الكلام الصعب في تقدير الموقف الأصعب !!
منذ تشكيل ما يسمى بالمنصات . واقتناع من يعتبرون أنفسهم القيمين على الثورة السورية من القوى والشخصيات السياسية أن غاية ما يصبون إليه ، هو تعديلات دستورية أقل سوء .
بتنا نتذكر المثل الشعبي عن الجنازة الحافلة ..
على الصعيد الميداني ، ومع الإقرار بشجاعة الثوار وعزيمتهم وثباتهم وتصميمهم على تقديم إنجاز حقيقي ؛ إلا ان كل من شدا شيئا ولو يسيرا من علم الحرب يعلم أن قطار الثورة الميداني لم يوضع منذ البداية على سكة يمكن أن تؤدي به إلى محطة انتصار .
استراتيجية خوض المعارك العبثية على كل الأرض السورية ؛ لتبديد القوى ، وتعميم الخراب ، وتوسيع دائرة الاحتراب ظلت هي السائدة . بينما الكل يعلم أن هدف المعركة في سورية ، التي لم يرد لها أن تكون عسكرية أصلا، إنما يقع في مربع أصغر من صغير .
اليوم وبعد أن توحدت كل القوى الدولية على حماية هذا المربع والاعتراف بمن فيه ؛ يبدو أن موقف المؤيدين للثورة ، بل الذين اعتبروا هذه الثورة حاملا لآمالهم ، وعلاجا لآلمهم ؛ بات محاصرا بين فكي الاستبداد في صورته الأبشع والعبثية بكلفتها العالية وأهمها دماء الأبرياء .
يتعلق بعض السوريين اليوم بتصريحات تصدر عن هذه الجهة أو تلك ، مرة قال بوتين ، ومرة قال ترامب ؛ كما لو أنهم لم يعيشوا خلال تسع سنوات لعبة مد وجزر التصريحات . ماذا يفيدنا ما يقوله البنتاغون عند المساء إذا كان كلام الليل يمحوه النهار؟ ماذا تفيدنا التصريحات المتأرجحة إذا لم يكن في الطرف الثوري جهة تريد أو تقدر على وضع قطار الثورة على سكة الانتصار .
ليس المهم هو السرعة ولا الزمن ويعين الله على أمر التضحيات ولكن المهم في النهاية هو الجدوى..
الكلام صعب في تقدير الموقف الصعب . وأكبر المصيبة فيمن لا يعلمون ويهذون ، بل فيمن يعلمون ويراوغون .
( كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ ).