هل تجابه تركيا وحدها، سياسة الضباع في الإخضاع والافتراس!؟
لابدّ من طرح هذا السؤال ، بداية ، على كل عاقل ، يدرك أن مصير بلاده وشعبه ، مرتبط بمصير تركيا : جغرافياً ، أو ثقافياً ، أوسياسياً .. أو أيّ نوع ، من أنواع الارتباط الحيوية !
للضبع سياسة خاصّة فريدة ، في افتراس ضحيته البشرية ؛ فهو يزمجر، على الفريسة ، ويطلق حولها، بعضا من رائحته، فتستسلم له ، وتخضع ، فيسير أمامها، وتمشي خلفه، بمحض إرادتها، كأنها منوّمة مغناطيسياً! حتى يصل مغارته، فيبدأ في التهام الفريسة، دون أن تبدي أيّة مقاومة!
الكثيرون من البشر، يمارسون هذه السياسة ، في تعاملهم مع الناس ، والكثيرون يخضعون لها، فيقعون عبيداً ، لضباع البشر!
عالم السياسة والديبلوماسية ، ليس خالياً من هذا الأسلوب ، في الهيمنة والافتراس ، بل يكاد يكون، هو الأسلوب المفضّل، لدى الكثيرين ، من ساسة الدول! وهو الأسلوب الأكثر إخضاعاً للساسة ، الضعفاء : نفسياً ، أو عقلياً ، أو خلقياً ! فإذا خضعوا ، أخضَعوا معهم ، شعوبهم ، للضباع البشرية ، لتفترسها كما تشاء ، بمؤازرة السياسي المضبوع ، ذاته !
والمشهد العالمي ، اليوم ، يُظهر لنا ، أن الضباع هم: ساسة أمريكا وأوروبّا ! وأن المضبوعين ، الذين يُخضعون شعوبهم ، لهذه السياسة ، أكثرهم من ساسة العالم الإسلامي !
الساسة الذين لايخضعون ، لهذا الأسلوب ، تمارَس ضدّهم أساليب أخرى ، من الضغط والتهديد والابتزاز! ولا يقف على قدميه ، شامخاً متحدّياً ، إلاّ القويّ الأبيّ! وعناصر القوة المطلوبة ، لهذا الشموخ ، ولهذا التحدّي ، لايملكها إلاّ رجال أفذاذ !
القيادة التركية ، اليوم، هي من هذا الطراز، المتميّز الفذ ! فهي تواجه الضغوط العالمية، كلها، من شتى الدول العظمى ، بوعي وحكمة ، وحزم وشموخ ؛ لأنها عرفت، أن مجرّد الخضوع، لسياسة الضباع، أو لأساليب الضغط والابتزاز الأخرى، يعني : نهايتها.. ونهاية طموحاتها ، في دولتها ، ونهاية الدولة ، ذاتها !
وقادة تركيا ، اليوم ، في مواجهتهم ، للسياسات الضبعية .. الأوروبّية ، وغيرها ، إنما يمثلون طموحات أمّتهم ، كلها ، لا طموحات دولتهم ، فحسب !
وعلى عقلاء الأمّة المخلصين، جميعاً – ولا سيّما النخب منهم - تأييد قادة تركيا، ومؤازرتهم ، في موقفهم الصلب الشامخ ، ضدّ أعداء أمّتهم !
فمِن هاهنا ، تنبعث الأمّة ، وتتحقق أحلامها ، السامية النبيلة ، من جديد !