سبعون عاما على ميثاق حماية اللاجئين الأممي
فمنذ 25/ 7/ 1951 تم توقيع الميثاق الإنساني لحماية اللاجئين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ..وما يزال هذا الميثاق هو المناط التي تدور حوله كل سياسات حماية اللاجئين الدولية ..
تعودنا أن نقول: لا تحفر الحفرة وتشعل فوقها الضوء الأحمر ...معظم الصراعات التي تؤدي إلى إخراج الناس من بيوتهم ، ذات طبيعة دولية. يوما بعد يوم نكتشف البعد الدولي لسياسة تهجير السوريين من ديارهم مثلا ..وأن بشار الأسد ، كان مجرد منفذ سيء السمعة لمقررات داعميه من روس وأمريكيين ..
وعندما تقرر إدارة بايدن الجديدة مثلا أن " بشار الأسد " بوصفه رئيس دولة سيبقى ، وهو مجرد رئيس يتغير أمثاله في كثير من دول العالم بشكل دوري، فإن قرار الرئيس الأمريكي سيقتضي عمليا تهجير بضعة ملايين إضافيين من السوريين ..بعضهم سيهاجر لأسباب أمنية، وبعضهم لأسباب اجتماعية، وبعضهم لأسباب اقتصادية. فحوى قرار الرئيس الأمريكي هذا أن سورية لم تعد دار قرار لأبنائها على مدى عقود قادمة.
وما يجري منذ شهر في " درعا البلد" من حصار وانتهاك وسلب ، هو بعض تداعيات تصريح وكيل الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة قابلة ببقاء بشار الأسد وأن المطلوب فقط بعض التعديل !!
الحروب والصراعات يغذيها ويقودها الكبار، ويدفع ثمنها الصغار من الشعوب والدول على السواء ..
الانقلاب في تونس - لو نجح لا قدر الله - وهو انقلاب دولي بامتياز، كم سيترتب عليه من هجرة للتونسيين!!
تحدث التقارير الأممية : أن حجم اللجوء عام 2020/ بلغ 82 مليون شخص عدد سكان دولة كبيرة في هذا العالم !!..الملاحظ أن الدول الكبرى ولاسيما خمس مجلس الأمن تصنع أسباب اللجوء والتشرد والهجرة بأبعادها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكنها لا تتحمل من حصاد هذه السياسات المدمرة لحيوات الناس إلا القليل ..ومن تتبع البيانات الدولية أدرك أن اليمن على ما هو فيه من عذاب يعتبر ملجأ آمنا وموردا وفيرا لكثير من اللاجئين..
ولو أخذنا كمثل قريب عملية التهجير التي حصلت في سورية، والتي تشارك في قرارها الأمريكيون والروس، وتشاركوا تنفيذها مع الميليشيات الطائفية والأسدية، والتي كان من ضحاياها ملايين السوريين " شهداء ومعتقلين ومهجرين ، إذ لولا القتل والسجن والتعذيب ما تمت عمليات التهجير ، وقد كان هذا من أساليب عصابات " الهاغانا " الصهيونية فيما ارتكبته في مذابح قبية ودير ياسين من قبل ..
لم تكن عبثية إذن عمليات القتل والاعتقال ، ولم يكن عبثيا سكوت العالم على مدى عشر سنوات على السياسات الأكثر فظاعة مما فضحت وثائق القيصر بعض وقائعه ، وما زال المتحدثون عن حقوق الإنسان عمليا صامتين.
وإذا عدنا إلى السؤال الأصلي في السياق في الذكرى السبعين للميثاق الدولي لحماية اللاجئين ، لنتساءل من الذي تحمل العبء الأكبر للجوء السوري في العالم ؟؟ ليس الولايات المتحدة بالطبع، ولا دول الاتحاد الأوربي، ولا أحد من صناع القرار الدولي : لقد وقع العبء السياسي والإنساني والاقتصادي والاجتماعي على دول الجوار ، ودون مراعاة لظروف أي منها ، تركية والأردن ولبنان. يخرج المهاجر من دياره على كره ، يستضيفه مضيفه بغير قرار منه، فيكون الطرفان في كونهما الضحية سواء، وهذه حقيقة يجب أن ندركها ، ليس ذنب الأتراك،ولا ذنب الأردنيين، ولا ذنب اللبنانيين؛ أن سورية وقعت بين فكي المؤامرة الدولية أو استراتيجية الدولية : للتغيير الديمغرافي خدمة لمصالح قوم آخرين .لندن، وهو ما يظل " لافروف" يتفوه به بلا مواربة ولا حياء ، ولعل آخر ما تحدث عن حجم هجرة المسيحيين من سورية والعراق ، وكم وددت أن وطنيا مسيحيا من هنا أو هناك كان يكفينا عبء الرد عليه ..