لتكن البوصلة اليوم: إنقاذ البقية الباقية من شعب سورية، المعرّض للفناء في صراع الهويّات!
الوسيلة : رفع شعار جامع مقدّس ، دائماً ، وهو شعار الحرّية .. بدلاً من شعار، مفرّق مقدّس، يُرفع في غير وقته !
مقصد الحرّية ، هو من أهمّ المقاصد ، التي جاءت الشريعة ، لحفظها ! وبعض العلماء المعاصرين ، جعلها : مقصداً سادساً ، وبعضهم جعلها : أمّ المقاصد ؛ لأن فقدانها ، يجعل الإنسان عبداً ، عاجزاً، عن صَون أيّ مقصد ، من المقاصد الخمسة ، الخاصّة به : دينه ، وحياته ، وعرضه ، وعقله ، و ماله !
ومَن قتِل دونها ، فهو شهيد ؛ سواء أكانت مقصداً مستقلاً ، أم كانت أمّ المقاصد !
رفع شعار الحرّية ، في الثورة السورية : يَجمع شعب سورية ، كله ، بسائر مكوّناته – وفي مقدّمتها الفصائل المقاتلة - تحت راية واحدة ؛ فيعطيه قوّة هائلة ، كفيلة بوقوفه، أمام المعتدين ، جميعاً ، وكفيلة بسدّ الذرائع ، وقطع الطريق ، على الساعين ، إلى تمزيق المعارضة ؛ لكسر شوكتها !
بينما رفع الشعارات الأخرى ، يُدخل الفصائل ، في صراع هويّات، لا نهاية له ، سوى الدمار الشامل ! كما يستفزّ القوى الخارجية، المعادية للشعارات الإسلامية ؛ لسحق فصائل الثورة السورية ، كلها ، بحجّة : محاربة الإرهاب ورافعي شعاراته ! فيفنى الشعب ، في صراع الهويّات ، دون طائل .. ولا يبقى منه أحد ، يُحكم بأيّ شعار: إسلامياً كان ، أم علمانياً ، أم قومياً ، أم ليبرالياً !
وبعد خروج سورية ، من دوّامة الدم والدمار، يمكن لأيّ شخص، أن يرفع الشعار الذي يريده !
فلتكن البوصلة ، الآن : ( إنقاذ البقية الباقية ، من شعب سورية ) تحت شعار (الحرّية) ، وحدَه ! وهو شعار مقدّس ، كما ذكرنا ، في بداية هذه السطور. وتكون المسألة : مجرّد رفع شعار جامع مقدّس، بدلاً من شعار مفرّق مقدّس ، يُرفع في غير وقته ! وسبحان القائل :
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)