في صلاة فجر مثل هذا اليوم، طعن المجوسي أبو لؤلؤة .. الفاروق عمر
في صلاة فجر مثل هذا اليوم منذ ألف وأربع مائة وثلاث وعشرين
المجوس الذين طهرهم عمر بالإسلام من نكاح أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم قتلوا في محراب رسول الله الفاروق عمر وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر من يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة من السنة الثالثة والعشرين للهجرة . طعنه أبو لؤلؤة فيروز بخنجر ذات طرفين فضربه ثلاث ضربات ، وقيل ست ضربات ، إحداهن تحت سرته ..وضرب معه ثلاثة عشر رجلا مات منهم ستة رحمهم الله جميعا ...
مات الفاروق عمر رضي الله عنه شهيدا كما أراد في دعوة طالما رددها ( أسألك شهادة في سبيلك وفي مدينة رسولك ) فكان له ما أراد . في مدينة حبيبه رسول الله استشهد . و في حجرة حبيبه دفن بعد الإذن من أم المؤمنين عائشة تقول أوثرك به وقد كنت ادخرته لنفسي لأن الحجرة في الأصل حجرتها .
وكان عمر رضي الله عنه أول الخلفاء يقتل غيلة في تاريخ الإسلام . وكان أول همه أن يعرف أن قاتله ليس مسلما بل هو مجوسي من عبدة النار . لينفتح على المسلمين بقتله باب الفتنة . بل ليكسر الباب الذي يحول بين الناس والفتنة كسرا فلا يغلق بعد أبدا ...
قتل المجوسي أبو لؤلؤة في مثل فجر هذا اليوم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب..وعند كعب يتحد بنو عدي ببني هاشم رهط النبي فإذا القوم كلهم رهط واحد ..
وعمر أحد (العمرين) الذي دعا رسول الله ربه أن يعز بأحدهما الإسلام، فأصابته سعادة الدعوة ،والعمر الآخر هو خاله أخو أمه ( حنتمة بنت هشام ) وهو عمرو بن هشام أبو الحكم في الجاهلية وأبو جهل في الإسلام.
أسلم عمر وعمره سبع وعشرون سنة . وشهد بدرا وأحدا وبايع بيعة الرضوان فكان من الرهط الذين قال الله فيهم ( يد الله فوق أيديهم ..) كما شهد مع رسول الله المشاهد كلها فما تخلف ولا تغيب. وخرج في عدة سرايا وأمره رسول الله على بعضها .
وعمر الفاروق هو أول من دعي أمير المؤمنين ، وأول من أرخ بالهجرة ، وأول من جمع الناس على التراويح ، وأول من عسّ بالمدينة ، فكان يجول في الليل يحرس الناس ويتلمس حاجاتهم ، وأول منحمل الدرة ( عُصيّة صغيرة ) كان يرشد ويأدب بها الناس ، ..
وعمر هو الذي فتح الفتوح ، ومصّر الأمصار ( ومنها الكوفة والبصرة ) ، وجنّد الأجناد ، وسن الخراج ، ودوّن الدوواين ، وعرض الأعطية ، واستقضى القضاة ، وكتب لهم منهجا فيه ، وكوّر الكور ، مثل السواد والأهواز والجبال وفارس وغيرها ..
وعمر هو الذي فتح الشام كله ..- أواه يا شام –
وفتح الجزيرة والموصل وميافارقين وآمد وأرمينية واستشهد وجنود الفتح في بلاد الري ..
فتح عمر أواه على عمر من الشام اليرموك وبصرى ودمشق والأردن وبيسان وطبرية والجابية وفلسطين والرملة وعسقلان وغزة والسواحل والقدس. وبعلبك وحمص وقنسرين وحلب وانطاكية. وفتح الجزيرة وحران والرها والرقة ونصيبين ورأس عين وشمشاط وعين وردة وديار بكر ( بكر بن وائل ) وديار ربيعة وبلاد الموصل وأرمينية جميعها ..
وفتح مصر والاسكندرية وطرابلس الغرب حتى برقة ..
وفتح العراق وأزال ملك فارس وكنع ملكهم يزدجرد في معركة (نهاوند) بقيادة الصحابي النعمان بن مقرن المعركة التي سماها المسلمون( فتح الفتوح) والتي طوي فيها الصراع الظاهر مع المجوس .. الذين سنّ فيهم عمر سنة أهل الكتاب . إلا أنه أبطل زيجاتهم من أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم ولذا فهم لا يزالون حاقدين عليه .
على يد عمر رضي الله عنه تحققت البشرى الوعد غير المكذوب ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعد )
وفتح عمر رضي الله عنه من العراق ؛ القادسية والحيرة ونهر سير وساباط ومدائن كسرى وكورة الفرات ودجلة والأبلة والبصرة والأهواز وفارس ونهاوند وهمذان والري وقومس وخراسان واصطخر وأصبهان والسوس ومرو ونيسابور وجرجان وأذريبجان وقطعت جيوشه النهر مرارا...
كان متواضعا في الله ، خشن العيش ، خشن المطعم ، شديدا في ذات الله يرقع الثوب بالأديم ، ويحمل قربة الماء على كتفيه شديدا في أمر الله تتجنب شياطين الجن طريقه وتحقد شياطين الإنس عليه. جادا لا يصانع ولا يمازح ولا يسترخي . سألته زوجه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب التوسعة في العيش ليكون لها مثل ما لنساء قريش ، فقال لها ألا يكفيك أن يقال بنت علي وزوج أمير المؤمنين ..
عرف عمر في تاريخ الإنسانية بعلم العدل وهو القائل انتصارا لحق قبطي : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار . وهو القائل ينبه الناس على مهمة الولاة : ألا إني لم أبعثهم عليكم ليأخذوا أموالكم ويضربوا أبشاركم . وهو القائل لمسن يهودي رآه يتسول : ما أنصفناك يا هذا أكلنا شبيبتك ونتركك عند شيبتك ...
في مثل عمر يكتب الناس الأسفار وعلى مثل عمر تبكي البواكي .
وكان نقش خاتمه كفى بالموت واعظا ياعمر ...
استشهد وعمرة بضعة وخمسون عاما رضي الله عنه وأرضاه
حديث موقوف : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، كِلَيْهِمَا عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : " مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الْفِتْنَةِ ؟ " فَقَالَ حُذَيْفَةُ : أَنَا ، قَالَ : " أَنْتَ ؟ " فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ يُكَفِّرُهَا : الصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ، قَالَ : " لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ ، إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ الْفِتْنَةِ الَّتِي قَبْلَ السَّاعَةِ ، تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ " ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : " فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْبَابِ ، يُكْسَرُ كَسْرًا أَمْ يُفْتَحُ فَتْحًا ؟ " قَالَ : بَلْ يُكْسَرُ كَسْرًا ، فَقَالَ عُمَرُ : " إِذًا لا يُغْلَقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " . قَالَ أَبُو وَائِلٍ : قُلْنَا لِمَسْرُوقٍ : سَلْ حُذَيْفَةَ عَنِ الْبَابِ مَنْ هُوَ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : الْبَابُ عُمَرُ ، وَرَوَى النَّاسُ هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّ عُمَرَ ، قَالَ : مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ
اللهم ارض عن سيدنا عمر ، وعوض المسلمين في مصيتهم فيه خيرا ، اللهم الحقنا به
منقول بتصرف من البداية والنهاية :
زهير سالم مدير مركز الشرق العربي