رسالة إلى مواطنينا من أبناء الأقليات كافة، لماذا تستهدف أنظمة الاستبداد الأقليات ..؟!
لماذا يستهدف بشار الأسد المسيحيين في سورية ولبنان؟!
ولماذا يقتل نظام الانقلاب في مصر الأقباط ؟!
لقد آن لصبح الحق أن يسفر ، ولقد آن لأبناء العراق والشام ومصر جميعا أن يكفوا عن الانسياق وراء الغرائز .
يشهد لسان الحق والحقيقة أن هناك مؤامرة عالمية شريرة ، تبحث عن ذرائعها لضرب عموم أبناء المنطقة بعضهم ببعض . وإن كان المستهدف الأول من هذه المؤامرة تشويه الإسلام والنيل من المسلمين . ولا يعني أصحاب هذه المؤامرة أن يكون جميع أبناء الأقليات في المنطقة بعض وقودهم في هذه الحرب ، فتراهم يتاجرون بالكرد ، ويغامرون بالمسيحيين . ليكون الجميع في النهاية حطاما في هذه الحرب المجنونة ، التي لا أحد يستطيع أن يتكهن بمآلاتها..أو أن يتوقف بسهولة عن الانسياق في تداعياتها.
ولسان الحق والحقيقة والواقع يشهد أن أنظمة الاستبداد في المنطقة ، ونخص بالذكر منها نظام الولي الفقيه ، وبشار الأسد ، والسيسي تبحث هي الأخرى عن مدخلات لتصفي حساباتها مع أعدائها الوجوديين ، مع الأحرار من شعوب هذه المنطقة ، الذين يشكل الإسلام هويتهم الجامعة ، ومنبع ثقافتهم ، ومنهج حياتهم ، وسر بقائهم ، والذين سيظلون مستعدين لخوض حرب الدفاع عن وجودهم مهما كلفت التضحيات ؛ فأجدر بالعقلاء ألا يلقوا بأنفسهم بين شقي رحى تطحن لحساب غيرهم .
تتم المتاجرة طورا في الاستثمار في مظلومية لم تكن شعوب المنطقة قط مسئولة عنها ، كما يحدث في متاجرة الأمريكي والروسي بمظلومية الأشقاء الكرد ، فيحولون بعضهم أداة للظلم ، ووسيلة للعدوان .
وتتم المتاجرة أخرى في الاستثمار في خوف غرائزي ، يتم استثارته بتقديم الكثير من كباش المحرقة كما نتابع مع مواطنينا المسيحيين في مصر وفي العراق والشام .
الذين سنقصر نداءنا في هذا المقام عليهم عسى نستطيع أن ننبه غافلا ، أو نطمئن خائفا ، غفل عن مصدر الشر الحقيقي، وتماهى مع ما يدبره الأشرار المتربصون .
إن أولى الحقائق التي يجب أن يتوقف عندها مواطنينا من المسيحيين في مصر وفي سورية وفي العراق ، أنه لا الإسلام ولا المسلمون قد أعلنوا في أي ظرف الحرب عليهم ، أو أنهم أرادوهم بشر أو بسوء ، أو أنهم يمكن أن يطيعوا فيهم عدوا ، فيقبلوا أن ينزل بهم أي نوع من الأذى. إن شاهد التاريخ يشهد أن لو كان في شريعة الإسلام أو في عقول المسلمين وقلوبهم مثل هذا الذي ينسبه إليهم الأشرار ؛ لكان وضع العراق والشام ومصر مثل وضع الأندلس غداة خرجت من محاكم التفتيش ، أفلا تتفكرون!!
نسطر هذه الحقيقة عسى أن تعيها أذن واعية ، أو يتفتح لها قلب أو عقل أو ضمير . لا الإسلام ولا شريعته ولا مؤسساته تبيت شرا لأي من أصحاب الأديان الأخرى على خلفياتهم الدينية . ولقد نهج الكتاب العزيز للمسلمين ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )). وتحدث علماؤنا عن خيمة سابغة واسعة تجمع المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب تحت عنوان ( الأخلاق الملية ) لبيان الأرضية الواسعة التي تعم وتضم ( راجع مجموعة الفتاوى الكبرى لا بن تيمية ) وحسبك .
وثاني هذه الحقائق أننا نحن المسلمين ، الشهداء العدول على الناس ، نؤمن إيمانا جازما أن لعبة الغلو والتطرف ، والمنظم منها بشكل خاص ، هي جزء من مؤامرة كبرى. صار لاعبوها إليها بعد انتهاء الحرب الباردة ، وسقوط الخطر الأحمر ، حيث أعلن محركو الاستراتيجيات الدولية ، التحول إلى تصفية الحسابات التاريخية والثقافية والحضارية مع ما أطلقوا عليه ( الخطر الأخضر ) . ومن هنا كانت أحداث 11 / 9 / وتفجيرات محطات المترو ، ومن هنا كان ( صراع الحضارات ) و( نهاية التاريخ ) ومن هنا كان غزو العراق ، ومن هنا كان إطلاق اليد بالقتل والتدمير للولي الفقيه وعصاباته وأدواته ، ومنهم بشار الأسد ، ومن هنا عظم شأن تنظيمات مجهولة الهوية والتكوين لا أحد يدري حتى الآن كيف تنمو ، و لا من أين تتغذى ، ولا كيف تحصل على التمويل ، ولا كيف تصمد تحت الحصار والحرب السنين الطوال ..
وثالث هذه الحقائق أننا نحن المسلمين نؤمن أن قدرنا أن نواجه هذه الحرب مثلثة الرؤوس . وأن نتحمل أعبائها وتبعاتها ، لأنها حرب مفروضة علينا ولا خيار لنا إلا في دفعها . حرب يديرها عن بعد رعاة الشر العالمي من سراديبهم المظلمة ، وتنفذها أنظمة الاستبداد الاقليمي مثل نظام الولي الفقيه وبشار الأسد والسيسي ومن لف لفهم أو من ظاهرهم أو أعانهم سرا أو جهرا ، ويطعن بظهورنا فيها من خلف رؤوس الغلو والتطرف المنظم ، الذين بلغ عدد ضحاياهم من المسلمين مائة ضعف عن ضحاياهم ممن عداهم ..والرقم للتقصي وليس للمبالغة أو التهويل ..
ونعود مع الحقيقة الرابعة لنتساءل أي مصلحة لمواطنينا من المسيحيين أن يزجوا بأنفسهم ، تحت أقدام قطار الموت هذا ، الذي يريد البعض أن يجعل منهم ذرائع بالإمعان في قتلهم ، ثم التباكي عليهم كما يلعبها السيسي وكما يلعبها بشار ...؟!
هل يريد مواطنونا من المسيحيين حقا أن يعرفوا حقيقة من يقتلهم ، ومن يهجرهم ، ومن يسلبهم حقوقهم ؟!
إن اول طلب نطلبه منهم إذن كما من جميع من على ساحتنا الوطنية الجامعة في هذا المقام أن نتوقف جميعا ومرة أخرى عن التفكير الغرائزي ، وأن نقبل معا بشواهد التاريخ والواقع ..نطالبهم ، وقلوبنا تتنزى ألما لما ينزل بنا وبهم معا أن يقبلوا منا صدقا معززا بشهادة تاريخ ممتد على مدى ألف وخمس مائة عام أولا ..
وشهادة واقع ممتد على مدى عقود من عمر الاستبداد الحقيقي الذي ضرب منطقتنا منذ نصف قرن تقريبا ..فهلموا يا أشقاء الوطن والدار لنجيب على أسئلة حقيقية حفيٌ براشد عاقل أن يفكر فيها :
دعونا نفتح سجلا للتاريخ القريب وخلال عقود ، وليجبنا مسيحيو سورية ومسيحيو لبنان :
* من حاول في 11/ 11 / 1976 اغتيال عميد الكتلة الوطنية اللبنانية ريمون إدة ، لكي لا يصبح رئيسا للجمهورية . ومن اضطره إلى الخروج من لبنان ، المسلمون أو استخبارات الأسد المريبة وبمعرفة كل قوى الشر في العالم ..
* من قصف في 5 / 11 / 1977 بلدة العيشية المسيحية في الجنوب اللبناني ، فقتل 41 مسيحيا ، وهجر باقي السكان كما يهجر اليوم على الأرض السورية ...من فعل ذلك المسلمون أو قوات الأسد العميلة ؟!
* من اغتال في شباط 1980 الطفلة الجميلة مايا بشر الجميل ، كما يغتال اليوم كل أطفال سورية ..المسلمون ..أو شبيحة الأسد المرعبون ؟!
* من حاول في 20 / 2 / 1981اغتيال بطرك الروم الكاثوليك مكسيموس لإشعال فتنة طائفية ،رجال الأزهر وثقافة الأزهر أسأل عن هذا أعداء الإنسانية والإنسان من مقترفي الزور والإثم أو المجرم المدلل عند كل دوائر الإجرام ..
* من قصف في 2 / 4 / 1981 أطفال المدارس في بيروت الشرقية أ فأصاب منهم المئات ...المسلمون ..أو الأزهريون أو كتائب الأسد التي كانت متمركزة في عرمون ؟!
* من اغتال في 14 / 8 / 1982 الرئيس اللبناني المسيحي بشير الجميل ، المسلمون أو الأزهريون أو حليف ميشيل عون حافظ الأسد ..
* من اغتال في 22 / 11 / 1989 / رئيس الجمهورية المسيحي الماروني رينية معوض المسلمون أو عملاء حافظ الأسد ..
* لن نتساءل من أخرج ميشيل عون من لبنان ، وجعله يلجأ إلى السفارة الفرنسية ، ثم إلى باريس ليقضي هناك سنوات ..ما نظن أن المسلمين هم الذين طردوه وأذلوه وهجروه ..
ونريد أن نقول للسيد ميشيل عون كل المعلومات السابقة ، نقلناها من كتابه الأسود عن نظام حافظ الأسد الذي لحسه حتى عن شبكات التواصل ..
* ثم نسأل أشقاء الدار من المسيحيين ليجيبوا برشد وعقل : ومن اغتال سمير قصير في 2 / 6 / 2005 ، المسلمون أو الذين يعلمون ويتسترون ؟ ومن اغتال جورج حاوي 21 / 6 / 2005 ، ومن اغتال جبران تويني 21 / 12 م 2005 ومن اغتال بيار الجميل في 21/ 11 / 2006 ، ومن اغتال انطوان غانم 19 / 9 / 2007 ، ومن حاول اغتيال مي شدياق ، ومن ..ومن ..إن القفز على كل هذه الحقائق واعتبار صاحب هذه الجرائم هو حامي حمى الأقليات والمسحية منها بشكل خاص ، لهو موقف غرائزي مقيت ، ينخرط في إطار مؤامرة شريرة لن يهلك فيها إلا البغاة الظالمون مهما عظمت التضحيات .
مرة أخرى ننادي على إخوة الدار :
لماذا لم تتوقفوا ، ولم يتوقف حماة المسيحية في العالم ، عند الجريمة المفتاحية للوزير المسيحي ميشيل سماحة الذي خطط مع بشار الأسد وعلي مملوك لقتل الراعيين المارونيين البطرك صفير و بطرس الراعي واتهام المسلمين بذلك لخلق الفتنة ، واستدعاء الذريعة ، بلا مبالاة حقيقية بدماء الضحايا ، وبتبعات الفعل الشنيع ، فلماذا طمست هذه الجريمة ، ومحيت ، وتغشاها النسيان ...؟!
وأنتم أشقاء الدار في مصر الحبيبة
ونخص العقلاء منكم بالنداء : لماذا تجاهلتم جريمة العادلي باستهداف الكنيستين ، وأنتم تدركون أن دماء أبنائكم ، واستباحة مقدساتكم أصبحت ذريعة بيد السيسي لا ستجلاب المزيد من الدعم ، والحصول على المزيد من إطلاق اليد ليكون دوره في مصر كدور بشار الأسد في سورية ..؟!
إخوة الدار في مصر والشام والعراق ، تخوض أوطاننا اليوم ، وأنتم جزء منها ، معركتها في أرض مكشوفة مفتوحة ، فقد تعرى في عصر العري الحضاري والقيمي كل شيء ، وخياراتكم بأيدكم ، وبصوت العقل وشواهد التاريخ والحاضر نناديكم : اعرفوا أعداءكم واختاروا خندقكم ..
وهذه وقائع التاريخ شواهد على بشار والسيسي وعلى كل الأشرار المستبدين والمتواطئين معهم باسم الحضارة والديموقراطية وحقوق الإنسان . ومنذ البدء علمنا المعلم : من ثمارهم تعرفونهم ..
أما من جيرتكم أهل الإسلام فلم يكن لكم ولن يكون لكم إلا أمن وسلام.