من شام الثورة إلى غزّة العِزّ: معركتنا واحدة وعدوّنا واحد
إنّ مواجهة قوى الاستبداد والطغيان والاحتلال في سورية منذ اثني عشر عاماً، وما جرى خلال الأيام الأخيرة في غزّة العِزّ وفلسطين، يؤكّد أنّ الشعب السوريّ والشعب الفلسطينيّ، هما شعب واحد، قضيّتهما واحدة، ومعركتهما واحدة ضد الظلم والاحتلال، فمن يُهلك الزرع والضرع في الشام، هو العدوّ نفسه الذي يُهلك الزرع والضرع في غزة وفلسطين، ولو اختلفت وجوه المواجهة والعناوين وأشكال المعتدين!..
في الشام المنتَفِضَة، يَشقّ السوريون طريق المجد بدمائهم وأرواحهم، ويُزلزلون الأرض من تحت أقدام زمرة الطغيان الفاسدة، وداعميها من أوباش الروس والمجوس، الذين يترنّحون خائبين، لتتهاوى قريباً -بإذن الله- زمرة البغي والخيانة، مُضَرَّجةً بحقدها وجنونها وساديّتها.. وفي غزّة العِزّ، يَسحقُ المجاهدون العدوانَ، بالعزم والثبات على الحق، والتصميم على إزهاق الباطل، وبالإيمان بأنّ الله لن يُخْلِفَ وَعْدَهُ المؤمنين المجاهدين، الرابضين على الثغور، الـمُنتفِضين على النحور: نحور الأعداء الغزاة وحُلفائهم.
في الشام الثائرة على الاستبداد، الذي يقتات على دعم الروس واليهود والمجوس، يرسم المجاهدون بدمائهم طريق الحرية والنور، فتُضيء جنبات غزّة العِزّ، مستبشرةً بالفجر القادم، الذي يَهَبُهُ الله عزّ وجلّ لمن يستحقّون المجدَ والسؤدد والعزّة والرفعة.. وفي غزّة هاشم، يخطّ المجاهدون سطور الكرامة والتحرير وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، فيلقّنون دجّالي بشار وخامنئي و(حسن نصر الفُرس)، درساً جديداً في الممانعة الصادقة والمقاومة الحق.
على سفح قاسيون الشامخ، يترنّح خونة هذه الأمة من عملاء يهود وبني صهيون.. وفي شام بني أمية، يُهَشَّم رأس المجوس ورأس خادم صهيون الأسديّ، وتُداس جباه الطغاة وهاماتهم.. فأول حروف الهزيمة المنكرة للغاصبين، تُكتَب بالدم في شام الثورة، وتُقرَأ بالنور في غزّة التحرير: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:45).
* * *
أنّى لأولئك القَتَلَة المجرمين أن يفهموا، أنّ مَن يطلب الموت في سبيل الله، لتحرير الناس من عبادة خامنئي وبشار وبوتين ونتنياهو، إلى عبادة الله عزّ وجلّ وحده لا شريك له.. لا يمكن أن يعدلَه في المواجهة مَن يحرص على الحياة بكلّ ثمنٍ ووسيلة؟.. وأنّ آلة القتل الإجرامية لا تصنع الرجال، ولا تمنح النصر، ولا يمكن لِباطِلها أن يهزم حقّ الإيمان؟.. وأنّ الشعوب التي تسعى لتحقيق كرامتها وكسر أغلالها، لا يمكن أن تُقهَر؟.. لأنّ الله سبحانه وتعالى يتولاّها وينصرها ويرعاها: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (آل عمران:126).
بالإرادة التي لا تلين، والثبات، والصبر والمصابرة، والتوكّل على الله وحده.. وبروحٍ مؤمنةٍ على كفّ مجاهدٍ واثق، وإرادةٍ لا تَلين، وتضحيةٍ في سبيل الله عزّ وجلّ بلا حدودٍ ولا حساب.. وتخطيطٍ مُحكَمٍ، وبندقية.. يمكن تكسير الأصفاد، وتهشيم الرؤوس الأسدية، والخامنئية، والبوتينية.. والصهيونية.
بشلاّل دمٍ، ودمعة ثكلى، ولهفة طفلٍ، وسواعد الأطهار، وصداح مئذنةٍ، وهتاف: الله أكبر.. يمكن اجتراح فجرٍ جديد.
كلّ هذا العالَم المتواطئ مع العدوّ المحتلّ في دمشق الفيحاء وغزّة هاشم.. يمكن صفعه بنعل مُرابطٍ على ثغرٍ كريمٍ من ثغور الوطن الجريح.. وكل تصريحات التواطؤ والتخاذل، ومزاعم الحفاظ على حقوق الطفل والمرأة والإنسان.. يمكن سَحقها ببسطار طفلٍ امتشق سكيناً، ليدفعَ عن نفسه وصَدر أمّه، حقدَ وحشٍ أسديٍّ أو صفويٍّ مجوسيٍّ.. أو صهيونيٍ مجرمٍ سفّاح.
النصر من الله العزيز الجبّار وحده، والعزّة لله ورسوله والمؤمنين.. وشهداؤنا في جنّةٍ عَرضُها عَرض السماوات والأرض، وقتلاهم في جهنّم.. في سَقَر، التي لا تُبقي ولا تَذَر.
* * *
من الشام إلى غزّة، تمضي سُنّة الله في أرضه، ويُصنَع العزّ والمجد، فما بين شام بني أمية وغزّة هاشم، ترتسم معالم الحرية والتحرير، فيدفع المجاهدون بجهادهم وتضحياتهم ومقاومتهم.. أذى العدوّ الممتدّ، من طهران إلى دمشق.. فغزّة هاشم، ويزفّ المجاهدون المرابطون إلى أمّتهم، بشائرَ الحرية والتحرّر، من الاحتلال بكل وجوهه ومجرميه وصفحاته وأقنعته ورموزه وأركانه.
من الشام الشامخة إلى غزّة هاشم، ستتهاوى أعناق الطغيان والغطرسة والعدوان، وتُطوى صفحات الدجل والأكاذيب، المفضوحة بسواعد السوريين والفلسطينيين، وتضحياتهم، حول (شلّة) الممانعة الطائفية الخيانية، ولن يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ للمؤمنين الأطهار المخلصين المجاهدين في سبيله، إنا في ذلك على يقين، لا يُزعزعه إرجاف المرجفين، أو يأس المتشائمين، أو استخذاء الصامتين الخاذلين المتفرّجين، أو انهزام المنهزمين، أو تخاذل المتربّصين، أو نفاق المنافقين.
(فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (إبراهيم : 47).