاعة" واحتججنا على مصطلح "بيت الطاعة" بالنسبة لآحاد النساء، وقلنا إن بيت الزوجية هو بيت "المودة والرحمة" كما سماه القرآن الكريم؛ لنفاجأ في القرن الحادي والعشرين، بدول على أكتاف حكامها الطيلسانات يتحدثون عن " بيت الطاعة" بالنسبة للشعوب المستضعفة المغلوبة على أمرها ..!!
أليس تيئيس الثوار السوريين الذين قدموا مليون شهيد عربونا لحياة حرة كريمة عادلة، وردهم خائبين من كل أمل في تغيير حقيقي منشود ؛ هو من أهم ما قدمته دول الغرب المجمعة على مشروع " إعادة التأهيل" لتسهيل عملية قهر وإعادة اللاجئين..
إما أن تخضع وإما أن تظل تلاحقك وأبناءك وأحفادك كلمة يا لاجئ ويا غريب. كم أشعر بضرورة الاعتذار لأبنائي وأحفادي، وأنا أتابع وقد أورثتهم حكاية اللاجئ والغريب!! وتحسبونه هينا وعند الله العظيم. والعالم الذي نعيش فيه، ينفتح على كل شيء، ولا يضيق إلا على الغرباء وبهم!!
" من خرج من وطنه فلا ينسَ نصيبه من الذل" تلك الحكمة الموروثة تظل تلاحق الغرباء واللاجئين حيثما حلوا وارتحلوا . ونضّر الله قوما آووا وأعانوا ..
وحين يقف العالم كله حزمة واحدة على طريق قهر السوريين، وإعادتهم كما يقولون إلى "بيت الطاعة" الأسدي بعد تغيير الفرش والديكور، تبقى كلمة واحدة عالقة على ألسنة كل السوريين " الموت ولا المذلة" ويبقى أن الخيار الأول " الموت" الموت مشردين وغرباء وحيث كما قال المفتون لا يصلي عليهم أحد، ولا تدليهم في قبورهم، يد حنون .. هو الخيار الوحيد المنتظر عند الفئام من السوريين، خيارهم الطيّ على الألم، ولعق الجراح، والبكاء بلا دموع، والحسرات بلا أنين..وانتظار الموت القريب البعيد، والوعد والوعيد باللقاء بين يدي الله، بين الأعداء والخصوم، اللقاء بين يدي الله مع كل من تولى من أمر هذه الثورة قلامة ظفر، ثم فرّط فيه أو ضيعه... ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ )
في مدينتنا حلب، كانوا يقولون عند تقويم الرجال: لو كان عندي ثلاث عنزات ما ائتمنت عليها فلانا ...!! أوليس الذين لا يؤتمنون على ثلاث عنزات عاملا من العوامل المساعدة على إعادة اللاجئين قهرا لا قناعة ...ربما هي قضية تحتاج إلى تفكير ...