حول القصف الصهيوني على الأرض السورية
" أحيانا تكون عمليات التجميل خطرة وقاسية ومبهظة "
في الابتداء لا يمكن لأي سوري حر شريف إلا أن يشجب ويستنكر ويدين بأشد عبارات الشجب والاستنكار والإدانة هذه العدوانات الصهيونية المتكررة على أرضنا السورية . وهذا الاستخفاف المتمثل بالرحلات المنظمة لطيران العدو الصهيوني على بلادنا ، ورشقات الصواريخ التي ما زال هذا العدو يمطر أرضنا بها ؛ مهما تكن طبيعة الأهداف التي يستهدفها هذا العدو .
ولا بد لكل سوري حر شريف أن يشجب ويستنكر ويدين هذا الصمت وهذا العجز وهذه اللامبالاة من الزمرة الغادرة الفاجرة المستلبة لقرار الدولة السورية ، والتي تفننت في إفراغ كل ما اعتده الشعب السوري من عتاد وسلاح للدفاع عن أرضه في معركة هذه الزمرة مع أحرار سورية رجالها ونسائها وأطفالها ، ومع مدن سورية وقراها وأوابدها ومساجدها ومدارسها ومستشفياتها ...
يضحك الإنسان باكيا وهو يتابع إعلام الزمرة المرتهنة وهو يتحدث عن التصدي لطيران العدو مرة ولصواريخه أخرى وفِي كل مرة تسقط طائرات العدو وصواريخه ويحبط عدوانه كذبا ومينا كما تقول العرب ؛ دون أن نسمع مرة واحدة أن الزمرة المأفونة التي استجلبت إلى وطننا كل أنواع الأسلحة المتطورة الفتاكة لإبادتنا وقتلنا قد ردت على العدوان بمثله أي أنها قصفت المطار الذي انطلقت منه الطائرات المغيرة ، أو دمرت القاعدة التي أطلقت منها الصواريخ المعتدية .
القواعد الروسية العسكرية بأسلحتها الاستراتيجية المتطورة والمتنوعة هي فقط لإبادة أطفال سورية تحقيقا لحلم بشار وبوتين في المجتمع المتجانس وفِي الحيلولة دون أن يحكم شعب سورية سورية .
وفي كل مرة ينفذ العدو الصهيوني عدوانا من عدواناته على وطننا وأرضنا يُزعم أنه استهدف قاعدة إيرانية أو مستودعا أو قافلة للسلاح الإيراني أو تجمعا لفيلق القدس الإيراني ، كما أعلنت عنه مصادر جيش العدو الصهيوني بالأمس . إن هذه العدوانات المتكررة وهذه الإعلانات المريبة هي في رؤيتنا هي عملية استراتيجية بعيدة المدى في محاولة تضليل شعوبنا الحرة ، والتمويه على وعي أجيالنا بالتستر على حقيقة المشروعين الصهيوني - الصفوي المعتنقين المتلازمين المتفقين على اقتسام الهيمنة والنفوذ في فضاء أمتنا ، وامتهانها وطمس هويتها من خلال أدوات وظيفية يسمونهم حكاما ومنظمات مهترئة رخوة أسوء من يمثلها الجامعة العربية .
إن العدوانات الصهيونية المتكررة على أرضنا ما هي إلا عمليات تجميل قاسية ومبهظة وخطرة للقائمين على المشروع الصفوي في قم وطهران والضاحية الجنوبية من أرضنا في لبنان. وذلك بعد ان انكشفت شعارات المقاومة والممانعة بطريقة لم تعد تخفى إلا على من في قلبه أو في بطنه مرض.
إن تحدي المصداقية اليوم أمام الولي الفقيه وقاسم سليماني وكل وراث عصابة الإفك التاريخية أن يبادروا إلى قصف المواقع التي قصف منها ما يسمى فيلق القدس الكاذب الخادع. وأن يكون القصف من قم أو من طهران لا من دمشق ولا من بيروت ليتحقق برهان مصداقية آخر حول الصواريخ بعيدة المدى والعابرة للقارات.
وغير ذلك فعلى لفيف الشر كله اللعنة وله سوء الدار.