هذه سوريتنا، وفيها عندنا أمور عامة وخاصة لا تقبل التسييس
ونحن في سورية نرفض أولا تسييس الدين ..
فالدين الحق لا يسيس ..
ونحن لا نسيس الدين ، ولكننا نديّن السياسة ، نجعلها أكثر إنسانية ورحمة وأخلاقا والتزاما وصلاحا وأبعد عن كل ما يغضب الله ، ويفسد المروءة .
دين رب العالمين لا يسيس ، ولا يكون لفريق دون فريق ، ولا يرفع قوما فوق قوم ، ولا يكون الدينُ دينَ رب العالمين ، حتى يعطي العدل والرحمة والسواء للعالمين .. فالدين في شرعنا لا يقبل التسييس .. بل يكتب الإحسان على كل شيء حتى حين يقتل الإنسان بالحق أو يذبح ..
ثم العدل والظلم في ديننا لا يقبلا التسييس ..
فلا يقبل الظلم من إنسان ، ولا يقبل الظلم لإنسان . ولا يبسط العدل لإنسان ، ولا يزوى العدل عن إنسان . " القوي في شرعنا ضعيف حتى يؤدي ما عليه ، والضعيف في شرعنا قوي حتى يأخذ الذي له " حقيقة أخرى لا تقبل التسييس.
ثم الجوع
في شرعنا لا يقبل التسييس ..
اللهم ونعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع . وإطعام الجائع ، والشراكة في اللقمة مع المسكين واليتيم والأسير ، ولعلنا يستوقفنا السؤال عن هوية الأسير ، في عصر كان الناس لا يجدون طعاما لأنفسهم ، بلهَ لأسراهم .
الجوع بئس الضجيع
وحبس امرأة لقطة حتى ماتت جوعا ، أدخلها النار . وسقيا مومس لكلب عطشان ، كان سببا ليغفر الله لها .. تلك حقائق وقيم ثابتة في فصول هذا الدين . تنادي بصوت عمرَ على عمروٍ : متى استعبدتم الناس ؟! وويل للناس حين يستعبد بعضهم بعضا باسم الدين . تلك حقائق لا يعقلها إلا العالمون ..
ثم علاج المريض ومواجهة الوباء في شرعنا لا يقبل التسييس ...
والدواء حق لكل مريض . والمواساة دين ومروءة وكرم أخلاق . وعيادة المريض في شرعنا صلة قسط وبر . وكان رسولنا يعود المرضى من جيرانه بدون تمييز . ويقف للجنازة لا يسأل عن هوية صاحبها . فاحترام النفس الإنسانية لا يقبل التسييس . وعندما قيل له : إنها جنازة يهودي !!! أجاب أليست نفساً ..حقيقة إنسانية متقدمة وسابقة !!
والحريق يمتد فيأكل الأخضر واليابس ،لا يقبل التسييس ..
يقول أحد الصالحين ، حمدت الله تحميدة ، ما زلت أستغفر الله منها ، قيل له وكيف ؟!! قال : قيل لي : احترق السوق إلا دكانَك ، فقلت الحمد لله ...
وما زلت منها استغفر الله ..!! لا نفرح لحريق ينتشر ، ولا لنار تأكل ما نظنه ونحسبه .. ونسأل الله اللطف في أمرنا كله ..
اللهم ارفع عن سورية وشعبها ظلم الظالمين ، وتجبر الطغاة المتجبرين ، ارفع عنا وعن أهلينا وديارنا الظلم والغلاء والجوع والخوف والوباء والحريق اللهم إننا مقبلون على شتاء وبرد وهؤلاء إخوان لنا يقيمون في العراء فكن لهم كالئا وحافظا ومعينا ..اشملنا بلطفك ، واحفظنا بحفظك . واعزم لنا على الرشد . واجعل أمرنا بيد خيارنا ، ولا تكلنا إلى شرارنا فنضل ونخزى ...