الحادي عشر من شتنبر فرصة الحاقدين على الإسلام والمسلمين للكشف عن مظاهر الكراهية و الحقد والعنصرية
كلما حلت فرصة الحادي عشر من شتنبر إلا وتجددت مظاهر ومشاعر الحقد والكراهية والعنصرية ضد الإسلام وأهله بالرغم من أن مسؤولية الأحداث التي وقعت في ذلك التاريخ لا يتحملها الإسلام كدين كما لا يتحملها مليار وثلث المليار من المسلمين . ومعلوم أن الرأي الذي يذهب إلى أنها أحداث مفبركة لا زال واردا، ولا زالت الشكوك تحيط بالجهة التي كانت وراء تلك الأحداث وهي شكوك تقويها الأحداث التي تلت أحداث الحادي عشر من شتنبر والتي هي غزو كل من العراق وتدميره وقلب نظامه ، وغزو أفغانستان . فهذا الغزو يقوي الشكوك لدى الكثيرين بأن أحداث الحادي عشر من شتنبر قد تم التخطيط لها في بلد لا يمكن أن يؤخذ على حين غرة باعتبار حجم أجهزة مخابراته لتكون مبررا وذريعة لهذا الغزو. ويبدو أن أحداث الحادي عشر من شتنبر ستظل ذريعة للابتزاز وهو ما كشفت عنه وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا حين نشرت أخبارا مفادها أن المملكة العربية السعودية قد تكون متهمة بالتورط في تلك الأحداث ليبدأ فصل جديد من ابتزازها بعد آخر ابتزاز في مؤتمر الرياض الأخير . ولا تمثل أحداث الحادي عشر من شتنبر فرصة ابتزاز وذريعة للغزو فقط بل تمثل أيضا فرصة التعبير عن مظاهر العنصرية والكراهية والحقد ضد الإسلام والمسلمين حيث نادى بعض المحسوبين على الكنيسة من الحاقدين على الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة بإحراق المصحف الشريف كتعبير عن العداء ضد الإسلام بمناسبة حلول الحادي عشر من شتنبر . وهناك نداءات أخرى مشابهة من تنظيمات عنصرية تريد تفريغ حقدها ضد المسلمين في هذه المناسبة خصوصا الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة والتي تتعرض باستمرار للمضايقة والاعتداء . وبالرغم من استنكار المسلمين لأحداث الحادي عشر باستمرار وتنديدهم بها، فلا زالت جهات في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية تحملهم مسؤوليتها لمجرد أن الذين نسبت إليهم الأحداث يحسبون على الإسلام والمسلمين . وتوشك الولايات المتحدة ومعها دول أوروبا الغربية أن تفرض على المسلمين حيثما كانوا ضرائب على تلك الأجداث التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل كما يقول المثل العربي .
ومقابل استغلال جهات في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية أحداث الحادي عشر من شتنبر للتعبير عن مشاعر الكراهية والحقد ضد الإسلام والمسلمين لا يستغل المسلمون أية أحداث للتعبير عن مثل تلك المشاعر ضد المسيحية والمسيحيين أو اليهودية واليهود مع أن جرائم الكيان الصهيوني ضد المسلمين في فلسطين ولبنان يفوق عدد ضحاياها أضعافا مضاعفة ممن سقط من ضحايا في أحداث الحادي عشر من شتنبر ، كما أن عدد الضحايا المسلمين إبان غزو العراق وأفغانستان يقدر بالملايين . ولا زالت دماء المسلمين تسيل مدرارا بواسطة الآلة الحربية الأمريكية والغربية في بلاد المسلمين ، ولا زالت الولايات المتحدة ومعها الغرب تسعر الحروب في تلك البلاد ، وتصنع وتبث العصابات الإجرامية فيها كعصابات داعش وغيرها من العصابات لنشر الموت والدمار ، وللنيل من الإسلام الذي تنسب إليه تلك العصابات ظلما وزورا وبهتانا وهو منها براء . ولم ترتفع أصوات في بلاد المسلمين تنادي بإحراق الإنجيل أو التوراة أو بالتعبير عن مشاعر الكراهية والعداء والحقد ضد المسيحية والمسيحيين واليهودية واليهود عندما تحل مناسبات وقعت خلالها مجازر رهيبة من قبيل مذبحة دين ياسين وصبرا وشاتلا ودمار غزة ودمار العراق وأفغانستان . ولم ترتفع أصوات بإحراق كتب البوذية التي أحرق أتباعها في بورما مئات المسلمين من الروهينغا مؤخرا وسابقا ، ولا زال الآلاف منهم يفرون من الحملة الشرسة التي يقوم بها الجيش البوذي ضدهم أمام مرآى ومسمع العالم بما فيه الولايات المتحدة وأوروبا الغربية دون أن تحركا ساكنا .
ولقد كان من المفروض أن يتخذ من مناسبة الحادي عشر من شتنبر فرصة لاعتذار الولايات المتحدة على ما ألحقته من دمار بالعراق وأفغانستان وهو دمار كان انتقاما من أحداث الحادي عشر من شتنبر . وكان من المفروض أن ترتفع أصوات نبذ مشاعر الكراهية والحقد ضد الإسلام والمسلمين والدعوة إلى مشاعر المودة والمحبة كما تفعل بعض الأصوات المتعقلة والتي استنكرت الدعوة إلى مشاعر الكراهية والبغضاء . وإن الإسلام والمسلمين لم يرضهم ولن يرضيهم أبدا أن تزهق أرواح الأبرياء مهما كانت دياناتهم ومعتقداتهم لأن الإسلام يعتبر قتل النفس الواحدة بمثابة قتل الناس جميعا ، والإسلام اسم على مسمى، فهو دين سلام ، ولا توجد ديانة تتسمى ديانة بمثل اسمه .وأخيرا نقول للمسلمين في كل أنحاء العالم لا تردوا على دعوات الكراهية والحقد بالمثل، بل تشبثوا بقيمكم الإسلامية السامية ، وذلك ما سيجعل الإسلام يصل إلى القلوب السليمة حيثما كانت ، واعلموا أنه لا يحيق المكر السيء إلا بالماكرين والحاقدين والعنصريين .